لاَ يَصِحُّ عَقْلاً وَلاَ شَرْعًا أَن يَتَّصِفَ الْعَبْدُ أَوْ أَيُّ شَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ الْحَادِثَةِ بِشَىءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى

قَوْلُ اللهِ تعالى (وَفَتَنَّاكَ فُتُونا)
قَوْلُ اللهِ تعالى (وَفَتَنَّاكَ فُتُونا)
11 نوفمبر 2016
حديث (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)
حديث (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)
11 نوفمبر 2016
قَوْلُ اللهِ تعالى (وَفَتَنَّاكَ فُتُونا)
قَوْلُ اللهِ تعالى (وَفَتَنَّاكَ فُتُونا)
11 نوفمبر 2016
حديث (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)
حديث (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)
11 نوفمبر 2016

لاَ يَصِحُّ عَقْلاً وَلاَ شَرْعًا أَن يَتَّصِفَ الْعَبْدُ أَوْ أَيُّ شَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ الْحَادِثَةِ بِشَىءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى

لاَ يَصِحُّ عَقْلاً وَلاَ شَرْعًا أَن يَتَّصِفَ الْعَبْدُ أَوْ أَيُّ شَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ الْحَادِثَةِ بِشَىءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وألِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ و الصالحينَ.

لاَ يَصِحُّ عَقْلاً وَلاَ شَرْعًا أَن يَتَّصِفَ الْعَبْدُ أَوْ أَيُّ شَىْءٍ مِنَ الأَشْياءِ الْحَادِثَةِ بِشَىءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى.

وَلَقَد أَساءَ التَّعْبِيرَ مَنْ قالَ إِنَّ اللهَ جَعَلَ ءادَمَ مُتَّصِفًا بِصِفَاتِهِ (أَي بِصِفَاتِ اللهِ) مِن سَمْعٍ وَبَصَرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَذَلِكَ في تَفْسيرِهِ الْحَدِيثَ الَّذي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (إِنَّ اللهَ خَلَقَ ءادَمَ عَلَى صُورَتِهِ)، وَهَذا الْتَّعْبِيرُ الَّذِي فَسَّرَ بِهِ الْحَدِيثَ فَاسِدٌ، لأَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَشَىْءٍ مِنْ خَلْقِهِ أَيُّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُشَارَكَةِ، أَمَّا إِذا قيلَ اللهُ عَالِمٌ والشَّافِعِيُّ عَالِمٌ، فَهَذَا لا يُسَمَّى مُشَارَكَةً، إِنَّما يُسَمَّى اتِّفَاقًا لَفْظِيًّا مَعَ اخْتِلافِ الْمَعْنَى في وَصْفِ اللهِ بِكَوْنِهِ عَالِمًا وَوَصْفِ الْمَخْلُوقِ بِكَوْنِهِ عَالِمًا.

وَمَعْنَى (على صُورَتِهِ) أَيْ عَلَى الْصُّورَةِ الَّتي خَلَقَهَا اللهُ وَشَرَّفَهَا، كَمَا هُوَ الْمَعْنَى في قَوْلِهِ تعالى في حَقِّ عِيسَى (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُوحِنَا) [التَّحريِم 12] أَيْ أَمَرْنَا الْمَلَكَ جِبْرِيلَ أَنْ يَنْفُخَ في مَرْيَمَ رُوحَ عِيسَى الَّذِي هُوَ رُوحٌ مُشَرَّفٌ عِنْدَنا فَهَذِهِ الإضَافَةُ إِضَافَةُ الْمِلْكِ وَالتَّشْرِيفِ وَلَيْسَتْ إِضَافَةَ الْجُزْئِيَّةِ.

قال مرعي الكَرْمي المقدسي الحنبلي (توفّي 1033هـ) في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات: قال المازري (وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث (حديث فإن الله خلق ءادم على صورته) فأجراه على ظاهره وقال الله صورة لا كالصور، قال (أي المازري) وهذا كقول المجسمة جسم لا كالأجسام، لما رأوا أهل السنة يقولون الله تعالى شيء لا كالأشياء، والفرق أن لفظة شيء لا تفيد الحدوث ولا تتضمن ما يقتضيه، وأما جسم وصورة فيتضمنان التأليف والتركيب وذلك دليل الحدوث). اهـ

أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التَّميمي المازَري الشيخ العلامة إمام المالكية في عصره بلغ درجة الاجتهاد المُطلق.
قال عنه القاضي عياض (هو آخر المتكلمين من شيوخ إفريقية بتحقيق الفقه ورتبة الاجتهاد ودقّة النظر، لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض أفقه منه ولا أقوم بمذهبهم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *