حديث (إذا صارَ أهلُ الجنّة إلى الجنّة وأهلُ النّار إلى النّار…) الحديث
13 نوفمبر 2016حديث (إذا عَلا ماءُ الرَجلِ ماءَ المرأةِ أَذكرَت)
13 نوفمبر 2016حديث (إذا نَظر أحدُكم إلى من هو فوقَه في المالِ والخَلْق فلْيَنْظُر إلى مَن هو أسفلَ منه)
وردَ في صحيحِ البخاري رحمة الله عليه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال (إذا نَظَرَ أحدُكُم إلى مَنْ فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلُ منه) لأنَّ الذي ينظر إلى من فوقه في المال وصِحَّة جسمه هذا يَشْغَل فِكْرَه يقول (يا ليتني كنت مثل هذا) فينسى شُكرَ الله، كذلك إذا رأى إنسانًا أقوى منه في الجسد فلينظر إلى من أُصيب بالأمراض والأوجاع يقول (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به هؤلاء) يكون شاكرًا لله، الذي يتطلع إلى من هو أكثر منه مالًا هذا ينشغل قلبه بالسعي ليكون مثلَه، يَنسى شُكرَ الله، الأنبياء والأولياء لا يتنعمون.
تركُ التنعم يساعد على الاستعداد للآخرة أما الذي يَبقَى في التنعم هذا يَنسَى الآخرة، وَالتَّنَعُّم هو الاسترسال في المباحات من الطعام والشراب والأثاث والملابس ونحو ذلك من الملذات وهو مكروه، فالذي يتعود على تقليل التنعم حالته تكون على نسق واحد، إن فقد المال أو وجده تكون حالته هي هي. والتعود على التنعم لا يقرب إلى الله، الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إيَّاكَ والتنعُّمَ فإنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بالمُتَنَعِّمينَ) رواه البيهقيُّ.
معناه عباد الله الصالحون ليس من شأنهم أن يتنعموا بالاسترسال في الملذات والمباحات، إلَّا الذي يأكل لحفظ الصحة، أو بقصد التداوي، أو ليجبر خاطر من يضيفه إن كان ضيفا، فهذا هنا لا يعدُّ تنعُّما.
فالنبيُ صلى الله عليه وسلم يُعلمنا أن مَن نظرَ إلى من هو فوقَه في المالِ أو الجسمِ فلينظرْ إلى من هو أسفلَ منه أي إلى من هو أقلُ منه.