إبراهيم بن أدهم الصوفي الذي ترك الملك لأجل الآخرة
13 نوفمبر 2016العارف بالله السرّي السقطي رضي الله عنه
13 نوفمبر 2016الصَّحابيُّ زَيْدُ بنُ ثَابِتِ
الصَّحابيُّ زَيْدُ بنُ ثَابِتِ
زَيْدُ بنُ ثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ الخَزْرَجِيُّ
نسبه:
زَيْدُ بنُ ثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ زَيْدٍ بْنِ لُوْذَانَ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ عَوْفٍ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَةَ ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المُقْرِئِيْنَ وَالفَرَضِيِّيْنَ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، أَبُو سَعِيْدٍ، وَأَبُو خَارِجَةَ الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، الأَنْصَارِيُّ، كَاتِبُ الوَحْيِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أمه النّوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر النَّجَّارِية.
إسلامه :
قُتِلَ أَبُوْهُ قَبْلَ الهِجْرَةِ يَوْمَ بُعَاثٍ، وكان ابن ست سنين، فَرُبِّيَ زَيْدٌ يَتِيْمًا، وَكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمَ زَيْدٌ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، وَيُرْوَى عَنْ زَيْدٍ، قَالَ أَجَازَنِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، وَكَسَانِي قُبْطِيَّةً.
وورد في أسد الغابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغره يوم بدر فرده وشهد أحدًا وقيل لم يشهدها وإنما شهد الخندق أول مشاهدة وكان ينقل التراب مع المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إنه نعم الغلام).
وكانت راية بني مالك بن النجار يوم تبوك مع عمارة بن حزم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعها إلى زيد بن ثابت فقال عُمارة يا رسول الله بلغك عني شيء قال (لا ولكن القرآن مقدم وزيد أكثر أخذا للقرآن منك).
واستخلف عمر زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرات، مرتين في حجتين ومرة في مسيره إلى الشام، كان عثمان يستخلفه أيضًا إذا حج. ورمي يوم اليمامة بسهم فلم يضره.
مَنَاقِبُهُ:
كان حافظًا لبيبًا عالمًا عاقلًا، كَانَ مِنْ حَمَلَةِ الحُجَّةِ، فقد حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ صَاحِبَيْهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ بَعْضَهُ أَوْ كُلَّهُ، وَمَنَاقِبُهُ جَمَّةٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَآ عَلَيْهِ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيَّبِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَلَدَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ سَعِيْدًا، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيْلٍ، وَوُلِدَ لِزَيْدٍ خَارِجَةُ، وَسُلَيْمَانُ، وَيَحْيَى، وَعُمَارَةُ، وَإِسْمَاعِيْلُ، وَأَسَعْدُ، وَعُبَادَةُ، وَإِسْحَاقُ، وَحَسَنَةُ، وَعَمْرَةُ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ، وَأُمُّ هَؤُلاَءِ أُمُّ سَعْدٍ ابْنَةُ سَعْدِ بنِ الرَّبِيْعِ، أَحَدُ البَدْرِيِّيْنَ.
وَوُلِدَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّ حَسَنٍ، مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ مُعَاذِ بنِ أَنَسٍ.
عَنْ خَارِجَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ أُتِيَ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمُهُ المَدِيْنَةَ، فَقَالُوا يَا رَسُوْلَ اللهِ! هَذَا غُلاَمٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَقَدْ قَرَأَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سُوْرَةً.
فَقَرَأْتُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، وَقَالَ (يَازَيْدُ! تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُوْدٍ، فَإِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُهُمْ عَلَى كِتَابِي) قَالَ فَتَعَلَّمْتُهُ، فَمَا مَضَى لِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ، وَكُنْتُ أَكْتُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِمْ.
وعَنْ ثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، قَالَ زَيْدٌ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟) قُلْتُ لاَ، قَالَ (فَتَعَلَّمْهَا)، فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
وكتب بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر.
جمع القرءان:
حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بنُ خَارِجَةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ، بَعَثَ إِلَيَّ، فَكَتَبْتُهُ.
قَالَ أَنَسٌ جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ أُبَيٌّ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.
وعَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ).
الثناء عليه:
رَوَى الشَّعْبِيُّ عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ كَانَ أَصْحَابُ الفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَزَيْدٌ، وَأُبَيٌّ، وَأَبُو مُوْسَى.
وعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ القُضَاةُ أَرْبَعَةٌ عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَزَيْدٌ، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ قَالَ مَا كَانَ عُمَرُ، وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدٍ أَحَدًا فِي الفَرَائِضِ، وَالفَتْوَى، وَالقِرَاءةِ، وَالقَضَاءِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ النَّاسُ عَلَى قِرَاءةِ زَيْدٍ، وَعَلَى فَرْضِ زَيْدٍ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَقَدْ عَلِمَ المَحْفُوْظُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِيْنَ فِي العِلْمِ.
ورد في أسد الغابة كان أعلم الصحابة بالفرائض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفرضكم زيد) فأخذ الشافعي بقوله في الفرائض عملا بهذا الحديث وكان من أعلم الصحابة والراسخين في العلم.
وَمِنْ جَلاَلَةِ زَيْدٍ أَنَّ الصِّدِّيْقَ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِي كِتَابَةِ القُرْآنِ العَظِيْمِ فِي صُحُفٍ، وَجَمْعِهِ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَمِنَ الأَكْتَافِ، وَالرِّقَاعِ، وَاحْتَفَظُوا بِتِلْكَ الصُّحُفِ مُدَّةً، فَكَانَتْ عِنْدَ الصِّدِّيْقِ، ثُمَّ تَسَلَّمَهَا الفَارُوْقُ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ عِنْدَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ حَفْصَةَ، إِلَى أَنْ نَدَبَ عُثْمَانُ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ، وَنَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى كِتَابِ هَذَا المُصْحَفِ العُثْمَانِيِّ الَّذِي بِهِ الآنَ فِي الأَرْضِ أَزْيَدُ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ نُسْخَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ بِأَيْدِي الأُمَّةِ قُرْآنٌ سِوَاهُ وَللهِ الحَمْدُ.
اجتمع له شرف العلم والصحبة وأول مشاهدة الخندق، وكان ابن عباس يأتيه إلى بيته للعلم، ويقول العلم يؤتى ولا يأتي، وكان إذا ركب أخذ بركابه ويقول ابن عباس هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء، فيأخذ زيد كفه ويقبلها ويقول هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم.
وفاته:
اخْتَلَفُوا فِي وَفَاةِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ الوَاقِدِيُّ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، عَنْ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وعن حَمَّاد بن زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ قَالَ لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَاتَ حَبْرُ الأُمَّةِ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهُ خَلَفًا.
عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ لَمَّا مَاتَ زَيْدٌ، جَلَسْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظِلٍّ، فَقَالَ هَكَذَا ذَهَابُ العُلَمَاءِ، دُفِنَ اليَوْمَ عِلْمٌ كَثِيْرٌ.
وَفِيْهِ يَقُوْلُ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ:
فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِه *** وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بنِ ثَابِتِ
1 Comment
زَيْدُ بنُ ثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ الخَزْرَجِيُّ