المهدي المنتظر
المهدي المنتظر
3 نوفمبر 2016
المسيح الدجال-2
المسيح الدجال-2
3 نوفمبر 2016
المهدي المنتظر
المهدي المنتظر
3 نوفمبر 2016
المسيح الدجال-2
المسيح الدجال-2
3 نوفمبر 2016

المسيح الدجال-1

المسيح الدجال-1

المسيح الدجال-1

قال الله تعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)‏ سورة النحل 77.

‏ويقول سبحانه (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)‏ ‏ سورة الأنعام 158.

عن أَنَس بْن مَالِكٍ ‏‏قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ قَالَ وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى). رواه البخاري ومسلم وغيرهما

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره: الأشْرَاط مِنْهَا صِغَار وَقَدْ مَضَى أَكْثَرهَا وَمِنْهَا كِبَار سَتَأْتِي.
وَهِيَ الَّتِي تَضَمَّنَهَا حَدِيث حُذَيْفَة بْن أَسِيدٍ عِنْدَ مُسْلِم وَهِيَ (الدَّجَّال وَالدَّابَّة وَطُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ وَنُزُول عِيسَى بْن مَرْيَم وَخُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَالرّيح الَّتِي تَهُبّ بَعْدَ مَوْت عِيسَى فَتَقْبِض أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ).

أشراط الساعة الكبرى عشرة وهي:

خروجُ الدجال، ونزولُ المسيح، وخروجُ يأجوج ومأجوج، وطلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ دابة الأرض، بعد ذلك لا يقبل الله من أحد توبة، وهاتان العلامتان تحصلان في يوم واحد بين الصبح والضحى ودابة الأرض هذه تكلم الناس وتميز المؤمن من الكافر ولا أحد منهم يستطيع أن يهرب منها ،ثم الدخان، ينزل دخان ينتشر في الأرض فيكاد الكافرون يموتون من شدة هذا الدخان، وأما المسلم يصير عليه كالزكام، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وهذه الخسوف لا تأتي الا بعد خروج الدجال ونزول المسيح عيسى عليه السلام، وتقع في أوقات متقاربة، والخسوف معناه انشقاق الأرض وبَلعُ من عليها، ويحتمل أن تقع هذه الخسوف في ءان واحد، ونار تخرج من قعر عدن فتسوق الناس الى المغرب، وعدن أرض باليمن.

وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ وَأَحْمَد وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ (لَمَّا كَانَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى فَتَذَاكَرُوا السَّاعَة فَبَدَؤُا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْم، ثُمَّ سَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْم، فَرُدَّ الْحَدِيث إِلَى عِيسَى فَقَالَ:

قَدْ عُهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتهَا، فَأَمَّا وَجْبَتهَا فَلا يَعْلَمهَا إِلا اللَّه (فَذَكَرَ خُرُوج الدَّجَّال، قَالَ: فَأُنْزَل إِلَيْهِ فَأَقْتُلهُ ثُمَّ ذَكَرَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج ثُمَّ دُعَاءَهُ بِمَوْتِهِمْ ثُمَّ بِإِرْسَالِ الْمَطَر فَيُلْقِي جِيَفهمْ فِي الْبَحْر ثُمَّ تُنْسَف الْجِبَال وَتُمَدّ الأرْض مَدّ الْأَدِيم (والأَدِيمُ الجِلْد) فَعُهِدَ إِلَيَّ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَتْ السَّاعَة مِنْ النَّاس كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ لا يَدْرِي أَهْلهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلادَتِهَا لَيْلاكَانَ أَوْ نَهَارًا).

عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ (‏إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ ‏‏ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ‏ ‏الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ). رواه مسلم

المسيح الدجال:
والآن نسرد بعض تفاصيل بعض هذه العلامات والتي منها خروج الدجال ويقال له المسيح الدجال والمسيح الكذاب، وسمي بالمسيح لأنه يكثر السياحة فهو يطوف الأرض في نحو سنة ونصف يسيح في الدنيا إلى كل الجهات بقدرة الله الا مكة والمدينة لا يستطيع أن يدخل مكة ولا المدينة وقد ثبت أن الدجال يأتي الى المدينة فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا معه سيف مسلط فيفر.

(قال ابن الأَثير: هي جمع نَقْبٍ، وهو الطريق بين الجبلين).

