عصمة الأنبياء من الكذب والجبن وسبق اللسان والجنون والأمراض المنفرة
1 فبراير 2023النَّومُ يُقالُ له مَوتٌ، النَّومُ الموتُ الأصغَرُ أخُو الموتِ الأكبرِ
1 فبراير 2023حديث (إذَا أَوَى الرَّجُلُ إلى فِراشِهِ ابتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فقال المَلَكُ اختِمْ بخَيرٍ، وقال الشّيطَانُ اختِمْ بشَرٍّ…)
عن أبي الزبيرِ عن جابرٍ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال (إذَا أَوَى الرَّجُلُ إلى فِراشِهِ ابتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فقال المَلَكُ اختِمْ بخَيرٍ، وقال الشّيطَانُ اختِمْ بشَرٍّ، فإن ذَكَرَ اللهَ ثمّ نَامَ باتَ الملَكُ يَكْلَؤُهُ فإذَا استَيقَظَ قالَ المَلَكُ افتَحْ بخَيرٍ، وقَالَ الشّيطَانُ افتَحْ بشَرٍّ، فإنْ قالَ الحَمدُ للهِ الذى ردَّ عليَّ رُوحي ولم يُمِتْها فى مَنامِهَا (1)، الحَمدُ للهِ الذى يُمْسِكُ السّمَواتِ والأرضَ (2) أَنْ تَزُولا (3) إلى قوله حَلِيمًا غَفُورًا (4)، الحمدُ للهِ الذي يمسِك السماءَ أنْ تَقَعَ على الأرضِ إلا بإذْنِهِ، فإنْ وقَعَ عن سَريرِه فمَاتَ دخَلَ الجنةَ) هذا حديث حسنٌ غريبُ أخرجه النسائي في الكبرى.
قال ابن علان في الفتوحات (ابتدره) أي تَسارعَ إليه.
قال ابن علان في الفتوحات (يَكْلَؤهُ) أي يحفظُه ويحرسه.
قال المناويّ في فيض القدير (1/280) قوله ورُدَّ علَيَّ رُوحِي أي إحساسِي وشُعورِي، والنَّومُ أخُو المَوت.
وقال الحافظ العبدري رحمه الله (الحَمدُ للهِ الّذِي أَحْيانَا بَعْدَما أَماتَنا) معناه بَعدَما صِرنا كأنَّنا مَيِّتُون، الرُّوحُ تبقَى في الجسد عندما ينام الشّخص ولكنّها تَسرَح كخَيطٍ متّصِلٍ مِن جسَدِ الإنسانِ وبعضُه خارجٌ عنه، النَّومُ يُقالُ له مَوتٌ، النَّومُ الموتُ الأصغَرُ أخُو الموتِ الأكبرِ لكن لا تَنقطعُ الرُّوحُ.
(1) قال الحافظ العبدري رحمه الله (الروح تسرح في حال النوم تنطلق من غير أن تفارقَ الجسدَ مفارقة كليةً بل تظلُّ مرتبطة متصلة بالبدن، الرؤيا مشاهدةٌ روحية، المنام مشاهدةٌ روحيةٌ لأن الروحَ انطلقت إلى خارج الجسم مع وجودها في الجسم لم تنفصل لم تفارق الجسم مفارقة كلية، ثم لذلك شُبِّهت بالموت، الرسول كان يقول إذا استيقظ من النوم (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا واليه النشورُ) تشبيه بالموت هذا، ليس معناه موتا حقيقيا، هو أخو الموت النوم أخو الموت تظل الروح متصلة بالبدن، وورد في حديثِ صفةِ الجنةِ لما سئل ﷺ أَيَنامُ أهل الجنة؟ قال (لا ينامون النوم أخو الموت) معناه يُشْبِه الموت، كثير من الناس ينامون ثم تُقبضُ ارواحُهُم وهم نائمونَ.
(2) أي يحفظها بقدرته فالله تعالى منزه عن الأعضاء والجسمية وكلِّ ما كان من صفات الخلق، وفعله عز وجل ليس بالمُماسَّة والمباشرة والمحاذاة لانه ليس كمثله شىء.
(3) قال الحافظ العبدري رحمه الله (المعنى أن السماء ثابتة والأرض ثابتة، ثابتتان يمنعهما الله من الزوال أي من مفارقة مركزِهِما الذي هما فيه، أي الأرض والسماء لا دوران لهما).
(4) يريد بذلك الاقتباسَ من قوله تعالى (إِنَّ ٱللَّهَ یُمۡسِكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَاۤ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا) فاطر ٤١.