الفقيه المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي
30 أبريل 2021أحكام الحيض وفقا لمشهور مذهب مالك رضي الله عنه (1)
10 مايو 2021من أهل القيروان ومن أوتاد المغرب أبو عمر البهلول بن راشد
البهلول بن راشد أبو عمر من أهل القيروان
قال محمد بن أحمد التميمي كان ثقة مجتهداً ورعاً مستجاب الدعوة لا شك في ذلك، كان عنده علم كثير سمع من مالك والثوري وعبد الرحمان بن زياد ويونس بن زيد وحنظلة بن أبي سفيان وموسى بن علي بن رباح والليث بن سعد والحارث بن نبهان وكان أولاً مشغولاً بالعبادة، فلما احتاج الناس إليه في العلم سمع الموطأ من علي بن زياد وابن غانم، وسمع جامع سفيان الصغير من ابن أبي الخطاب، وأبي خارجة، والجامع الكبير من علي بن زياد ودون الناس عنه جامعاً، وقام بفتياهم، وسمع من البهلول سحنون وعون والجعفري وعبد المتعالي وخالد بن يزيد وأبو سنان ويحيى بن سلام وغيرهم من بعدهم.
قال أبو عبيد الله الجدائبي وروى عن البهلول أيضاً عبد الله بن مسلمة القعنبي وقال حدثنا البهلول بن راشد وهو وتد من أوتاد المغرب، وروى عنه يزيد الفقر ونظر إليه مالك بن أنس فقال هذا عابد بلده، وجاءت إلى مالك من عند ابن غانم أقضية فقال ما قال فيها المصفر؟ يعني البهلول وما قال فيها الفارسي؟ يعني عبد الله بن فروخ.
قال سعيد بن الحداد ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسنة من البهلول في وقته، وسحنون في وقته.
قال أبو حاتم هو ثقة لا بأس به.
وقال العقيلي هو شيخ من أهل المغرب، ليس به بأس وقال مثله علي بن الجويني وقال أبو إسحاق البرقي كان بهلول بن راشد من أهل الفضل والعلم والورع معروفاً بذلك مع العبادة والاجتهاد.
قال سحنون كان البهلول رجلاً صالحاً ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره.
ذكر فضائل البهلول وعبادته وورعه وتواضعه وشمائله وبقية أخباره:
قال أبو إسحاق البرقي قال البهلول بن عمر ما رأيت أحداً أخشى لله من البهلول بن راشد.
قال سحنون كنا نختلف عند البهلول نتعلم منه السمت، قال غيره دفع إلى البهلول كتاب ففضه فإذا فيه من امرأة من سمرقند من خرسان مجنت مجوناً لم يمجنه أحد إلا هي ثم تابت إلى الله، وسألت عن العباد في أرضها فوصف لها أربعة بهلول بإفريقية أحدهم فسألتك بالله يا بهلول ألا دعوت الله في أن يديم لي ما فتح لي فيه فسقط الكتاب من يده وخر على وجهه وجعل يبكي حتى لصق الكتاب بطين دموعه ثم قال يا بهلول كان الذكر لرباح فلما مات، صار لبهلول وما ذلك إلا من خبيئة كانت له.
وكان عند البهلول طعام فغلا السعر فباعه ثم أمر أن يشترى له ربع نصف قفيز، فقيل له في ذلك فقال نفرح إذا فرح الناس ونحزن إذا حزنوا.
وذكر ابن اللباد أن رجلاً سأل بهلولاً عن مسألة فأجابه فيها ثم قال له اذهب إلى الفارسي يعني ابن فروخ فاسأله، فذهب إليه فسأله، فأجاب بمثل قول بهلول، فانصرف إلى بهلول فسأله أيضاً، فقال ألم أدلك على ابن فروخ؟ قال بلى وقد أجابني قال بهلول فما لك تفضل بعض الناس على بعض؟ يريد نفسه، والله لو كانت للذنوب رائحة ما جلست إلي ولا جلست إليك، وقال ابن فروخ الدرهم الجيد، وأنا الدرهم المقوى، قال بهلول لقيت رباح بن يزيد ببئر زمزم، ومعه خراساني وقد نزعا ماء من بئر زمرم فجعلاه في سويق فنظرته فإذا هو عسل فقالا لا تخبر بما رأيت فما فعلت حتى مات.
وذكر رجل لبهلول أنه رأى الشمس والقمر ادخلا جوفه فأفتاه بهلول بأنه يموت وتلا (وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر).
وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة قال سحنون بعد علي بن زياد بخمسة وثلاثين يوماً، كذا قال غير واحد، وقال فرات سنة اثنتين ومولده مع عبد الله ابن غانم في ليلة واحدة سنة ثمان وعشرين ومائة.
مختصر من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.