تفسير قول الله تعالى (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) (من شرح صحيح البخاري للإمام الحافظ ابن بَطَّالٍ ت 449 هـ)
12 مارس 2017ابن تيمية شيخ المجسّمة يمدح الأشاعرة ويقول فمن لعنهم عُزر وعادت اللعنة عليه
12 مارس 2017تفسير قول الله تعالى (يَخافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوقِهِم) من تفسير الثَّعْلَبِيُّ (ت 427 هـ) وابن عَطِيّة (ت 546 هـ) وابن الجوزي (ت 597 هـ) والقرطبي (ت 671 هـ)
قال الثَّعْلَبِيُّ (ت 427 هـ) في تفسيره ﴿يَخافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ يعني يخافون قُدْرَةَ رَبِّهِم أن يَأتِيَهُم بالعَذابِ مِن فَوقِهِم ويَدُلُّ علَيه قَولُه ﴿وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ﴾ ما يُؤمَرُونَ يَعنِي الملائِكةَ، وقيل معناه يَخافُونَ رَبَّهُم الذي فَوْقَهُم بالقَول والقُدرَةِ فلا يُعْجِزُه شيءٌ ولا يَغْلِبُه أَحَدٌ، يَدُلُّ علَيه قولُه تعالى ﴿وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ﴾ وقَولُه إخبارًا عَن فِرعَونَ ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ﴾.
*** انظُر الأدِلّة المُصَوَّرة ***
قال ابن عَطِيّة الأندلسي (ت 546 هـ) في تفسيره (يَخافُونَ، أي يَخافُون عَذَابِ رَبِّهِم مِن فَوقِهم، وذلك أنّ عادَة عَذَابِ الأُمَمِ إنما أتَى مِن جِهَةِ فَوقٍ).
*** انظُر الأدِلّة المُصَوَّرة ***
قال ابن الجوزي (ت 597 هـ) في تفسيره زاد المسير:وفي قوله ﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ قَولانِ، ذكرهما ابنُ الأنباري أحدهما أنه ثناءٌ على الله تعالى، وتعظيمٌ لشأنه، وتلخيصه يَخافون ربَّهُم عاليًا رَفِيعًا عَظِيمًا والثاني أنه حالٌ، وتَلخِيصُه يَخافون رَبَّهُم مُعَظِّمِينَ له عالِمِينَ بعَظِيمِ سُلطانه.
*** انظُر الأدِلّة المُصَوَّرة ***
قال القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره (ومعنى ﴿يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ أي عِقابَ رَبِّهِم وعَذابَه، لأنّ العذابَ المُهْلِكَ إِنَما يَنْزِلُ مِن السماء وقيل المعنى يَخافُونَ قُدْرَةَ رَبِّهِم التي هي فَوقَ قُدْرَتِهم، ففِي الكلامِ حَذْفٌ وقيل معنى ﴿يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ يعني الملائكةَ، يخافونَ رَبَّهُم وهي مِن فَوقِ ما في الأرضِ مِن دَابّةٍ ومعَ ذلك يَخافُونَ، فَلَأَنْ يَخافَ مَن دُونَهم أَوْلَى، دَلِيلُ هذا القَولِ قولُه تعالى ﴿وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ﴾ يَعنِي الملائكةَ).
*** انظُر الأدِلّة المُصَوَّرة ***