الإمام البارع في الفقه علي بن زياد التونسي العبسي
22 نوفمبر 2016مقبرة قريش
22 نوفمبر 2016العلامة الفقيه االأصولي عالم القيروان أبو عمران الفاسي أحد كبار فقهاء المالكية بإفريقية
العلامة الفقيه الأصولي عالم القيروان أبو عمران الفاسي أحد كبار فقهاء المالكية بإفريقية ومن أبرز أعلام هذا المذهب
واسمه موسى بن عيسى بن أبي حاج بن وليم بن الخير الغفجومي، وغفجوم فخذ من زناتة.
وقال السمنطاري: من هوارة أصله من فاس وبيته بها بيت مشهور، ويعرفون ببني أبي حاج ولهم عقب وفيهم نباهة الى الآن. واستوطن القيروان، وحصلت له بها رئاسة العلم. وكان تفقه بالقيروان عند أبي الحسن القابسي وسمع بها من أبي بكر الدويلي وعلي بن أحمد اللواتي السوسي ورحل الى قرطبة فتفقه بها عند أبي محمد الأصيلي وسمع بها من أبي عثمان سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن قاسم وغيرهم.
ثم رحل الى المشرق فحجّ ودخل العراق فسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الحسن علي بن ابراهيم المستملي وأبي الحسين بن الخضر وغيرهم كثير ودرس الأصول على القاضي أبي بكر الباقلاني ولقي جماعة وكان قد سمع بمكة من أبي ذر.
وسمع بالحجاز أيضاً من أبي الحسن ابن فراش وأبي القاسم السقطي وبمصر من أبي الحسن أبي الجدار وأحمد بن نور القاضي، وعبد الوهاب بن مصر وابن الوشا ثم رجع الى القيروان فاستوطنها فلم يزل إماماً بالمغرب.
أخذ عنه الناس وتفقه عليه جماعة كثيرة ممن ذكرنا في أصحاب أبي بكر وغيرهم كعتيق السوسي وأبي محمد الفحصلي ومحمد بن طاهر بن طاوس، وجماعة من الفاسيين، والسبتيين والأندلسيين، فطارت فتاويه في المشرق والمغرب واعتنى الناس بقوله وكان يجلس للمذاكرة والسماع في داره من غدوة الى الظهر فلا يتكلم بشيء إلا كتب عنه إلى أن مات رحمه الله.
ذكر فضائله وأخباره رحمه الله :
قال حاتم بن محمد:
كان أبو عمران من أعلم الناس وأحفظهم، جمع حفظ المذهب المالكي الى حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة معانيه وكان يُقرئ القرآن بالسبعة……مع معرفته بالرجال وجرحهم وتعديلهم. أخذ عنه الناس من أقطار المغرب والأندلس واستجازه من لم يلقه وخرج من عوالي حديثه نحو مائة ورقة.
قال حاتم: ولم ألقَ أحداً أوسع منه علماً ولا أكثر رواية.
قال عمر الصقلي: أبو عمران الثقة الإمام الديّن المعلم. وذكر أن الباقلاني كان يعجبه حفظه ويقول: لو اجتمعت في مدرستي أنت وعبد الوهاب بن نصر وكان إذ ذاك بالموصل لاجتمع فيها علم مالك، أنت تحفظه وهو ينصره، لو رآكما مالك لسرّ بكما.
قال ابن عمار في رسالته فذكره فقال :
كان إماماً نافذاً في علم الأصول مقطوعاً بفضله وإمامته ولما دخل بغداد شاع أن فقيهاً من أهل المغرب مالكياً قدم فقال الناس: لسنا نراه إلا عند القاضي أبي بكر الباقلاني وهو إذ ذاك شيخ المالكية بالعراق وإمام الناس. فنهض من أهل بغداد جماعة لمجلس القاضي أبي بكر ومعه أصحابه وأبو عمران فجرت مسائل حتى استأنسوا ثم سأله رجل شافعي عن مسألة من الاستحقاق فأجابه أبو عمران بجواب صحيح مجرد فطالبه السائل بالحجة عليه فأطرق الشيخ أبو عمران فرفع رأسه شاب من أهل بغداد من المالكية فقال السائل: أصلحك الله، هذا شيخ من كبار شيوخنا، ومن الجفاء أن تكلفه المناظرة من أول وهلة ولكن أنا أخدمه في نصرة هذه المسألة وأنوب عنه فيها، الدليل على صحة ما أجاب به الشيخ، حرسه الله تعالى، كذا وكذا، فاعترضه الشافعي فيه ثم انفصل المالكي من اعتراضه حتى خلص الدليل، فلما أجمل الكلام على المسألة قام إليه الشافعي وقبّل رأسه وقال: أحسنت يا سيدي وحبيبي، أنت والله شيخ المذهب، حين نصرته وجرت في ذلك المجلس مسائل غيرها.
توفي أبو عمران سنة ثلاثين وأربعماية ومولده سنة ثلاث وستين وثلاثماية فيما حكى الجياني عن أبي عمر بن عبد البر، وقال أبو عمر المقرئ: مات وسنه خمس وستون سنة.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.
ومقامه بالقيروان.
[souhnoun_awliya_titre]صُور المقام[/souhnoun_awliya_titre]