مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي حَصَلَتْ لِمَنْ قَبْلَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
23 أكتوبر 2022اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ لأَبِي مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْوَاعِظ الزَّاهِد الْقرشِي التّونسِيّ
30 أكتوبر 2022أَبُو مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْوَاعِظ الْمُذكر الزَّاهِد الْقرشِي التّونسِيّ
جاء في طبقات الأولياء لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى 804 هـ)، أبو محمد عبد الله بن محمد التونسي 637 – 699 للهجرة، عبد الله بن محمد القرشي التونسي الإمام القدوة الواعظ المفسر ذو الفنون أبو محمد أحد الأعلام، المرجاني كان عارفاً بمذهب مالك رأساً في التفسير عالماً بالحديث صوفياً عامداً، قدم مصر وذكر بها واشتهر في البلاد، مات بتونس في ربيع الثاني سنة تسع وتسعين وستمائة عن اثنتين وستين سنة.
وفي الوافي بالوفيات لصلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى 764 هـ) الْمرْجَانِي عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْوَاعِظ الْمُذكر الزَّاهِد الْقرشِي التّونسِيّ كَانَ مفتياً عَالما مُفَسرًا مذكراً حُلْو الْعبارَة كَبِير الْقدر لَهُ شهرةٌ فِي الْآفَاق قدم الْإسْكَنْدَريَّة وَذكر بهَا وبالديار المصرية وَكَانَ بارعاً فِي مَذْهَب مَالك عَارِفًا بِالْحَدِيثِ لَهُ قدمٌ فِي التصوف وَالْعِبَادَة والزهد وَلم يصنف شَيْئا وَلَا كَانَ أحدٌ يقدر يُعِيد مَا يَقُوله لِكَثْرَة مَا يَقُول على الْآيَة ولربما فسر فِي الْآيَة الْوَاحِدَة على لِسَان الْقَوْم ثَلَاثَة أشهرٍ خلف كتبا كَثِيرَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بتونس سنة تسعٍ وَتِسْعين وسِتمِائَة وحضره صَاحب تونس الْمُسْتَنْصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الواثق وعاش اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَصلي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ.
وقال في سلم الوصول إلى طبقات الفحول (الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد المَرْجَاني القُرشي البَكْرِي الواعظ المتوفى بتونس سنة تسع وتسعين وستمائة كان من أجلاء مشايخ المغرب وله المصنَّفات الغريبة في علم الحروف والأسماء منها كتاب بهجة الآفاق في علم الأوفاق).
اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ لأَبِي مُحَمَّد الْمرْجَانِي
بسم الله الرحمن الرحيم
اعْلَمُوا وَفَّقَنَا الـلَّهُ وَإِيَّاكُمْ لِتَوْحِيدِهِ وَأَعَانَنَا عَلَى لُزُومِ تَـمْجِيدِهِ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ بَالِغٍ عَاقِلٍ أَنْ يَعْلَمَ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا الـلَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَنَّهُ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ قَدِيمٌ لَا أَوَّلَ لَهُ دَائِمٌ لَا آخِرَ لَهُ لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ، وَلَا نَظِيرٌ، وَلَا مُعِينٌ، وَلَا وَزِيرٌ، وَلَا تُـمَاثِلُهُ الـمَوْجُودَاتُ، وَلَا يُمَاثِلُهَا، وَلَا تَـحْوِيهِ الأَزْمَانُ، وَلَا الجِهَاتُ، وَلَا يَحُلُّ فِيهَا وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مَكَانٍ، وَلَا يَفْتَقِرُ إِلَى زَمَانٍ هُوَ الـلَّهُ سُبْحَانَهُ الآنَ مِنَ التَّنْزِيهِ وَالتَّمْجِيدِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّعْظِيمِ عَلَى مَا كَانَ مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِهِ الأَزَلِيَّةِ، وَنُعُوتِهِ الجَلِيلَةِ الأَبَدِيَّةِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ حَيٌّ عَالِـمٌ بِجَمِيعِ الـمَعْلُومَاتِ، قَادِرٌ عَلَى جَمِيعِ الـمُمْكِنَاتِ، مُرِيدٌ لِـجَمِيعِ الكَائِنَاتِ، سَمِيعٌ لِـجَمِيعِ الـمَسْمُوعَاتِ مُبْصِرٌ لِـجَمِيعِ الـمَرْئِيَّاتِ مُدْرِكٌ لِـجَمِيعِ الـمُدْرَكَاتِ مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ أَزَلِيٍّ، لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلَا أَصْوَاتٍ، لَا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إِلَّا بِإِرَادَتِهِ وَلَا يَكُونُ مَوْجُودٌ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، فَلَا يَقَعُ فِي مُلْكِهِ إِلَّا مَا أَرَادَ، وَلَا يَجْرِي فِي خَلْقِهِ إِلَّا مَا قَدَّرَ، لَا يَشُذُّ عَنْ قُدْرَتِهِ مَقْدُورٌ وَلَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ خَفِيَّاتُ الأُمُورِ، لَا تُحْصَى مَقْدُورَاتُهُ، وَلَا تَتَنَاهَى مَعْلُومَاتُهُ وَلَا مُرَادَاتُهُ، أَنْشَأَ الـمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا، وَخَلَقَ أَفْعَالَـهَا بِأَسْرِهَا، وَقَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ وَآجَالَـهُمْ بِجُمْلَتِهَا، فَلَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ وَلَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا، وَهِيَ جَارِيَةٌ عَلَى مَا رَتَّبَهَا وَقَدَّرَهَا فِي سَابِقِ عِلْمِهِ وَوَفْقَ إِرَادَتِهِ، مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِ الخَلْقِ، مُبَرَّأٌ عَنْ سِمَاتِ الحُدُوثِ وَالنَّقْصِ، فَلَا تُشْبِهُ صِفَاتُهُ العَلِيَّةُ صِفَاتِهِمْ، كَمَا لَا تُشْبِهُ ذَاتُهُ القُدُسِيَّةُ ذَوَاتِهِمْ، فَلَا يَتَجَدَّدُ عَلَيْهِ عِلْمُ مَعْلُومٍ، وَلَا تَحْدُثُ لَهُ إِرَادَةٌ لَـمْ تَكُنْ، وَلَا يَعْتَرِيهِ عَجْزٌ وَلَا قُصُورٌ، وَلَا يَلْحَقُهُ سَهْوٌ وَلَا فُتُورٌ، وَلَا يَغْفُلُ سُبْحَانَهُ عَنْ أَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ، وَلَا يَفْعَلُ بِآلَةٍ، وَلَا يَسْتَعِينُ بِجَارِحَةٍ، وَلَا يَسْمَعُ بِأُذُنٍ، وَلَا يُبْصِرُ بِحَدَقَةٍ وَجَفْنٍ، وَلَا يَبْطِشُ بِيَدٍ، وَلَا يُوصَفُ بِلَوْنٍ، وَلَا يَعْلَمُ بِقَلْبٍ، وَلَا يُدَبِّرُ بِفِكْرٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ، وَلَا هُوَ عَرَضٌ وَلَا جَوْهَرٌ وَلَا جُثْمَانٌ، سُبْحَانَهُ العَظِيمُ الشَّأْنِ، فَلَهُ الصِّفَاتُ العُلَى وَالأَسْمَاءُ الحُسْنَى.
أَرْسَلَ الرُّسُلَ بِالبَيِّنَاتِ وَأَيَّدَهُمْ وَقَوَّاهُمْ بِالـمُعْجِزَاتِ وَجَعَلَ آخِرَهُمْ وَخَاتِـمَهُمْ خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ الـلَّهِ بَنُ عَبْدِ الـمُطَّلِبِ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ العَرَبِيُّ القُرَشِيُّ الـمَكِّيُّ الـمَدَنِيُّ، صَلَّى الـلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ،
أَرْسَلَهُ بَشِيراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى الـلَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً، إِلَى جَمِيعِ الخَلْقِ كَافَّةً، أَسْوَدِهِمْ وَأَحْمَرِهِمْ، عَرَبِيِّهِمْ وَعَجْمِيِّهِمْ، إِنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى صَلَّى الـلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَمَانَةَ وَنَصَبَ الأَدِلَّةَ عَلَى صِدْقِهِ وَالبَرَاهِينَ السَّاطِعَةَ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ، فَكُلُّ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنِ الـلَّهِ حَقٌّ، وَجِمِيعُ مَا قَالَهُ فَهُوَ لَا مَحَالَةَ صِدْقٌ فَمِمَّا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى الـلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الـمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الآخِرَةِ بِأَبْصَارِهِمْ وَأَنَّهُ يَبْعَثُهُمْ وَجَمِيعَ الخَلْقِ بَعْدَ الـمَوْتِ، وَيَحْشُرُهُمْ لِلْحِسَابِ وَالثَّوَابِ أَوِ العِقَابِ وَأَنَّ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَالحَوْضَ وَالـمِيزَانَ وَالصِّرَاطَ وَالشَّفَاعَةَ وَسُؤَالَ الـمَلَكَيْنِ الـمُلَقَّبَيْنِ بِـمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ الـمَيِّتَ فِي قَبْرِهِ عَنْ مَعْبُودِهِ وَنَبِيِّهِ وَذِمَّتِهِ كُلَّ هَذَا حَقٌّ صَحِيحٌ ثَابِتٌ، جَاءَتْ بِهِ الآثَارُ وَالصَّحِيحُ مِنَ الأَخْبَارِ، كُلُّ هَذَا حَقٌّ صَحِيحٌ ثَابِتٌ هَذَا اعْتِقَادُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَعُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَالحَمْدُ لِـلَّهِ رَبِّ العَالَـمِينَ.