سُورَةُ الِانْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ وَهِىَ تِسْعَ عَشْرَةَ ءَايَةً

صِفَة الإِرَادَة للهِ تعالى
صِفَة الإِرَادَة للهِ تعالى
16 يناير 2018
دعاء الخضر عليه السلام
دعاء الخضر عليه السلام
17 يناير 2018
صِفَة الإِرَادَة للهِ تعالى
صِفَة الإِرَادَة للهِ تعالى
16 يناير 2018
دعاء الخضر عليه السلام
دعاء الخضر عليه السلام
17 يناير 2018

سُورَةُ الِانْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ وَهِىَ تِسْعَ عَشْرَةَ ءَايَةً

سُورَةُ الِانْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ وَهِىَ تِسْعَ عَشْرَةَ ءَايَةً

سُورَةُ الِانْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا بِإِجْمَاعِهِمْ وَهِىَ تِسْعَ عَشْرَةَ ءَايَةً

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم

إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِى أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19).

﴿إِذَا السَّمَآءُ انْفَطَرَتْ﴾ قَالَ الْفَرَّاءُ انْفِطَارُهَا انْشِقَاقُهَا.

﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾ أَىْ تَسَاقَطَتْ مِنْ مَوَاضِعِهَا.

﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ﴾ قَالَ الرَّبِيعُ بنُ خَثْيَمَ فُجِّرَتْ فَاضَتْ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ مُعَلَّقًا.

﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ أَىْ أُثِيرَتْ وَقُلِبَ أَسْفَلُهَا أَعْلاهَا وَبَاطِنُهَا ظَاهِرَهَا فَتَنْشَقُّ وَيُبْعَثُ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى أَحْيَاءً، وَجَوَابُ ﴿وَإِذَا﴾ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ أَىْ مَا قَدَّمَتْ مِنْ طَاعَةٍ وَأَخَّرَتْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.

﴿يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ وَالْمُرَادُ بِالإِنْسَانِ هُنَا الإِنْسَانُ الْكَافِرُ وَقِيلَ أُنْزِلَتْ فِى أُبَىِّ بنِ خَلَفٍ وَهَذَا خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ أَىْ مَا الَّذِى غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِى تَفَضَّلَ عَلَيْكَ بِأَنْوَاعِ الإِحْسَانِ، وَالْغَرُورُ كُلُّ مَا يَغُرُّ الإِنْسَانَ مِنْ مَالٍ وَجَاهٍ وَشَهْوَةٍ وَشَيْطَانٍ وَقِيلَ الدُّنْيَا تَغُرُّ وَتَضُرُّ وَتَمُرُّ وَالْمُرَادُ مَا فِى هَذِهِ الدُّنْيَا مِمَّا لا خَيْرَ فِيهِ قَالَ الْبَيْضَاوِىُّ وَجَوَابُ السُّؤَالِ غَرَّهُ شَيْطَانُهُ، وَمِنْ مَعَانِى اسْمِهِ تَعَالَى الْكَرِيمِ أَنَّهُ الصَّفُوحُ الَّذِى لا يُعَاجِلُ بِالذَّنْبِ وَقَدْ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُبَالَغَةِ فِى الْمَنْعِ عَنِ الِاغْتِرَارِ فَإِنَّ مَحْضَ الْكَرَمِ لا يَقْتَضِى إِهْمَالَ الظَّالِمِ وَتَسْوِيَةَ الْمُطِيعِ وَالْعَاصِى فَكَيْفَ إِذَا انْضَمَّ لَهُ صِفَةُ الْقَهْرِ وَالِانْتِقَامِ، وَكَذَا لِلإِشْعَارِ بِالَّذِى بِهِ يَغُرُّهُ الشَّيْطَانُ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَهُ افْعَلْ مَا شِئْتَ فَرَبُّكَ الْكَرِيمُ لا يُعَذِّبُ أَحَدًا وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ صُبَيْحِ بنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ الْقُدْوَةُ

يَا كَاتِمَ الذَّنْبِ أَمَا تَسْتَحِى *** وَاللَّهُ فِى الْخَلْوَةِ رَائِيكَا

غَرَّكَ مِنْ رَبِّكَ إِمْهَالُهُ *** وَسَتْرُهُ طُولَ مَسَاوِيكَا

وَقَالَ ذُو النُّونِ الْمِصْرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ (كَمْ مِنْ مَغْرُورٍ تَحْتَ السَّتْرِ وَهُوَ لا يَشْعُر). اهـ نَسْأَلُ اللَّهَ الْمُسَامَحَةَ وَالسَّتْرَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

﴿الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ﴾ قَوْلُهُ ﴿الَّذِى خَلَقَكَ﴾ أَىِ الَّذِى قَدَّرَ خَلْقَكَ مِنْ نُطْفَةٍ، ﴿فَسَوَّاكَ﴾ أَىْ جَعَلَ أَعْضَاءَكَ سَلِيمَةً مُسَوَّاةً مُعَدَّةً لِمَنَافِعِهَا مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ فَلَمْ يَجْعَلْ إِحْدَى الْيَدَيْنِ أَطْوَلَ وَلا إِحْدَى الْعَيْنَيْنِ أَوْسَعَ وَلا بَعْضَ الأَعْضَاءِ أَبْيَضَ وَبَعْضَهَا أَسْوَد.
قَالَ الْبُخَارِىُّ (وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ ﴿فَعَدَلَكَ﴾ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ أَهْلُ الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِى فِى أَىِّ صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ وَإِمَّا قَبِيحٌ أَوْ طَوِيلٌ أَوْ قَصِيرٌ). اهـ

﴿فِى أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ فَقَوْلُهُ ﴿فِى أَىِّ صُورَةٍ﴾ مُتَعَلِّقٌ ﴿بِرَبِّكَ﴾ أَىْ أَنَّ رَبَّكَ هُوَ الَّذِى جَعَلَكَ عَلَى أَىِّ صُورَةٍ اقْتَضَتْهَا مَشِيئَتُهُ تَعَالَى مِنَ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ فِى الْحُسْنِ وَالقُبْحِ وَالطُّولِ وَالْقِصَرِ وَالذُّكُورَةِ وَالأُنُوثَةِ وَالشَّبَهِ بِبِعَضِ الأَقَارِبِ دُونَ بَعْضٍ.

﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدّينِ﴾ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا بَيَّنَ بِالدَّلائِلِ الْعَقْلِيَّةِ صِحَّةَ الْقَوْلِ بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ فَرَّعَ عَلَيْهَا شَرْحَ بَعْضِ تَفَاصِيلِ الأَحْوَالِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِذَلِكَ فَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿كَلَّا﴾ فِيهَا مَعْنَى الرَّدْعِ وَالزَّجْرِ عَنِ الِاغْتِرَارِ بِكَرَمِ اللَّهِ بِتَزْيِينِ الشَّيْطَانِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾ أَيْ تُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ وَتَزْعُمُونَ أَنَّهُ غَيْرُ كَائِنٍ.

ثُمَّ أَعْلَمَهُمُ اللَّهُ أَنَّ أَعْمَالَهُمْ مَحْفُوظَةٌ فَقَالَ تَعَالَى ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾ أَىْ مِنَ الْمَلائِكَةِ يَحْفَظُونَ أَعْمَالَكُمْ وَأَقْوَالَكُمْ.

﴿كِرَامًا كَاتِبِينَ﴾ فَهُمْ كِرَامٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى يَكْتُبُونَ عَلَى الْعِبَادِ أَعْمَالَهُمْ بَلْ وَأَفْعَالَ قُلُوبِهِمْ يَكْتُبُونَهَا بِإِطْلاعِ اللَّهِ لَهُمْ عَلَيْهَا لِيُجَازَوْا عَلَيْهَا، وَفِى تَعْظِيمِ الْكَتَبَةِ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ تَعْظِيمٌ لِأَمْرِ الْجَزَاءِ.

﴿يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ أَىْ لا يَخْفَى عَلَيْهِمْ شَىْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ مِنْ خَيْرِ أَوْ شَرٍّ فَيَكْتُبُونَهُ عَلَيْكُمْ.

﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ﴾ البِرُّ بِالْكَسْرِ هُوَ الْخَيْرُ وَالْفَضْلُ، وَالأَبْرَارُ جَمْعُ الْبَارِّ قَالَ الرَّاغِبُ فَيُقَالُ بَرَّ الْعَبْدُ رَبَّهُ أَىْ تَوَسَّعَ فِى طَاعَتِهِ فَمِنَ اللَّهِ تَعَالَى الثَّوَابُ وَمِنَ الْعَبْدِ الطَّاعَةُ وَذَلِكَ ضَرْبَانِ ضَرْبٌ فِى الِاعْتِقَادِ وَضَرْبٌ فِى الأَعْمَالِ وَقَدِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (سُورَةَ الْبَقَرَة 177) فَإِنَّ الآيَةَ مُتَضَمِّنَةٌ لِلِاعْتِقَادِ وَالأَعْمَالِ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ فَالْمُؤْمِنُونَ الصَّادِقُونَ الْمُتَّقُونَ يَكُونُ تَنَعُّمُهُمْ فِى الدُّنْيَا بِالطَّاعَةِ وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالْقَنَاعَةِ وَفِي الآخِرَةِ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ.

﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ﴾ الْفُجَّارُ جَمْعُ فَاجِرٍ وَالْمَصْدَرُ الْفُجُورُ وَهُوَ شَقُّ سِتْرِ الدِّيَانَةِ قَالَهُ الرَّاغِبُ وَالْمُرَادُ أَنَّ الْكُفَّارَ جَحِيمُهُمْ فِى النَّارِ الْمُحْرِقَةِ عِقَابًا لَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.

﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ﴾ أَىْ يَدْخُلُونَ الْجَحِيمَ فَيُقَاسُونَ شِدَّةَ حَرِّهَا وَلَهِيبِهَا يَوْمَ الدِّينِ أَىْ يَوْمَ الْجَزَاءِ عَلَى الْعَمَلِ.

﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾ وَالْمُرَادُ أَنَّ الْكُفَّارَ لا يَغِيبُونَ عَنِ النَّارِ فَيَتَحَقَّقُ الْوَعِيدُ وَيَخْلُدُونَ فِى جَهَنَّمَ إِلَى مَا لا نِهَايَةَ لَهُ وَالْمَعْنَى يَدْخُلُونَهَا فَلا يَخْرُجُونَ مِنْهَا.

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ قَالَ الرَّازِىُّ اخْتَلَفُوا فِى الْخِطَابِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ خِطَابٌ لِلْكَافِرِ عَلَى وَجْهِ الزَّجْرِ لَهُ وَقَالَ الأَكْثَرُونَ إِنَّهُ خِطَابٌ لِلرَّسُولِ. وَالْمُرَادُ بِيَوْمِ الدِّينِ يَوْمُ الْجَزَاءِ وَكُرِّرَ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ وَتَعْجِيبًا أَىْ بِمَا هُوَ كُنْهُ أَمْرِهِ بِحَيْثُ لا تُدْرِكُهُ دِرَايَةُ دَارٍ قَالَهُ الْبَيْضَاوِىُّ.

﴿يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ أَىْ يَوْمَ لا يَمْلِكُ مَخْلُوقٌ لِمَخْلُوقٍ نَفْعًا إِلَّا الشَّفَاعَةَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَلا تَمْلِكُ نَفْسٌ كَافِرَةٌ لِنَفْسٍ كَافِرَةٍ شَيْئًا مِنَ الْمَنْفَعَةِ وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ لا يُنَازِعُهُ فِيهِ أَحَدٌ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اللَّهَ مَوْصُوفٌ بِالْوُجُودِ وَالْبَقَاءِ وَصِفَاتُهُ تَعَالَى أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ بِأَزَلِيَّةِ الذَّاتِ الْمُقَدَّسِ وَأَبَدِيَّتِهِ فَاللَّهُ مُتَنَزِّهٌ عَنِ التَّغَيُّرِ لِأَنَّ التَّغَيُّرَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ فَالتَّفَاوُتُ عَائِدٌ إِلَى أَحْوَالِ النَّاظِرِ وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِ الْمُحْدَثَاتِ، مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بِبَالِكَ فَاللَّهُ بِخِلافِ ذَلِكَ أَىْ لا يُشْبِهُ ذَلِكَ قَالَهُ الإِمَامُ ذُو النُّونِ الْمِصْرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *