حديث (لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخَرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا)
1 يونيو 2020بيان كفر من شك في قدرة الله على كل شئ
8 يونيو 2020أصبغ بن الفرج من أفقه أهل مصر
من أهل مصر
أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع
مولى عبد العزيز بن مروان.
قال أبو عمر الكندي في موالي مصر كذا زعم أصبغ وكثير من أهل مصر لا يصححون له ولاء يكنى أبا عبد الله سكن بالفسطاط.
روى عن الدراوردي وابن سمعان ويحيى بن سلام وعبد الرحمان بن زيد بن أسلم.
كان قد رحل إلى المدينة ليسمع من مالك، فدخلها يوم مات وصحب ابن القاسم وأشهب وابن وهب وسمع منهم وتفقه معهم.
قال أبو أحمد الجرجاني كان كاتب ابن وهب.
قال اللالكائي كان ورّاقه وأخص الناس به.
روى عنه الذهلي والبخاري ويعقوب بن سفيان ومحمد بن أسد الخشني وابن زنجويه وابن وضاح وسعيد بن حسان وأخرج عنه البخاري.
ذكر مكانه من العلم والثناء عليه:
قال ابن أبي دليم (كان فقيه البدن كذا طويل اللسان، حسن القياس من أفقه هذه الطبقة).
قال أبو حاتم الرازي (هو أعلى أصحاب ابن وهب، صدوق).
وقال ابن معين ثقة.
وقال ابن وضاح مثله.
قال ابن حبيب (كان أصبغ من أفقه أهل مصر، وعليه تفقه ابن المواز وابن حبيب وأبو زيد القرطبي والبرقي وابن مزين وعبد الأعلى القرطبي وغيرهم).
قال ابن أبي حاتم (روى عنه أبو حاتم الرازي).
قال ابن حارث (كان ماهراً في فقهه، فقيه البدن طويل اللسان، حسن القياس، من أفقه هذه الطبقة، وأهل التبيان والبيان وتكلم في أصول الفقه).
قال ابن حبيب (كان أفقههم بعد أن ذكر ابن القاسم وطبقته، ثم ذكر أصبغ وعبد الله بن عبد الحكم).
قال أحمد بن صالح الكوفي (هو ثقة صاحب سنة).
حكى القاضي أن أشهب مرض فدخل عليه عواده وفيهم أصبغ، فلما خرجوا قالوا له من لنا بعدك؟ قال هذا الخارج عنا، قال وكان ابن وهب يقول لولا إن تكون بدعة لسّورناك يا أصبغ كما تسوّر الملوك فرسانها.
قال أبو عمر الكندي (كان أصبغ فقيهاً نظاراً).
وسأل مطرف بعض المصريين عن عبد الله بن عبد الحكم، فقال مات، قال فما فعل أصبغ؟ قال باق، قال مطرف الحي عندنا أفقه من الميت.
قال ابن اللباد (ما انفتح لي طريق الفقه إلا من أصول أصبغ).
قال ابن غالب (خرجت من الأندلس وأصبغ عندي أكبر أهل زمانه لما كنا شاهدناه من تعظيم شيوخنا له) وحكى الكندي عن المزني والربيع قالا كنا نأتي أصبغ قبل قدوم الشافعي فنقول له علمنا مما علمك الله.
قال ابن معين (كان أصبغ من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك يعرفها مسألة مسألة متى قالها مالك ومن خالفه فيها).
ولأصبغ تآليف حسان ككتاب الأصول له عشرة أجزاء وتفسير غريب الموطأ وكتاب أدب الصائم وكتابه سماعه من ابن القاسم اثنان وعشرون كتاباً وكتاب المزارعة وكتاب أدب القضاة وكتاب الرد على أهل الأهواء.
قال أبو بكر بن أصبغ قال أبي أخذ ابن القاسم بيدي يوماً فقال لي يا أصبغ أنا وأنت اليوم في هذا الأمر سواء فلا تسألني عن هذه المسائل الصعبة بحضرة الناس ولكن بيني وبينك حتى انظر وتنظر، قال وقدم طومار عليه من الأندلس أو من المغرب فيه مسائل فقال لي أجب فيها وائتني بجوابك وقال لعيسى بن دينار مثله فجئنا بذلك، وقرأناها عليه فأخذ جوابي وطبع عليه وأعطاه لصاحب المسألة وقال أخبرهم أن هذا جوابي وما غيّر منه شيئاً).
جمل من أخباره:
قال أصبغ خرجت إلى مكة سنة تسع وسبعين للسماع من مالك فدخلت المدينة فلم ألق إلا باكياً أو مسترجعاً أو ضارباً يداً على أخرى أو معددة فقلت لبعضهم ما شأن الناس لم يكلمني أحد، وجعلت كل ما لقيت فوجاً أسأله حتى قال لي رجل جالس متقنع يبكي وقد رأى حالي أراك غريباُ؟
قلت نعم الساعة دخلت، قال لي مات اليوم عالم المشرق والمغرب، قلت يرحمك الله، ومن هو؟ قال لي أراك جاهلاً أقول لك عالم المشرق والمغرب، فتقول ومن هو؟ قال فأسكتني، فلما نظر لي وقد وجمت قال مات مالك بن أنس، قال فصحت مات مالك؟ ومضيت مع الناس إلى منزله فإذا به قد مات ذلك اليوم فحضرت جنازته.
محنته:
توفي أصبغ بمصر سنة خمس وعشرين ومائتين، قال ابن سحنون وذلك في يوم الأحد لخمس ليال بقين من شوال منها، وقال نحوه الكندي، وقال أبو نصر الكلاباذي توفي سنة أربع وعشرين ومائتين، قال الكندي مولده بعد الخمسين ومائة.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.