همزة القطع وهمزة الوصل
11 مارس 2021حديث (صِنْفَان من أُمَّتي ليسَ لَهُما نَصِيبٌ في الإسْلامِ القَدَرِيَّةُ والمرجئَةُ)
14 مارس 2021الإمام الفقيه الزاهد أبو بكر محمد بن علي النابلسي
من الشاميين أبو بكر محمد بن علي النابلسي كبير أهل مدينة الرملة وفقيه مطع في بلده مسموعاً فيه يتبع الرأي وكان فقيهاً زاهداً مالكي المذهب ذا رئاسة وظهور وكان شديداً على بني عبيد حين ملكوا مصر والشام ذامّاً لهم، منفراً للعامة عنهم قائلاً لهم.
قال ابن سعدون وكان شيخاً صالحاً.
قال أبو إسحاق الرقيق في تاريخه هو رجل معروف بالعلم وكان يفتي في المحافل باستحلال دم من أتى من المغرب ويستفز الناس لقتالهم يريد بني عبيد، قال وكان أغلظ عليهم من القرامطة.
قال القاضي رضي الله تعالى عنه (وإنما سلك في هذا مسلك شيوخ القيروان في خروجهم عليهم مع أبي يزيد لاعتقادهم كفر بني عبيد قطعاً، وقالوا لأبي يزيد أنت رجل من أهل القبلة نقاتل بك من كفر بالله ورسوله).
ذكر محنته رحمه الله تعالى:
ومما ذكره الرقيق وابن أبي يزيد وابن سعدون وكان رحمه الله تعالى لما قام الأعصم القرمطي الجنّابي ونهض إلى الشام واسمه الحسن فرأى المنصور وأتى من موضعه بالإحساء فحل بالرّملة بجيوشه سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وأمامه أميرها لا يسع أبي بكر إلا مداراته على بلده لئلا يستبيحه فأدخله الرملة ولم يخالفه أهل البلد ووقَوا كثيراً من شره ثم زحف الأعصم إلى مصر وحصر القاهرة وبها العبيدي صاحب القيروان الملقب بالمعز إثر وصوله إليها وغلامه جوهر الصقلبي إلى أن هزموا الأعصم وفر أمامهم إلى بلده الإحساء وذلك في سنة أربع وستين، وانبعث عساكرهم فخرج أبو بكر النابلسي من الرملة خائفاً منهم إلى دمشق فلما حصل بها قبض عليه بعض عظمائها وحمل إلى مصر مع ابنه في جملة الأسرى الذين قبض عليهم في الهزيمة وكانوا نحو ثلاثمائة فشهروا على الجمال وأمر بضرب أعناقهم على النيل ورمي جثثهم به إلا النابلسي فإنه أمر أن يسلخ من جلده.
وقال لجوهر عرّف السلطان أني أفدي نفسي بخمسمائة ألف فدخل جوهر ثم خرج، فقال اذهبوا به واسلخوه فرمى بنفسه ثانية فلطم شديداً وحمل بهذا المنظر فطرح على وجهه بالأرض وجلس على صدره ووركيه ومسك جداً وشق السلاخون عرقوبيه ونفخ كما تنفخ الشاة ثم سلخ، وهو في كل هذا يقرأ القرآن بصوت قوي وترتيل إلى أن انتهى السلخ إلى كتفيه فتغاشى ثم مات فصلب جسده ناحية ثم جلده بعد أن حُشي ناحية، رحمة الله تعالى عليه.
وذكر أبو الحسن بن جهضم في كتابه في صدق فراسة المؤمن قال لما قدم أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الرملة خرج إليه جماعة يتلقونه ومنهم والد أبي بكر النابلسي وابنه أبو بكر معه فلما نظر الشيخ إليه، قال مرحباً بشهيد مصر وكان هذا في سنة عشرين واستشهد في التاريخ المتقدم بعد هذا بنيف وأربعين سنة وذكر ابن جهضم أن قتله كان سنة ثلاث وستين والأول أصح.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.
قال أبو ذر الحافظ (سَجَنَه بنو عُبيد وصلبوه، سمعت الدارقطنَّي يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يُسلخ (كَانَ ذَلَكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً).