الله تعالى ما شاء لكلِّ من رأى المعجزة أن يهتدي
19 نوفمبر 2016قصّة الإِمَام أَبي بَكْرٍ الشِّبْلِيّ مع الطَبِيب النَصْرَانِيّ
19 نوفمبر 2016التفكر في عواقب الأمور من المهمات التي لا يستغني عنها
التفكر في عواقب الأمور من المهمات التي لا يستغني عنها
إنه مما لا شك فيه لدى كلّ عاقل أن التفكر في عواقب الأمور من المهمات التي لا يستغني عنها، حتى التاجرُ في أمور تجارته والطالبُ في دراسته والمريضُ حين يذهب للتداوي، فكان الأولى التفكر في أمر الآخرة لأن التاجرَ وإن كان حذقًا ذكيًّا، ولكنه لا يضمنُ الربح في التجارة، وكذلك الطالب والمريض، وهذا ما حض عليه الشرع، ففي القرآن الكريم (وللآخرة خير لك من الأولى) وفي الحديث الشريف أن الكيّس أي الذكيّ الفطن هو من دان نفسه أي حاسبها، وعمل لما بعد الموت، َفقد قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
والتّوبةُ الكاملةُ شيءٌ يُحبُّهُ ربُّنا تبارك و تعالى، يُحبُّ الله أن تتوبَ من كل الذنوب التي سبق و تَلَوّثتَ بها و أن لا تعودَ إليها، هناك مِنَ الصّالحين من يثبُتُ على صلاة النافلة، صلاة التطوّع خمسين سنة، ومِنَ الناسِ اليوم من يتكاسل عن تأدية الفريضة، منهم من يُصلّي في رمضان فقط و بعد رمضان ينقطع عن الصلاة، ورسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة الإسراء والمعراج رأى قومًا تُرضَخُ رؤوسهم أي تُكسر ثم تعود كما كانت فقال جبريل عليه السلام (هؤلاء الّذينَ تتثاقل رؤوسهم عن تأدية الصلاة) فيا أخي المسلم هي ساعات أو دقائق أو أقل تمضي على كل واحدٍ مِنّا ثم ينتهي به الأمرُ إلى القَبر، تُرى أَلَيسَ الكَيِّسُ من دانَ نَفسَهُ وَ عَمِلَ لِما بعدَ المَوت؟ بلى والله، أَلَيسَ الكَيِّسُ الفَطِنُ الذَّكِيّ هو الذي يُحاسِبُ نفسَهُ في هذه الدنيا قبل أن يُحاسَبَ في الآخرَة؟ بلى والله، فالغفلَة لا تنفَع و متاعُ الدنيا قليل.