الصحابيةُ الجليلةُ ضُباعة بنت الزبير ابنةُ عم النبي صلى الله عليه وسلم كريمة النسب والدين

الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل
الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل
17 نوفمبر 2016
العالمة العابدة فاطمة الزبيرية
العالمة العابدة فاطمة الزبيرية
17 نوفمبر 2016
الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل
الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل
17 نوفمبر 2016
العالمة العابدة فاطمة الزبيرية
العالمة العابدة فاطمة الزبيرية
17 نوفمبر 2016

الصحابيةُ الجليلةُ ضُباعة بنت الزبير ابنةُ عم النبي صلى الله عليه وسلم كريمة النسب والدين

الصحابيةُ الجليلةُ ضُباعة بنت الزبير ابنةُ عم النبي صلى الله عليه وسلم كريمة النسب والدين

الصحابيةُ الجليلةُ ضُباعة بنت الزبير ابنةُ عم النبي صلى الله عليه وسلم كريمة النسب والدين

صحابية جليلة مشت رحلتها السعيدة بين الأخيار، فهي من أشرف القبائل، هاشمية قرشية، إنها ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بنت عم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.

من هي ضُباعة بنت الزبير؟

ذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة ترجمتها بقوله ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم، كانت زوج المقداد بن الأسود، فولدت له عبد الله وكريمة، ولم يكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من ضُباعة وأختها أم حكيم، أمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم.

راوية الحديث:
من الجوانب المضيئة في حياة هذه الصحابية الشجاعة الكريمة النفس واليد، أنها كانت راوية للحديث الشريف.
وروى عنها عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين، وروى عنها عدد من أكابر التابعين منهم ابنتها كريمة بنت المقداد، وسعيد بن المسيب.

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، وَأَنَا شَاكِيَةٌ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي).

وأخرج الترمذي بسنده عن ابن عباس أن ضباعة بنت الزبير أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله إني أريد الحج أفأشترط قال نعم.

قالت كيف أقول؟
قال قولي لبيك اللهم لبيك لبيك محلي من الأرض حيث تحبسني.

يا حبذا ضُباعة:
لوالد ضُباعة الزبير لمسات خاصة مع النبي صلى الله عليه وسلم أثناء طفولته في مكة، فالزبير بن عبد المطلب هو أكبر أعمام النبي عليه الصلاة والسلام، وكان يُكنى أبا طاهر، وكان الزبير هذا يحب ابن أخيه الصغير محمدًا صلى الله عليه وسلم ويعطف عليه، وكان يلاعبه وهو طفل.

وتدل أخبار ضُباعة أن أباها كان يحبها، ويتوسّم فيها أمارات الخير، وكان ينشد لها الأناشيد القصار التي تشير إلى المكارم، ونشر الفضائل، فقد ورد أنه كان يلاعبها ويقول:

يا حبذا ضُباعة *** مكرمة مطاعة
لا تسرق البضاعة *** لا تعرفُ الخلاعة

هكذا رُبيت ضُباعة، وبهذه الأخلاق تحلّت، فنشأت على حب الفضيلة، أسلمت ضُباعة مع الأولين، ثم هاجرت مع الرعيل الأول، وأضحت لغيرها قدوة من الصالحات، وتدل كتب السيرة والتراجم أن أخاها عبد الله وأختها أم حكيم ابنيّ الزبير بن عبد المطلب، من الذين أسلموا في السابقين رضي الله عنهما.

الطيبون للطيبات:
روى ابن سعد في الطبقات وابن حجر في الإصابة قصة زواج ضُباعة بنت الزبير، فقد تولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزويج ضُباعة من أحد الأخيار، وهو الصحابي الجليل المقداد بن الأسود رضي الله عنه وهو من السبعة الذين أظهروا الإسلام مبكرًا.

وكان هذا الزواج خيرًا ويُمنًا على كليهما، وذلك في رزق ساقه الله إليه، وجعل فيه البركة، حيث رزقهما الله بعبد الله وكريمة اللذين كانا لهما شأن في تاريخ الإسلام.

مكانتها وفضلها:
كان لضُباعة بنت الزبير رضي الله عنها مكانة جليلة ونفيسة عند ابن عمها النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان يكرمها، وكانت هي تطبخ الطعام وتبعث به إليه فيأكل منه إكرامًا لها.

ورد في عيون الأثر ذِكْر الواقدي عن كريمة بنت المقداد قالت سمعت أمي ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب تقول قدم وفد بهراء من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلا فأقبلوا يقودون رواحلهم، حتى انتهوا إلى باب المقداد ونحن في منازلنا ببنى حديلة فخرج إليهم المقداد، وأنزلهم وجاءهم بجفنة من حيس (هو الطعام المتخذ من التمر والإقط والسمن) كنا قد هيأناها قبل أن يحلوا لنجلس عليها فحملها أبو معبد المقداد وكان كريما على الطعام، فأكلوا منها حتى نهلوا، وردت إلينا القصعة، وفيها أكل فجمعنا تلك الأكل في قصعة صغيرة ثم بعثنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سدرة مولاتي، فوجدته في بيت أم سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ضباعة أرسلت بهذا)؟ قالت سدرة نعم يا رسول الله.

قال ضعى، ثم قال ما فعل ضيف أبى معبد؟ قلت عندنا، فأصاب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلا، هو ومن معه في البيت حتى نهلوا وأكلت معهم سدرة، ثم قال اذهبي بما بقى إلى ضيفكم.

قالت سدرة فرجعت بما بقى في القصعة إلى مولاتي، قالت فأكل منها الضيف ما أقاموا نرددها عليهم وما تغيض حتى جعل الضيف يقولون يا أبا معبد إنك لتنهلنا من أحب الطعام إلينا وما كنا نقدر على مثل هذا إلا في الحين وقد ذكر لنا أن بلادكم قليلة الطعام إنما هو العلق (جمع علقة وهى ما يتبلغ به من العيش) أو نحوه ونحن عندك في الشبع، فأخبرهم أبو معبد بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أكل منها أكلا وردها.

فهذه بركة أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل القوم يقولون نشهد أنه رسول الله وازدادوا يقينًا، وذلك الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا الفرائض وأقاموا أيامًا، ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعوه وأمر لهم بجوائزهم ثم انصرفوا إلى أهليهم.

وفاتها:
امتدت حياة ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها إِلَى بَعْدِ عَامِ أَرْبَعِيْنَ من الهجرة، ومع نهاية الخلافة الراشدة، وافاها الأجل وهي صابرة مؤمنة.

رضي الله عن ضباعة بنت الزبير ونضّر قبرها وأحسن نزلها مع الأبرار والصالحين في أعلى عليين، إنه سميع عليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *