سُورَةُ الإِخْلاصِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ وَمَدَنِيَّةٌ فِى أَحَدِ قَوْلَىِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَهُ غَيْرُهُ وَهِىَ أَرْبَعُ ءَايَاتٍ
21 يناير 2022المَسْحُ على الجَوْربَينِ في المَذاهبِ الأربعة
22 يناير 2022الصوفي الكبير قطب دهره وأعجوبة عصره الشيخ أبو يَعْزَى يِلَنُّور
الشيخ الإمام أبو يعزى هو الولى الكامل العارف الشهير قال فيه ابن أبى زرع في روض القرطاس قطب دهره، أعجوبة عصره، أبو يَعْزَى يِلَنُّور بن ميمون بن عبد الله الهزميرى، قيل من بنى صبيح من هسكورة، مات وقد نيف على المائة وثلاثين سنة، أقام منها عشرين سنة سائحا في الجبال المشرفة على تنميل، ثم ارتحل إلى السواحل فقام بها منقطعا ثمانى عشرة سنة، لا يتعيش إلا من نبات الأرض، وكان أسود كبدى اللون طويلا رقيقا يلبس تليسا وبرنسا مرقعا وشاشية عزف على رأسه، ونقل في المعزى عن عصريه مولانا عبد القادر الجيلانى أنه قال فيه إنه عبد حبشى.
وكذا اختلفوا في اسم أبيه فقيل ميمون كما تقدم وقيل عبد الرحمن وقيل عبد الله وقد كان وجهه عاريا لا شعر فيه وما وقع في كلام الشيخ زروق من أنه دكالى فهو باعتبار كثرة مكثه بدكالة وليس هو من نفس دكالة كما بينه في المعزى، وكان بربرى اللسان أميا لا يحفظ إلا الفاتحة والإخلاص والمعوذتين ومع ذلك كان يرد على من أخطأ في القراءة عنده، ويلنُّور هو اسمه وقيل يالبخث.
من شيوخه أبو شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجى دفين آزمور خدمه كثيرا، ومن شيوخه أبو عبد الله بن آمغار وغيرهما من الشيوخ الذين لقيهم، وهم نحو أربعين.
وممن أخذ عن أبى يعزى أبو مدين الغوث المتوفى سنة أربع وتسعين وخمسمائة المدفون حذو تلمسان، وممن أخذ عنه أيضا الشيخ الفقيه الصالح الإمام المرشد الناصح، سيدى على بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حِرْزهم (بكسر الحاء المهملة وسكون الراء وبعدها زاى) وربما قيل ابن حرازهم كما في الطبقات الكبرى للسبكى وغيره المتوفى بفاس آخر يوم من شعبان سنة تسع وخمسين وقيل ستة وستين وخمسائة وغيرهما من أئمة الشريعة والحقيقة رضوان الله عنهم.
توفى أبو يَعْزَى كما سبق عن نحو مائة وثلاثين سنة في شهر شوال سنة اثنين وتسعين وخمسمائة ودفن بثاغية من جبل أيرجان ويقال فيه أركان (بالكاف المعقودة) وقبره هنالك إلى الحين الحالى مزارة عظيمة عليه مشهد فاخر، هو والله أعلم من بناءات مولانا الجدابى النصر مولانا إسماعيل.
وكشف أبى يعزى وكراماته وطاعة الأسود له واستجابة دعاء زائريه وقضاء حوائجهم بإذن الله تعالى وإطعامه لزائريه الأطعمة المتنوعة كل وما يناسبه، واقتصاره في نفسه على نبات الأرض وما تأكله البهائم أشهر من أن يذكر وأجلى من أن يسطر، وقد أفرد مناقبه ابن أبى القاسم الصومعى بمجموع فلينظر.
(من كتاب إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لابن زَيْدَان السجلماسي مؤرخ من أعيان المغرب الأقصى).
وقد أطال مترجمو أبي يعزى في ذكر كراماته ومناقبه منهم القاضي المالكي ابن الزيات التادلي صاحب التشوف إلى رجال التصوف والتميمي صاحب المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد وخصوصا العزفي في دعامة اليقين في زعامة المتقين والصومعي في المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى منها انفعال الطبيعة له وإبراؤه الأمراض العضوية والنفسية وتوقير الوحوش الضارية له.
مشايخ أبي يعزى:
قال صاحب كتاب التشوف كان الشيخ أبو يعزى يقول (خدمت نحوا من أربعين وليا لله عزّ وجل منهم من ساح في الأرض ومنهم من قام بين الناس إلى أن مات) أخذ عن شيخه الصوفي الكبير أبي شعيب بن سعيد الصنهاجي المتوفى بأزمور سنة 561 ه وهو الملقب بالسارية لأنه كان يطيل القيام في الصلاة حتى يظن الداخل إلى المسجد أنه سارية.
تلامذته:
يقول التادلي فأكبرهم قدرا وأفخمهم أمرا الشيخ العارف بالله أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري وأبو زكرياء يحيى بن محمد بن صالح المزطاوي من بلدة هسكورة وأبو يحلوا الصديني وأبو الصبر أيوب الفهري السبتي وغيرهم كثير.
كرامات أبي يعزى:
يقول أبو العباس زروق رضي الله عنه نقلا عن المعزى في مناقب سيدي أبي يعزى (إن أبا يعزى كراماته بعد مماته كمثل حياته).
رحم الله سيّدي أبا يعزى يلنور.