حديث (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هذا من العام المخصوص

أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ صَلَاةِ العِيْدِ لَكِنْ ذَهَبَ العُلَمَاءُ فِي حُكْمِ صَلَاةِ العِيْدِ مُخْتَلِفِينَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوالٍ
أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ صَلَاةِ العِيْدِ لَكِنْ ذَهَبَ العُلَمَاءُ فِي حُكْمِ صَلَاةِ العِيْدِ مُخْتَلِفِينَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوالٍ
31 يوليو 2018
قصة نبيّ الله موسى مع نبي الله شعيبٍِ عليهما السلام (1)
قصة نبيّ الله موسى مع نبي الله شعيبٍِ عليهما السلام (1)
2 أغسطس 2018
أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ صَلَاةِ العِيْدِ لَكِنْ ذَهَبَ العُلَمَاءُ فِي حُكْمِ صَلَاةِ العِيْدِ مُخْتَلِفِينَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوالٍ
أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ صَلَاةِ العِيْدِ لَكِنْ ذَهَبَ العُلَمَاءُ فِي حُكْمِ صَلَاةِ العِيْدِ مُخْتَلِفِينَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوالٍ
31 يوليو 2018
قصة نبيّ الله موسى مع نبي الله شعيبٍِ عليهما السلام (1)
قصة نبيّ الله موسى مع نبي الله شعيبٍِ عليهما السلام (1)
2 أغسطس 2018

حديث (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هذا من العام المخصوص

حديث (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) هذا من العام المخصوص

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين أما بعد،

البدعة هي ما أُحدث على غير مثال سابق، وهي نوعان بِدعة حسنة وبدعة سيئة، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه (البدعة على ضربين ما أُحدث مما يوافق الكتاب والسّنة والإجماع والأثر فهو بدعة هدى، وما أُحدث مما يخالف الكتاب أو السنّة أو الإجماع أو الأثر فهو بدعة ضلالة).

والدليل على وجود البدعة الحسنة قول الله تعالى في مدح أتباع عيسى المسلمين الذين زهدوا في الدنيا وانقطعوا عن الشهوات حتى إنهم تركوا الزواج ليشتغلوا عنه بطاعة الله (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ)، فالله أثنى على الرهبانية وهي الإنقطاع عن عن الشهوات تفرّغًا للعبادة.
وقال (ابْتَدَعُوهَا) معناه عيسى ما نصّ لهم على فعلها، ومدحهم بقوله (إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ).

وحديث مسلم في الصحيح من طريق الصحابي جرير بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء).

وروى البخاري أن خُبيب بن عديّ لما أسره المشركون وأرادوا قتله قال لهم أمهلوني حتى أصلي ركعتين فأمهلوه فصلّى، ثم قال:

فلستُ أُبالي حين أُقتل مسلمًا *** على أيّ جنبٍ كان لله مصرعِ
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يُبارك على أوصالِ شِلوٍ مُمزّعِ

ثم قال (اللهم بلّغ عنّا نبيّك)، ثم قتلوه، فقال أبو هريرة (فكان خُبيب أول من سنّ ركعتين عند التقديم للقتل)، هم إذا قسل لهم هذا، يقولون هذا في حال حياة رسول الله.
وكلامهم مردود، فالشاهد أنه ما نصّ له الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا بدليل أنّ أبا هريرة قال (فكان خُبيب أوّل من سنّ ركعتين عند التقديم للقتل).

وروى البخاري أن عمر بن الخطاب حين نظر في الناس يُصلون التراويح متفرقين قال (لأجمعنّ هؤلاء في صلاة رجل واحد) ثم جاء في اليوم الثاني وهم يصلّون جماعة خلف إمام فأعجبه ذلك فقال (نعْمَةِ البدعة هذه).

ومن عجيب أمر نُفاة التوسل أنّ أحدهم حين أورد عليه قول عمر هذا قال أخطأ عمر!!!
وروى البخاري أن عثمان بن عفان حين رأى زيادة الناس يوم الجمعة عمل أذانًا ثانيًا فلم يعترض عليه أحدٌ من الصحابة ولا من جاء بعدهم.
وروى أبو داود السجستاني في كتاب المصاحف أنّ أوّل من أحدث تنقيط المصحف هو التابعيّ الجليل يحيى بن يعمر.
وأوّل من أحدث الهمزات والشدّات في المصحف هو الحسنُ البصريّ.

وفي صحيح البخاري أنّ عمر بن الخطاب زاد في التلبية على تلببية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن تلبية الرسول كانت (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) فزاد عمر (لبيك اللهم وسَعدَيْك والخيرُ كلّه في يديك والعمل والرغباء إليك) فلم يعترض عليه أحد من الصحابة ولا من جاء بعدهم.

وقد أحدث العلماء شيء يقال له (التعريف) وهو إجتماع الناس في يوم عرفة ويدعون كما يفعل الحجّاج في عرفة، روى ذلك جماعة من العلماء منهم الحسن البصري والنووي. وروى أبو داود أنّ عبد الله بن عمر زاد في التشهد على تشهد رسول الله (وحده لا شريك له) وقال (أنا زدتها).

فيُقال لنُفاة التوسل إن كنتم تُنكرون كل ما يفعله الناس مما يوافق الشريعة، مما لا ينُص لهم عليه القرءان ولا الحديث فلِمَ تقرأون في مصاحف منقوطة مشكولة؟؟ ولِمَ تُصلون التراويح جماعة؟ ولِمَ تُأذّنون أذانًا ثانيًا يوم الجمعة؟ ولِمَ تقفون في المحراب المجوّف الذي لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولك تكتبون في كتبكم بعد ذكر اسم النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أنّ الرسول حين كان يرسل رسائله إلى الملوك ما كان يكتب صلى الله عليه وسلم بعد اسمه، ففي صحيح البخاري صورة كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هرقل [بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلامٌ على من اتّبع الهدى …. (عظيم الروم أي رئيس الروم) وتُنكرون على أهل الحق احتفالهم بمولد النبيّ، والصلاة على النبيّ عقب اللأذان، وإحداث الطُرُق كالطريقة الرفاعية والقادرية فإذًا أنتم متلونون.

فإن قالوا إن معنى من سنّ، من أحيى سُنّة كان فعلها الرسول، فيُقال لهم هذا غير صحيح لأن سنّ في اللغة ليس معناها أحيى فخُبيب بن عديّ لم يُحيي سنة كانت ثم تُركت، فإن قالوا الرسول يعني بقوله من أحيا سُنّة في زمانه أو زمان الخلفاء الراشدين لأنه قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) فالجواب أنّ قوله عليه الصلاة والسلام (من سنّ في الإسلام) ليس مُقيّدًا بعصره وعصر الصحابة، فلِمَ أنتم تريدون تقييد رحْمَةِ الله.

فإن قالوا الرسول يقول (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فالجواب أن هذا من العام المخصوص بالحديث الذي رواه مسلم من طريق عالئشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ) أي مردود، معناه الذي يعمل شيئًا يخالف ما جاء به الرسول فعَمَله هذا مردود، ومن عمل شيئًا يوافق ما جاء به الرسول فهو مقبول، وذلك كإحداث المحاريب المجوّفة والإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على النبي بصوت المؤذّن عقب الأذان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *