ورَدَ في الحديث (مَتى كُنتَ نَبِيّا يَا رَسُولَ الله)؟ قال (كنتُ نَبِيّا وءادَمُ بَينَ الرُّوحِ والجَسَد) وفي لَفظٍ (مَتى كُتِبتَ نَبِيّا) حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
الْمَعنَى أَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يُرَكَّبَ فِي سَيِّدِنَا آدَمَ الرُّوحُ، أَيْ قَبْلَ أَنْ تَتِمَّ خِلْقَتُهُ، أَيْ قَبلَ أَنْ يَتِمَّ تَكوِينُ هَيْكَلِهِ، كَانَ سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ نَبِيًّا، أَيْ كَانَ مُشْتَهِرًا بَيْنَ الْمَلائِكَةِ بِوَصْفِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، الْمَلائِكَةُ كَانُوا يَعرِفُونَ أَنَّهُ سَيَأْتِي نَبِيٌّ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، بِاعتِبَارِ هَذَا الوَصْفِ، كَانَ الرَّسُولُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ، لا بِمَعْنَى أَنَّ سَيِدَنَا مُحَمَّدًا كَانَ مَخْلُوقًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَمَّا رُوحُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خُلِقَ قَبْلَ رُوحِ آدَمَ، أَمَّا هَيْكَلُهُ الْمُؤَلَّفُ مِنْ جَسَدِهِ وَرُوحِهِ، هَذَا بَعْدَ آدَمَ، بَعدَ ارتِفَاعِ الْمَسِيحِ إِلَى السَّمَاءِ بِمَا يَقْرُبُ مِنْ سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ.