حديث (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ…) الحديث
25 ديسمبر 2021جواب القاضي أبي الوليد ابن رشد عن فائدة الدعاء وقد سبق القدر
28 ديسمبر 2021سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3).
أَخْرَجَ الْبَزَّارُ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَدِمَ كَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ مَكَّةَ فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ أَنْتَ سَيِّدُهُمْ أَلا تَرَى إِلَى هَذَا الْمُنْصَبِرِ الْمُنْبَتِرِ مِنْ قَوْمِهِ يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا وَنَحْنُ أَهْلُ الْحَجِيجِ وَأَهْلُ السِّقَايَةِ وَأَهْلُ السِّدَانَةِ قَالَ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ فَنَزَلَتْ ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾.
قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ رَوَى الْبُخَارِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِى الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّف قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِى أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِيبُهُ أَوْ طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ) شَكَّ هَدَبَةُ بنُ خَالِدٍ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ (هُوَ نَهْرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ ءَانِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ مَنْ جَهِلَ قَدْرَهُ هَتَكَ سِتْرَهُ) فَيَجِبُ الإِيـمَانُ بِالْحَوْضِ وَهُوَ مَكَانٌ أَعَدَّ اللَّهُ فِيهِ شَرَابًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يَشْرَبُونَ مِنْهُ قَبْلَ دُخُولِهَا لَكِنْ بَعْدَ عُبُورِ الصِّرَاطِ فَلا يُصِيبُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ ظَمَأٌ وَإِنَّمَا يَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ تَلَذُّذًا ويُصَبُّ فِى الْحَوْضِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِىُّ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا وَالَّلفْظُ لِلْبُخَارِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَىَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِى فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِى يَقُولُ لا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) وَرَوَاهُ مَاِلكٌ بِزِيادَةِ (فَأَقُولُ فَسُحْقًا فَسُحْقًا فَسُحْقًا) وَرَوَى مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُبْتَسِمًا فَقُلْنَا لِمَا ضَحِكْتَ فَقَالَ (أُنْزِلَتْ عَلَىَّ ءَانِفًا سُورَةً) فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ حَتَّى خَتَمَهَا وَقَالَ (هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ) فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ (هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ فِى الْجَنَّةِ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ءَانِيَتُهُ عَدَدُ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ يُخْتَلَجُوا الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ يَا رَبِّى إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِى فَيُقَالُ لِى إِنَّكَ لا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) وَفِي الْحَدِيثِ فَائِدَةٌ وَهِىَ أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ وَإِنْ قَالُوا بِعَدَالَةِ الصَّحَابَةِ فَمُرَادُهُمْ أَنَّهُمْ عُدُولُ الرِّوَايَةِ لِأَنَّ الْوَاحِدَ مِنْهُمْ لا يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ أَتْقِيَاءُ صَالِحُونَ إِذْ لَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَقَعُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِى فِى ذَنْبٍ وَلا يُعَذَّبُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِى قَبْرِهِ بَلْ جَاءَ فِى الْحَدِيثِ خِلافُ هَذَا فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِىُّ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِى خَادِمٍ لَهُ كَانَ مَوْكُولًا إِلَيْهِ ثَقَلُ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَىْ مَتَاعُهُ فِى بَعْضِ غَزَوَاتِهِ (إِنَّهُ فِى النَّارِ) وَكَانَ قَدْ غَلَّ شَمْلَةً وَهِىَ كِسَاءٌ صَغِيرٌ يُؤْتَزَرُ بِهِ أَخَذَهَا مِنَ الْغَنِيمَةِ ثُمَّ أَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ.
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ فَصَلِّ لِرَبِّكَ أَىْ صَلاةَ الْعِيدِ وَقِيلَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَقِيلَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس وَانْحَرْ أَىِ اذْبَحْ يَوْمَ النَّحْرِ الذَّبَائِحَ وَهِىَ البُدْنُ جَمْعُ بَدَن وَهِىَ الإِبِلُ وَهِىَ خِيَارُ أَمْوَالِ الْعَرَبِ، وَتَصَدَّقْ عَلَى الْمَحَاوِيجِ خِلافًا لِمَنْ يَدُعُّهُمْ وَيَمْنَعُ عَنْهُمُ الْمَاعُونَ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ قَالَ الْبُخَارِىُّ (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ شَانِئَكَ عَدُوَّكَ وَالأَبْتَرُ الْمُنْقَطِعُ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ).
2 Comments
سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ فِى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَهِىَ ثَلاثُ ءَايَاتٍ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3).