والدجال شأنه غريب في تنقله ليس مثلنا ليفتن الله به من شاء من عباده فيضلوا معه، يسهل له التنقل في الأرض بطريق غريب فيضل هنا وهنا وهنا يقول للناس أنا ربكم ويظهر لهم تمويهات فيؤمن به الذين كتب الله عليهم الشقاوة، فلكثرة سياحته يسمى المسيح، لكنه بما أنه كافر يضل الناس يسمى الدجال.

ولما يخرج الدجال الذين يؤمنون به يشبعون لأن الله تعالى يفتن به بعض الخلق، فالذين يؤمنون به ييسر الله لهم الأرزاق ويوسع عليهم، والمؤمنون الذين يكذبونه ولا يتبعونه تحصل لهم مجاعة، فيعينهم الله بالتسبيح والتقديس، فهذا يقوم مقام الأكل فلا يضرهم الجوع، ثم لما ينـزل المسيح عيسى عليه السلام يقتل الدجال، بعد ذلك يصير رخاء كبير، ويلتقي المهدي بعيسى أول نزوله فعيسى يقدم المهدي إماما إظهارا لكرامة محمد وإشارة إلى أنه إنما ينـزل ليطبق شريعة محمد في الأرض، ثم في عهد المسيح يصير رخاء كثير وأمن فتُخرج الأرض ما في داخلها من الذهب حتى إنه لا يوجد إنسان يقبل الصدقة من عموم الغنى.

والأعور الدجال إنسان من بني ءادم والظاهر أنه من بني إسرائيل، إحدى عينيه طافية كالعنبة والأخرى ممسوحة فلذلك يقال له الأعور، وهو الآن محبوس في جزيرة في البحر، الملائكة حبسوه هناك، وهذه الجزيرة ليست معروفة، رءاه واجتمع به الصحابي تميم بن أوس عيانا، ركب ومن معه السفينة فتاهت بهم السفينة شهرا وبعدت، ثم وصلوا إلى جزيرة فاجتمعوا به مكبلا بالسلاسل، وهو رجل عظيم جسده، كلمهم باللسان العربي قال: أنا فلان، وسألهم عن أشياء، هل صار كذا، هل صار كذا، وسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ظهر النبي العربي، ثم نزل الوحي على رسول الله بمثل ما رأى هذا الصحابى من الدجال.

وهذا الأعور الدجال الله تعالى ابتلاء منه يظهر على يديه خوارق، ومن عجائبه أنه يشق رجلا من المؤمنين يكذبه في وجهه نصفين ثم يحييه بإذن الله فيقول الرجل الذي فعل به ذلك (لم أزدد بهذا الا تكذيبا لك)، ويقول للسماء أمطري فتمطر، ويقول للأرض أخرجي زرعك فتخرجه، ومعه نهران واحد من نار وهو برد على المؤمنين وواحد من ماء وهو نار عليهم. وأول ما يظهر الدجال يكون يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع، وقبل ظهوره بثلاث سنوات تمسك السماء ثلث مائها ثم بعد سنة تمسك ثلثي مائها ثم قبل ظهوره بسنة تمسك كل مائها، ثم هذا الأعور الدجال يصادف نبي الله عيسى بفلسطين فيقتله نبي الله عيسى هناك بباب اللد واللد قرية من قرى فلسطين.

‏عَنْ ‏ ‏حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ أَبِي سَرِيحَةَ ‏ ‏قَالَ:

‏اطَّلَعَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ غُرْفَةٍ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ ‏‏السَّاعَةَ فَقَالَ ‏‏‏(لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ ءايَاتٍ ‏ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ‏وَالدَّجَّالُ ‏وَالدُّخَانُ وَالدَّابَّةُ ‏ ‏وَيَأْجُوجُ ‏وَمَأْجُوجُ ‏ ‏وَخُرُوجُ ‏‏عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلام ‏وَثَلاثُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ ‏بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ‏وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ ‏ ‏قَعْرِ ‏عَدَنِ ‏أَبْيَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا ‏‏وَتَقِيلُ ‏‏مَعَهُمْ إِذَا ‏ ‏قَالُوا). رواه ابن ماجه

‏عَنْ ‏‏حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيّ ‏ ‏قَالَ: ‏

اطَّلَعَ النَّبِيُّ ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ (مَا ‏ ‏تَذَاكَرُونَ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ إِنَّهَا ‏ ‏لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ ءايَاتٍ ‏ ‏فَذَكَرَ ‏‏الدُّخَانَ ‏‏وَالدَّجَّالَ ‏وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ ‏عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَيَأَجُوجَ ‏‏وَمَأْجُوجَ ‏‏وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ ‏‏الْعَرَبِ‏ ‏وَءاخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ ‏ ‏الْيَمَنِ ‏ ‏تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ). رواه مسلم

