الهجرة من مكة إلى المدينة المشرفة
الهجرة من مكة إلى المدينة المشرفة
2 نوفمبر 2016
لَا يُقَالُ (عن الله) أَيْنَ وَلَا كَيْفَ وَلَا مَتَى لِأَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ (من المدخل لأبي عبد الله محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج المتوفى 737هـ)
لَا يُقَالُ (عن الله) أَيْنَ وَلَا كَيْفَ وَلَا مَتَى لِأَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ (من المدخل لأبي عبد الله محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج المتوفى 737هـ)
2 نوفمبر 2016
الهجرة من مكة إلى المدينة المشرفة
الهجرة من مكة إلى المدينة المشرفة
2 نوفمبر 2016
لَا يُقَالُ (عن الله) أَيْنَ وَلَا كَيْفَ وَلَا مَتَى لِأَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ (من المدخل لأبي عبد الله محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج المتوفى 737هـ)
لَا يُقَالُ (عن الله) أَيْنَ وَلَا كَيْفَ وَلَا مَتَى لِأَنَّهُ خَالِقُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ (من المدخل لأبي عبد الله محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج المتوفى 737هـ)
2 نوفمبر 2016

القاضي عبد الوهاب ينقل الإجماع على كفر المجسّمة

القاضي عبد الوهاب ينقل الإجماع على كفر المجسّمة

نقل القاضي الفقيه المالكي الذي توفي في أوائل القرن الخامس الهجري، أبو محمد عبد الوهاب المالكي البغدادي (1) في كتابه شرح عقيدة مالك، الإجماع على كفر من قال بما يؤدي إلى الحدوث في حق الله أو إلى الحلول في الأماكن، أو إلى التنقل، التطور أو التغير أو بما يؤول إلى التجسيم، فذلك كفرٌ عند كافة أهل الإسلام.

قال القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي أحد أكابر المالكية وهو من أصحاب الوجوه المتوفى سنة 422 هجرية في شرحه على عقيدة مالك الصغير ص 28 ما نصه (واعلم أن الوصف له تعالى بالاستواء اتباع للنص، وتصديق لما وصف به نفسه تعالى به، ولا يجوز أن يثبت له كيفية لأن الشرع لم يرد بذلك ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشْيء ولا سألته الصحابة عنه ولأن ذلك إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن وذلك يؤول إلى التجسيم وإلى قدم الأجسام وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام). انتهى

ولزيادة البيان نقول:

مذهب الحشوية أي المُجسمة المُشبِّهة في إثبات الجهة مذهبٌ واهٍ ساقط، يظهر فساده من مجرد تصوره، حتى قالت الأئمة لولا اغترار العامة بهم لما صرف إليهم عنان الفكر ولا قطر القلم في الرد عليهم، وهم فريقان فريق لا يتحاشى في إظهار الحشو، (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَىْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (سورة المجادلة آية 18) وفريق يتستر بمذهب السلف لسحت يأكله (السحت الحرام قبيح الذكر) أو حطام يأخذه أو هوى يجمع عليه الطغام (أي الأرذال) الجهلة والرعاع السفلة، وفي هذا الفريق من يكذب على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويزعم أنهم يقولون بمقالته، ولو أنفق ملء الأرض ذهبا ما استطاع أن يروج عليهم كلمة تصدق دعواه، وتستَّر هذا الفريق بالسلف حفظا لرياسته والحطام الذي يجتليه، أظهروا للناس نسكا وعلى المنقوش داروا، ومذهب السلف: إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف، كما قال القائل:

وكلٌّ يدَّعون وصال ليلى *** وليلى لا تُقرُّ لهم بذاكا

وكيف يعتقد في السلف أنهم يعتقدون التشبيه أو يسكنون عند ظهور أهل البدع، وقد قال الله تعالى (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة آية 42)، وقال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (سورة آل عمران آية 187)، وقال الله تعالى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (سورة النحل آية 44).

ولقد كانت الصحابة رضي الله عنهم لا يخوضون في شىء من هذه الأشياء إلا للحاجة (لأنهم في الصدر الأول فهموا التنزيه وهم كانوا أهل العربية والبلاغة)، مع أن سيوف حججهم مرهفة ورماحها مشحوذة، ولذلك لما نبغت الخوارج واثبهم (كسرهم وأقام عليهم الحُجة) حبر الأمة وعالمها، وابنا عم رسولها، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس، فاهتدى البعض بالمناظرة وأصر الباقون عنادا، فتسلط عليهم السيف.

ولم ينقل عن سيِّد البشر صلَّى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم أنه جمع الناس في مجمع عام ثم أمرهم أن يعتقدوا في الله تعالى كذا وكذا، وسيِّد الرسل صلَّى الله عليهم وسلم لم يقل أيها الناس، اعتقدوا أن الله تعالى في جهة العلو، ولا قال ذلك الخلفاء الراشدون ولا أحد من الصحابة.

وها نحن نذكر عقيدة أهل السُّنة فنقول (عقيدتنا أن الله قديمٌ أزليٌّ، لا يُشبه شيئًا، ولا يُشبِهُهُ شىء، ليس له جهة ولا مكان ولا يجرى عليه وقت ولا زمان، ولا يقال له أين، ولا حيث، يرى لا عن مقابلة، كان ولا مكان، كوَّن المكان، ودبَّر الزمان وهو الآن على ما عليه كان) من طبقات الشافعية الكبرى للعلامة تاج الدين السبكي (ت 771 هـ) رحمه الله.

(1) هو الإمام العلامة شيخ المالكية أبو محمد عبد الوهاب بن نصر البغدادي أحد أعلام المذهب المالكي صنف في المذهب كتاب التلقين وله كتاب المعرفة في شرح الرسالة والإشراف على نكت مسائل الخلاف والمعونة على مذهب عالم المدينة والملخص في أصول الفقه وغير ذلك، قال القاضى عياض ما رأينا أحفظ من عبد الوهاب البغدادى فى زمنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *