أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ الدَّارَانِيُّ من سادات التَّابِعِيْنَ

الإِمَامُ المُجَاهِدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ
الإِمَامُ المُجَاهِدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ
8 نوفمبر 2016
الإِمَامُ الكَبِيْرُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ
الإِمَامُ الكَبِيْرُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ
8 نوفمبر 2016
الإِمَامُ المُجَاهِدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ
الإِمَامُ المُجَاهِدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ أَبُو سَعِيْدٍ الخُدْرِيُّ
8 نوفمبر 2016
الإِمَامُ الكَبِيْرُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ
الإِمَامُ الكَبِيْرُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ
8 نوفمبر 2016

أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ الدَّارَانِيُّ من سادات التَّابِعِيْنَ

أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ الدَّارَانِيُّ من سادات التَّابِعِيْنَ

أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ

ترجمته:
أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ،عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ الدَّارَانِيُّ من سادات التَّابِعِيْنَ، قَدِمَ مِنَ اليَمَنِ، وَقَدْ أَسْلَمَ فِي أَيَّامِ النَبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن ما تيسر له الاجتماع بالرسول فَدَخَلَ المَدِيْنَةَ فِي خِلاَفَةِ الصِّدِّيْقِ واجتمع أيضًا بسيدنا عمر.
حَدَّثَ عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ وغيرِهم ورَوَى عَنْهُ أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ وغيرُهم.

من كراماته:
حَدَّثَ شُرَحْبِيْلُ أَنَّ الأَسْوَدَ تَنَبَّأَ بِاليَمَنِ، فكان أبو مسلم الخولاني يكذب هذا الأسود العنسي الذي ادعى أنه نبي في اليمن فَقِيْلَ لِلأَسْوَدِ إِنْ لَمْ تَنْفِ هَذَا عَنْكَ، أَفْسَدَ عَلَيْكَ مَنِ اتَّبَعَكَ، فَبَعَثَ هذا الكافر إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، فَأَتَاهُ بِنَارٍ عَظِيْمَةٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَلْقَى أَبَا مُسْلِمٍ فِيْهَا، فَلَمْ تَضُرَّهُ، فعل به ذلك ثلاثة أيام فلم يحترق، فَأَمَرَهُ بِالرَّحِيْلِ، فَقَدِمَ المَدِيْنَةَ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، وَدَخَلَ المَسْجِدَ يُصَلِّي، فَبَصُرَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ مِنَ اليَمَنِ، قَالَ مَا فَعَلَ الَّذِي حَرَّقَهُ الكَذَّابُ بِالنَّارِ؟ قَالَ ذَاكَ عَبْدُ اللهِ بنُ ثُوَبٍ، قَالَ نَشَدْتُكَ بِاللهِ، أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَاعْتَنَقَهُ عُمَرُ، وَبَكَى، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصِّدِّيْقِ، فَقَالَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَنْ صُنِعَ بِهِ كَمَا صُنِعَ بِإِبْرَاهِيْمَ الخَلِيْلِ.
كانَ مِنَ الزاهدِينَ العابدِينَ، مرةً كانَ يُسبحُ بالسُبْحَةِ ثمَّ نامَ فصارَتِ السُبْحَةُ تدورُ في يَدِهِ وهوَ نائِمٌ وتقولُ (سبحانَكَ يا مُنْبِتَ النباتِ ويا دائِمَ الثباتِ) ثمَّ استيقظَ فنادى زوجتَه، قالَ يا أمَّ مُسْلِم تعالي انْظُري إلى أعْجَبِ الأعاجيب، فلمَّا جاءَت سَكَتَتِ السبحة (يا دائمَ الثَّباتِ معناهُ الذي وجوده لا نهايةَ له).
وَعَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ أَنَّ امْرَأَةَ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَتْ لَيْسَ لَنَا دَقِيْقٌ، فَقَالَ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ دِرْهَمٌ بِعْنَا بِهِ غَزْلاً، قَالَ ابْغِيْنِيْهِ، وَهَاتِي الجِرَابَ، فَدَخَلَ السُّوْقَ، فَأَتَاهُ سَائِلٌ، وَأَلَحَّ، فَأَعْطَاهُ الدِّرْهَمَ، وَمَلأَ الجِرَابَ نُشَارَةً مِنْ تُرَابٍ، وَأَتَى وَقَلْبُهُ مَرْعُوْبٌ مِنْهَا، وَذَهَبَ، فَفَتَحَهُ، فَإِذَا بِهِ دَقِيْقٌ حُوَّارَى (الدَّقيق الأَبيض وهو لباب الدَّقيق وأَجوده وأَخلصه)، فَعَجَنَتْ، وَخَبَزَتْ، فَلَمَّا جَاءَ لَيْلاً، وَضَعَتْهُ، فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَتْ مِنَ الدَّقِيْقِ، فَأَكَلَ، وَبَكَى.

حبه للعبادة:
وعَنْ شُرَحْبِيْلَ أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا أَبَا مُسْلِمٍ، فَلَمْ يَجِدَاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَأَتَيَا المَسْجِدَ، فَوَجَدَاهُ يَرْكَعُ، فَانْتَظَرَاهُ، فَأَحْصَى أَحَدُهُمَا أَنَّهُ رَكَعَ ثَلاَثَ مائَةِ رَكْعَةٍ.
وعَنْ عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ قَالَ دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ غَازٍ فِي أَرْضِ الرُّوْمِ، وَقَدِ احْتَفَرَ جُوْرَةً فِي فُسْطَاطِهِ (الفُسطَاطُ بيت من شَعَر) وَجَعَلَ فِيْهَا نِطْعًا، وَأَفْرَغَ فِيْهِ المَاءَ، وَهُوَ يَتَصَلَّقُ فِيْهِ (أي يتَلَوَّى ويتقلَّب) فَقَالُوا مَا حَمَلَكَ عَلَى الصِّيَامِ وَأَنْتَ مُسَافِرٌ؟! قَالَ لَوْ حَضَرَ قِتَالٌ لأَفْطَرْتُ، وَلَتَهَيَّأْتُ لَهُ وَتَقَوَّيْتُ، إِنَّ الخَيْلَ لاَ تَجْرِي الغَايَاتِ وَهُنَّ بُدَّنٌ، إِنَّمَا تَجْرِي وَهُنَّ ضُمَّرٌ؛ أَلاَ وَإِنَّ أَيَّامَنَا بَاقِيَةٌ جَائِيَةٌ، لَهَا نَعْمَلُ.
وَعَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَزَا أَرْضَ الرُّوْمِ، فَمَرُّوا بِنَهَرٍ، فَقَالَ أَجِيْزُوا بِسْمِ اللهِ.

كان مجاب الدعوة:
وَيَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيْهِم، فَيَمُرُّوْنَ بِالنَّهْرِ الغَمْرِ (الماء الكثير) فَرُبَّمَا لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الدَّوَابِّ إِلاَّ الرُّكَبُ، فَإِذَا جَازُوا قَالَ الرَّجُلُ هَلْ ذَهَبَ لَكُم شَيْءٌ؟ فَمَنْ ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ، فَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ، فَأَلْقَى بَعْضُهُم مِخْلاَتِهِ عَمْدًا، فَلَمَّا جَاوَزُوا، قَالَ الرَّجُلُ مِخْلاَتِي وَقَعَتْ، قَالَ اتَّبِعْنِي فَاتَّبَعَهُ، فَإِذَا بِهَا مُعَلَّقَةٌ بِعُوْدٍ فِي النَّهْرِ، قَالَ خُذْهَا.
وقد روي أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَتَى عَلَى دِجْلَةَ وَهِيَ تَرْمِي بِالخَشَبِ مِنْ مَدِّهَا، فَذَهَبَ عَلَيْهَا، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَسِيْرَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ فِي البَحْرِ، ثُمَّ لَهَزَ (أنفها تأنيف السير) دَابَّتَهُ، فَخَاضَتِ المَاءَ، وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَعُوْهَا، ثُمَّ قَالَ هَلْ فَقَدْتُمْ شَيْئاً مِنْ مَتَاعِكُمْ، فَأَدْعُوَ اللهَ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ؟
وعَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ إِذَا اسْتَسْقَى سُقِي.
وَعَنْ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّ امْرَأَةً خَبَّبَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ (الخِبابِ الخِداعُ) فَدَعَا عَلَيْهَا، فَعَمِيَتْ، فَأَتَتْهُ، فَاعْتَرَفَتْ، وَتَابَتْ، فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً، فَارْدُدْ بَصَرَهَا، فَأَبْصَرَتْ.
وعَنْ بِلاَلِ بنِ كَعْبٍ أَنَّ الصِّبْيَانَ قَالُوا لأَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ ادْعُ اللهَ أَنْ يَحْبِسَ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ، فَنَأْخُذَهُ، فَدَعَا اللهَ، فَحَبَسَهُ، فَأَخَذُوهُ.
وَعنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ اسْتَبْطَأَ خَبَرَ جَيْشٍ كَانَ بِأَرْضِ الرُّوْمِ، فَدَخَلَ طَائِرٌ، فَوَقَعَ، فَقَالَ أَنَا رتائيل مُسْلِي الحُزْنِ مِنْ صُدُوْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ الجَيْشِ، فَقَالَ مَا جِئْتَ حَتَّى اسْتَبْطَأْتُكَ؟ وَقَالَ شُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ كَانَ الوُلاَةُ يَتَيَمَّنُوْنَ بِأَبِي مُسْلِمٍ، وَيُؤَمِّرُوْنَهُ عَلَى المُقَدِّمَاتِ (يتيَمَّنُون به من اليُمْن ضِدّ الشُّؤم).

وفاته:
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ حُدِّثْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ بَعْضِ المَشْيَخَةِ، قَالَ أَقْبَلْنَا مِنْ أَرْضِ الرُّوْمِ، فَمَرَرْنَا بِالعُمَيْرِ، عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ حِمْصَ، فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَاطَّلَعَ رَاهِبٌ مِنْ صَوْمَعَةٍ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُوْنَ أَبَا مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيَّ؟ قُلْنَا نَعَمْ، قَالَ إِذَا أَتَيْتُمُوْهُ، فَأَقْرِؤُوْهُ السَّلاَمَ، فَإِنَّا نَجِدُهُ فِي الكُتُبِ رَفِيْقَ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، أَمَا إِنَّكُم لاَ تَجِدُوْنَهُ حَيًّا، قَالَ فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الغُوْطَةِ، بَلَغَنَا مَوْتُهُ، قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ يَعْنِي سَمِعُوا ذَلِكَ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِأَرْضِ الرُّوْمِ، وَقَدْ ورد أنَّ أَبَا مُسْلِمٍ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَاللهُ أَعْلَمُ، وَبِدَارَيَّا قَبْرٌ يُزَارُ، يُقَالُ إِنَّهُ قَبْرُ أَبِي مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَذَلِكَ مُحْتَمَلٌ، رضي الله عنه وأرضاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *