حديث (المَدِينَةُ تَنفِي خَبَثها)
12 نوفمبر 2016حديث (خَيرُ النّساء مَريَم)
12 نوفمبر 2016حديث (ثلاثٌ لا يَغِلُّ علَيهِنَّ قَلبُ امرئ مُسلِم)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثَلاثٌ لا يَغِلُّ [أي لا يَحقِدُ] علَيهِنَّ قَلبُ امرىءٍ مُسلِم إخلاصُ العَملِ للهِ ومُنَاصَحَةُ وُلاةِ الأمْرِ ولُزُومُ الجَماعَةِ فإنّ دَعوتَهُم تُحِيطُ مَن وَراءَهُم) حديثٌ صَحِيحٌ رواه أبو داودَ وغَيرُه.
الرّسولُ عليهِ السّلام أَوصَى في هذا الحديثِ بثَلاثَةِ أشياء، الأوّلُ إخلاصُ العَملِ لله، معناهُ الحسَناتُ التي يَعمَلُها المسلمُ لا بُدَّ أن يَقصِدَ بها طَاعةَ اللهِ لا يَقصِد بذلكَ مَحمدَة النّاس لأنّ مَن قَصَد بعَمل خَيرٍ مَحمَدةَ النّاسِ أو قَصَد مَحمَدَة النّاسِ والأجْرَ مِنَ اللهِ ليسَ لهُ شَىءٌ، بل عليهِ ذَنبٌ، فيَجِبُ على المسلِم إذا عَمِلَ حسَنةً مِنَ الحسَناتِ مِن صَلاةٍ أو صِيام أو حَجّ أو زكاةٍ أو صَدقَةٍ أو قِراءةِ قُرءانٍ أو غَيرِ ذَلكَ مِن الحسَناتِ أن لا يَنويَ بذلكَ إلا طَاعةَ الله، إلا التّقرُّبَ إلى الله، يقولُ في قَلبِه أنا أفعَل تِلكَ الحسَنةَ لأنّ اللهَ يُحِبُّ ذلكَ لأنّ اللهَ أَمَر بذلكَ ولا يَضُمُّ إلى ذلكَ قَصدَ أن يَمدَحَه النّاس.
أمّا (مُناصَحَةُ أُولِي الأمر) معناه مِن أمُور الإسلام المهمّة طَاعةُ أُولي الأمر كأبي بَكر وعمرَ وعثمانَ وعَليّ هؤلاء خلفاءُ رَاشِدُون هؤلاء أفضلُ الخلفاء، وكذلكَ مَن جَاءَ بَعدَهم مِن الخلَفاء يجبُ طَاعَتُهم في الخير، أمّا الخرُوج عليهم والتّمَرّد عليهم فهو ذَنبٌ كَبير، كالذي فَعلَه مُعاويَة، معاويةُ خَرج على سيّدنا عليّ لهوى في نَفسِه كانَ حَاكمًا على بَرّ الشّام فدخَلَه حُبُّ الدُّنيا وقال في نَفسِه أنا أحتَالُ على عليّ حتى أَبقَى رئيسًا فقَتل مِن المؤمنينَ عِشرينَ ألفًا ظُلمًا، حُبُّ الدُّنيا حُبُّ الرّئاسَة سَاقَه إلى هذا الذّنب العَظيم.
أمّا لُزُوم الجمَاعَة مَعناهُ أن يَثبُتَ الإنسان على ما علَيه جمهُور الأمّة، على العقيدةِ التي عليها جمهُور الأمّة، العقيدة التي كانَ عليها الصّحابة ثم تلَقّاها عنهم التّابعُونَ ثمّ تلَقّاها عن التّابعِينَ أَتباع التّابعِين، الثّباتُ على هذه العَقِيدَة هيَ أهَمّ الأعمال عندَ الله، عقيدةُ أهلِ السُّنّة هيَ اعتقادُ أنّ اللهَ مَوجُودٌ ليسَ حَجمًا كَثِيفًا ولا حَجمًا لطِيفًا ولا يُشبِهُ خَلقَه بشَىءٍ مِنَ الصّفات.