قولُ الله تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)
4 نوفمبر 2016معنى البسملة ومتى تشرع ومتى لا تشرع
4 نوفمبر 2016قولُ الله تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
قال الله عزوجل (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (سورة المائدة آية 18).
اعلم أن في هذه الآية تحذيرا من قول الكفار نحن أبناء الله ومن قول كل من نسب لله سبحانه الولد ولو كان مازحا أو غاضبا أو عن غير اعتقاد أو زعم للكلمة معنى آخر أو قال أردت معنى مجازيا فإن هذا الكلام كفر لا تأويل له يكفر من قاله ويكفر من شك في كفر قائله أيضا ولا اعتبار لقول بعض هؤلاء نحن لا نقصد البنوة بمعنى الولادة إنما نقصد العناية والعطف والرحمه.
قال ابن عطية الأندلسي المتوفى سنة 546 في تفسير المحرر الوجيز عند شرحه للآية (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ) (سورة المائدة 18) أن إطلاق نسبة البنوة إلى الله ولو قصد به الحنان كفر قال والبنوة في قولهم هذا بنوة الحنان والرأفة.
وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ما نصه (قال ابن عطية ويقال إن بعضهم يعتقدها بنوة حنوة ورحمة وهذا المعنى أيضا لا يحل أن تطلق البنوة عليه وهو كفر). إنتهى
وقد نقل القرافي المالكي في كتابه الفروق وبهامشه أدرار الشروق على أنواء الفروق ناقلا عن القاضي عياض المالكي الإجماع على تكفير من نسب الأبوة أو البنوة إلى الله تعالى. إنتهى
فإذا علم هذا فليحذر مما في كتاب ابن تيميه المسمى بيان تلبيس الجهميه حيث زعم فيه أن المسيح قال لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله وأنه قال للحواريين بزعم ابن تيميه إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم الخ وزعم ابن تيمية أن هذا في الإنجيل وقد علق عليه المجسم محمد بن عبد الرحمن الخميس فقال أي في الإنجيل الصحيح والعياذ بالله تعالى فإنه بقوله هذا نسب الكذب إلى الله عزوجل فإن الله سبحانه يقول (لم يلد ولم يولد) (سورة الإخلاص الآية 3) وما زعمه ابن تيميه وغيره من الوهابيه أنه في الإنجيل الصحيح معارض لهذه الآية في القرآن الكريم والإنجيل الصحيح كلام الله فيه دعوة إلى توحيد الله العظيم.
فما معنى هذا يامشبهة.!!!!
فبئس التابع وبئس المتبوع ثم إن نسبة الولد للرب سبحانه شتم لله تعالى فقد روى البخاري في صحيحه وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال (كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ما نصه (قوله وأما شتمه إياي إنما سماه شتما لما فيه من التنقيص). إنتهى
فإذا علم هذا فليرجع الى الحق من ارتد فزعم أنه يجوز نسبة البنوة إلى الله بالمعنى المجازي كما قال ذلك أحمد ديدات في مناظرته المسماة هل المسيح ابن الله في اسكندنافيا في تسجيل له بالصوت والصورة من إنتاج المغامسي للإنتاج والتوزيع في المدينة المنورة، وتبعه في هذه الضلالة غيره من أشباه المشايخ.
نسأل الله عزوجل السلامة من الفتن والله تعالى أعلم وأحكم.