‏ عن ‏أَنَس بْن مَالِكٍ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (‏‏لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلا‏ ‏سَيَطَؤُهُ ‏الدَّجَّالُ ‏إِلا ‏‏مَكَّةَ ‏‏وَالْمَدِينَةَ ‏ ‏وَلَيْسَ ‏نَقْبٌ ‏مِنْ ‏‏أَنْقَابِهَا ‏إِلا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ تَحْرُسُهَا فَيَنْزِلُ ‏بِالسِّبْخَةِ ‏فَتَرْجُفُ ‏الْمَدِينَةُ ‏ثَلاثَ رَجَفَاتٍ يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ). رواه مسلم

السَّبَخَة والسَّبْخَة أرضٌ ذات نزٍّ وملحٍ ج سِبَاخ، وما يعلو الماء كالطحلب، وأرضٌ سَبِخة بكسر الباءِ ذات سِباخٍ.

والسِّباخ من الأرض ما لم يُحرَث ولم يعمر.

‏ روى البخاري ومسلم أَنَّ ‏ ‏أَبَا سَعِيدٍ الخدري ‏قَالَ ‏‏حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلا عَنْ ‏‏الدَّجَّالِ ‏فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ ‏ (‏يَأْتِي ‏‏الدَّجَّالُ ‏‏وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ ‏ ‏نِقَابَ ‏الْمَدِينَةِ ‏فَيَنْزِلُ بَعْضَ ‏‏السِّبَاخِ ‏ ‏الَّتِي تَلِي‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ ‏أَوْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ‏ ‏فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حَدِيثَهُ فَيَقُولُ ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأمْرِ فَيَقُولُونَ لا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ ‏الدَّجَّالُ ‏‏أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ).

وقال الإمام مسلم قَالَ ‏‏أَبُو إِسْحَقَ (إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان الزَّاهِد)‏ ‏يُقَالُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ ‏‏الْخَضِرُ ‏‏عَلَيْهِ السَّلام.

وَفِي رِوَايَة أَبِي الْوَدَّاك عَنْ أَبِي سَعِيد عِنْد مُسْلِم (فَيَتَوَجَّه قِبَله رَجُل مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَلْقَاهُ مَسَالِح الدَّجَّال فَيَقُولُونَ أَوْ مَا تُؤْمِن بِرَبِّنَا)؟

فَيَقُول مَا بِرَبِّنَا خَفَاء، فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّال بَعْدَ أَنْ يُرِيدُوا قَتْله، فَإِذَا رَءاهُ قَالَ: يَا أَيّهَا النَّاس هَذَا الدَّجَّال الَّذِي ذَكَرَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(وَفِي رِوَايَة عَطِيَّة) فَيَدْخُل الْقُرَى كُلّهَا غَيْر مَكَّة وَالْمَدِينَة حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الْأَرْض، فَيَجْمَعهُمْ اللَّه فَيَقُول رَجُل مِنْهُمْ : وَاَللَّه لأنْطَلِقَنَّ فَلأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرْنَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَمْنَعهُ أَصْحَابه خَشْيَة أَنْ يُفْتَتَن بِهِ، فَيَأْتِي حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَة مِنْ مَسَالِحه (سموا مَسْلَحة لأَنهم يكونون ذوي سلاح،أَو لأَنهم يسكنون المَسْلَحة، وهي كالثغر والمَرْقَب يكون فيه أَقوام يَرْقُبون العدوَّ لئلا يَطْرُقَهم على غَفْلة، فإِذا رأَوه أَعلموا أَصحابهم ليتأَهبوا له) أَخَذُوهُ فَسَأَلُوهُ مَا شَأْنه فَيَقُول: أُرِيدَ الدَّجَّال الْكَذَّاب (فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَيَقُول أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ ،فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الدَّجَّال الْكَذَّاب الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَزَادَ (فَيَقُول لَهُ الدَّجَّال لَتُطِيعنِي فِيمَا ءامُرك بِهِ أَوْ لأشُقَّنَّكَ شَقَّتَيْنِ، فَيُنَادِي: يَا أَيّهَا النَّاس هَذَا الْمَسِيح الْكَذَّاب).

‏قَوْله (فَيَقْتُلهُ ثُمَّ يُحْيِيه) ‏فِي رِوَايَة أَبِي الْوَدَّاك (فَيَأْمُر بِهِ الدَّجَّال فَيُشْبَح فَيُشْبَع ظَهْره (والمضروبُ يُشْبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْدِ، وفي حديث الدجال: خذوه فاشْبَحُوه؛ وفي رواية : فشُجُّوه) وَبَطْنه ضَرْبًا) فَيَقُول: أَمَا تُؤْمِن بِي؟ فَيَقُول : أَنْتَ الْمَسِيح الْكَذَّاب، فَيُؤْمَر بِهِ فَيُوشَر بِالْمِيشَارِ (ينشر بالمنشار) مِنْ مَفْرِقه حَتَّى يُفَرِّق بَيْنَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّال بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُول: قُمْ، فَيَسْتَوِي قَائِمًا (قَوْله ( فَيُرِيد الدَّجَّال أَنْ يَقْتُلهُ فَلا يُسَلَّط عَلَيْهِ ) ‏فِي رِوَايَة أَبِي الْوَدَّاك) فَيَأْخُذهُ الدَّجَّال لِيَذْبَحَهُ فَيُجْعَل مَا بَيْنَ رَقَبَته إِلَى تَرْقُوَته ((وَالتَّرْقُوَةُ) مُقَدَّمُ الحَلْقِ في أعْلَى الصَّدْرِ حَيْثُما يَتَرَقَّى فيه النَّفَسُ وهي عظم وصل بين ثُغرة النحر والعاتق من الجانبين) نُحَاس فَلا يَسْتَطِيع إِلَيْهِ سَبِيلا  .(وَفِي رِوَايَة عَطِيَّة  فَقَالَ لَهُ الدَّجَّال : لَتُطِيعُنِي أَوْ لأذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ:وَاَللَّه لا أُطِيعك أَبَدًا، فَأَمَرَ بِهِ فَأُضْجِع فَلا يَقْدِر عَلَيْهِ وَلا يَتَسَلَّط عَلَيْهِ مَرَّة وَاحِدَة.

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فَإِنْ قِيلَ كَيْف يَجُوز أَنْ يُجْرِي اللَّه الآيَة عَلَى يَد الْكَافِر؟

فَإِنَّ إِحْيَاء الْمَوْتَى ءايَة عَظِيمَة مِنْ ءايَات الأنْبِيَاء فَكَيْف يَنَالهَا الدَّجَّال وَهُوَ كَذَّاب مُفْتَرٍ يَدَّعِي الرُّبُوبِيَّة ؟

فَالْجَوَاب أَنَّهُ عَلَى سَبِيل الْفِتْنَة لِلْعِبَادِ إِذْ كَانَ عِنْدَهُمْ مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ مُبْطِل غَيْر مُحِقّ فِي دَعْوَاهُ وَهُوَ أَنَّهُ أَعْوَر مَكْتُوب عَلَى جَبْهَته كَافِر يَقْرَؤُهُ كُلّ مُسْلِم، فَدَعْوَاهُ دَاحِضَة مَعَ وَسْم الْكُفْر وَنَقْص الذَّات وَالْقَدْر،…………، وَءايَات الأَنْبِيَاء سَالِمَة مِنْ الْمُعَارَضَة فَلا يَشْتَبِهَانِ.

‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (‏يَجِيءُ ‏‏الدَّجَّالُ ‏حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ ‏الْمَدِينَةِ ‏‏ثُمَّ تَرْجُفُ ‏ ‏الْمَدِينَةُ ‏ ‏ثَلاثَ رَجَفَاتٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ). رواه البخاري

وَفِي حَدِيث مِحْجَن بْن الأدْرَع عِنْد أَحْمَد وَالْحَاكِم رَفَعَهُ (يَجِيء الدَّجَّال فَيَصْعَد أُحُدًا فَيَتَطَلَّع فَيَنْظُر إِلَى الْمَدِينَة فَيَقُول لِأَصْحَابِهِ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْقَصْر الْأَبْيَض؟ هَذَا مَسْجِد أَحْمَد. ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَة فَيَجِد بِكُلِّ نَقَب مِنْ نِقَابهَا مَلَكًا مُصْلِتًا سَيْفه، فَيَأْتِي سَبَخَة الْجُرُف فَيَضْرِب رِوَاقه ( ينـزل هناك) ثُمَّ تَرْجُف الْمَدِينَة ثَلاث رَجَفَات فَلا يَبْقَى مُنَافِق وَلا مُنَافِقَة ولا فَاسِق وَلا فَاسِقَة إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ فَتَخْلُص الْمَدِينَة، فَذَلِكَ يَوْم الْخَلاص).

وَالْمُرَاد بِالرَّجْفَةِ الأرْفَاق وَهُوَ إِشَاعَة مَجِيئِهِ وَأَنَّهُ لا طَاقَة لِأَحَدٍ بِهِ، فَيُسَارِع حِينَئِذٍ إِلَيْهِ مَنْ كَانَ يَتَّصِف بِالنِّفَاقِ أَوْ الْفِسْق، فَيَظْهَر حِينَئِذٍ تَمَام أَنَّهَا تُنْفَى خَبَثهَا.

‏عَنْ ‏‏أَبِي بَكْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ (لا يَدْخُلُ ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏رُعْبُ ‏ ‏الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ‏وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلّ بَابٍ مَلَكَانِ). رواه البخاري
‏قَوْله (لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَة أَبْوَاب)
‏قَالَ عِيَاض: هَذَا يُؤَيِّد أَنَّ الْمُرَاد بِالأَنْقَابِ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الأَبْوَاب وَفُوَّهَات الطَّرِيق.
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِم مِنْ رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنْ طَلْحَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف عَنْ عِيَاض بْن مُسَافِع عَنْ أَبِي بَكْرَة قَالَ (أَكْثَرَ النَّاس فِي شَأْن مُسَيْلِمَة فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ كَذَّاب مِنْ ثَلاثِينَ كَذَّابًا قَبْل الدَّجَّال، وَأَنَّهُ لَيْسَ بَلَد إِلا يَدْخُلهُ رُعْب الدَّجَّال إِلا الْمَدِينَة، عَلَى كُلّ نَقَب مِنْ أَنْقَابهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْب الْمَسِيح).

‏عَنْ ‏ ‏سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏قَالَ:

‏قَامَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ ‏ ‏الدَّجَّالَ ‏ ‏فَقَالَ‏ ‏(إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيّ إِلا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ). رواه البخاري

‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ: ‏‏

قَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ).‏ رواه البخاري

وَعِنْدَ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ شُعْبَة (مَكْتُوب بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر) وَمِنْ طَرِيق هِشَام عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَنَس بِلَفْظِ (الدَّجَّال مَكْتُوب بَيْن عَيْنَيْهِ ك ف ر) أَيْ كَافِر، وَمِنْ طَرِيق شُعَيْب بْن الْحَبْحَاب عَنْ أَنَس (مَكْتُوب بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِر ثُمَّ تَهَجَّاهَا ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلّ مُسْلِم) وَفِي حَدِيث أَبِي بَكْرَة عِنْد أَحْمَد (يَقْرَؤُهُ الأمِّيّ وَالْكَاتِب) وَنَحْوه فِي حَدِيث مُعَاذ عِنْد الْبَزَّار.

وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ عِنْد اِبْن مَاجَهْ) يَقْرَؤُهُ كُلّ مُؤْمِن كَاتِب وَغَيْر كَاتِب (وَلأحْمَدَ عَنْ جَابِر) مَكْتُوب بَيْن عَيْنَيْهِ كَافِر ).

وَقَالَ النَّوَوِيّ: الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّ الْكِتَابَة الْمَذْكُورَة حَقِيقَة جَعَلَهَا اللَّه عَلَامَة قَاطِعَة بِكَذِبِ الدَّجَّال فَيُظْهِر اللَّه الْمُؤْمِن عَلَيْهَا وَيُخْفِيهَا عَلَى مَنْ أَرَادَ شَقَاوَته.

وَفِي حَدِيث أَبِي عُبَيْدَة بْن الْجَرَّاح عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَحَسَّنَهُ) لَمْ يَكُنْ نَبِيّ بَعْدَ نُوح إِلا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمه الدَّجَّال (وَعِنْدَ أَحْمَد) لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحَ أُمَّته وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ).

وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ (إِنْذَار الأَنْبِيَاء قَوْمهمْ بِأَمْرِ الدَّجَّال تَحْذِير مِنْ الْفِتَن وَطُمَأْنِينَة لَهَا حَتَّى لا يُزَعْزِعهَا عَنْ حُسْن الاعْتِقَاد، وَكَذَلِكَ تَقْرِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ زِيَادَة فِي التَّحْذِير، وَأَشَارَ مَعَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُمْ إِذَا كَانُوا عَلَى الإيمَان ثَابِتِينَ دَفَعُوا الشُّبَه بِالْيَقِينِ). ‏

يتبع…..في الجزء الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *