بَيَّنَ ربُّنا تبارك وتعالى أنّ القرءان فيه ءايات محكمات وفيه ءايات متشابهات
14 أكتوبر 2018الصلاة شأنها عظيم فإنها أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله
15 أكتوبر 2018الإِمَام الحَافِظ الْمُجْتَهد ابن القطّان الفاسِيّ
الإِمَام الحَافِظ الْمُجْتَهد ابن القطّان الفاسِيّ (الْمُتَوفَّى 628 هـ)
لقد اشتهر ابن القطان عند رجال الحديث والفقه من خلال مؤلفاته القيِّمة، التي برهن فيها على قدرته العلمية الواسعة، واطِّلاعه الكبير، فكان في كثير ممَّا انتهى إليه من الآراء والأحكام حجةً.
ولم يظفر بهذا المستوى العلميِّ الذي انتهى إليه ابن القطان من حيث سعة اطلاعه على الحديث رواية ودراية، إلا نزر قليل في كلِّ طبقة من طبقات الحفاظ المحدِّثين، كشعبة بن الحجاج (ت 160 هـ)، وسفيان الثوري (ت 161 هـ)، ووكيع بن الجراح (ت 197 هـ)، ويحيى بن معين (ت 233 هـ)، وعلي بن المديني (ت 234 هـ)، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، ومسلم بن الحجاج (ت 261 هـ)، وأبو زرعة الرازي (ت 264 هـ) وغيرهم.
وابن القطان كهؤلاء برز بجهوده المباركة في جميع علوم الحديث، فكان على خبرة شاملة بعلل الحديث، ودراية واسعة بفقهه، فحاز الرتبة المرموقة بين جهابذة الحفّاظ، وكَثُرت النقول عنه في كتب الحديث والرجال من كتاب بيان الوهم والإِيهام، وكتاب إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر.
وإذا رجعنا مثلًا إلى كتاب نصب الراية لأحاديث الهداية للحافظ جمال الدين الزيلعي (ت 762 هـ) سنجده مملوءًا بالقول عن كتب ابن القطان، وكذلك كتاب التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، وميزان الإعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي (ت 743 هـ)، وغيرها من كتب الحديث والفقه، كـنيل الأوطار للشوكاني، ومواهب الجليل لشرح مختصر خليل للحطَّاب (ت 954 هـ)، والتاج الإِكليل لمختصر خليل لمحمد بن يوسف المعروف بالمواق (ت 897 هـ)، وغيرها.
اسمه ونسبه:
سجَّلت جميع الكتب التي ترجمت له أن اسمه علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن خلصة بن سماحة الحميري الكتامي الأصل، الفاسي المولد والمنشأ، نزيل مراكش، المعروف بابن القطان، يكنى أبا الحسن.
وذكر ابن الزبير وابن القاضي وأحمد بابا من الذين ترجموا له أن أصل أجداده من قرطبة بالأندلس، وابن مسدي ذكر أنه مصري الأصل، مراكشي الدار.
مولده ووفاته:
ذكر مَن ترجم له أنه وُلد بفاس فجر عيد الأضحى سنة اثنتين وستين وخمسمئة هجرية، وتوفي بين العشاءين من الليلة التي أهلّ فيها هلال ربيع الأول من سنة ثمان وعشرين وستمائة، ودُفن بالركن الواصل بين الصحنين الشمالي والغربي من الزنقة، لصق الجامع الأعظم بسجلماسة، وقبره معروف هناك إلى الآن.
ذكر المترجمون لابن القطان وخصوصًا ابن عبد الملك قائمةً طويلةً من المؤلَّفات لم يعثر على معظمها حتَّى الآن، ونذكر من مؤلفاته ما يلي:
1 – كتاب بيان الوهم والإِيهام، الواقعين في كتاب الأحكام.
2 – الإِقناع في مسائل الإِجماع ويطلق عليه بعضهم مراتب الإِجماع، أما صاحب طبقات المالكية فيسميه الإِجماع.
3 – كتاب إحكام النظر في أحكام النظر.
4 – رسالة في فضل يوم عاشوراء، والترغيب في الإِنفاق فيه على الأهل.
وله مؤلفات أخرى كثيرة ذكر أغلبها ابن عبد الملك في كتابه الذيل والتكملة، منها:
5 – نقع الغلل والفوائد والعلل في الكلام على أحاديت السنن لأبي داود.
6 – البستان في أحكام الجنان.
7 – يذكر ابن عبد الملك أن له كتابًا حافلًا جمع فيه الحديث الصحيح محذوف السند، جمعه من المسندات والمصنفات كمَّل منه كتاب الطهارة والصلاة والجنائز والزكاة في نحو عشر مجلدات، ولم يذكر ابن عبد الملك اسم هذا الكتاب.
8 – إنهاء البحث منتهاه، عن مغزى من أثبت القول بالقياس ومن نفاه.
9 – النزع في القياس لمناضلة من سلك غير المهيع في إثبات القياس.
يردُّ فيه على عالم اسمه أبو علي الطوير، ذكر ذلك ابن عبد الملك.
10 – الردّ على أبي محمد بن حزم في كتاب المحلى.
11 – شيوخ الدارقطني مجلد متوسط.
12 – تجريد من ذكره الخطيب في تاريخه من رجال الحديث بحكاية أو شعر.
13 – تقريب الفتح القسي.
14 – كتاب ما حاضر به الأمراء مجلد متوسط.
15 – أسماء الخيل وأنسابها وأخبارها مجلد متوسط.
16 – أبو قلمون مجلدان ضخمان.
17 – مسائل من أصول الفقه.
18 – رسالة في الإِمامة الكبرى.
19 – رسالة في القراءة خلف الإِمام.
20 – رسالة في الوصية للوارث.
21 – رسالة في المنع من إلقاء التفث في عشر ذي الحجة للمضحي.
22 – رسالة في منع المجتهد من تقليد المحدث في تصحيح الحديث لدى العمل.
23 – رسالة في الرهن يوضع على يد أمين فيعتدي فيه.
24 – رسالة في مشاطرة العمّال.
25 – رسالة في الطلاق الثلاث.
26 – رسالة في الأيمان اللازمة.
27 – رسالة في الختان.
28 – رسالة في التسعير.
29 – رسالة في معاملة الكافر.
30 – المقالة المعقولة في حكم فتوى الميت والفتوى المنقولة.
31 – رسالة في الأوزان والمكاييل.
32 – رسالة في حث الإِمام على القعود لسماع مظالم الرعية.
33 – مقالة في تبيين التناسب بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ويتوب الله على مَن تاب وما قبله من الحديث.
34 – مقالة في تفسير قول المحدثين في الحديث: إنه حسن.
35 – رسالة في تحريم التساب.
36 – مقالة في الوصية للجنين.
37 – أحاديث في فضل التلاوة والذكر.
38 – برنامج شيوخه.
هذه مجموعة من مؤلفاته تُظهر لنا قيمته العلمية، ومشاركته الواسعة، وقد اعتمدها المحدثون والفقهاء من بعده.
رحمه الله تعالى.