الإسراء
4 نوفمبر 2016قولُ الله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِن المُتَّقِيْنَ)
4 نوفمبر 2016قولُ الله تعالى (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ)
قال الله تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (سورة فاطر آية 11).
قولُ الله تعالى (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ)، مَعْنَى الآيَةِ مَن كانَ مُعَمَّرًا ومَن كانَ عُمُرُهُ قَصِيْرًا كُلٌ فِي كِتَابٍ.
لِدُوا للموْتِ وابْنُوا للخَرابِ فكُلُّكُمُ يسِيرُ إلى التّراب، قال اللهُ تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، الدُّنيا لا خيرَ فيها، الدُّنيا ليستْ للبَقاء، الآخرةُ دارُ الجَزاء لذلكَ اِعْمل للآخرةِ فالدُّنيا ملْعونةٌ ملْعونٌ ما فيها إلّا ذِكرَ اللهِ وما والاهُ وعالِمًا ومُتَعَلِّمًا.
عَنْ عَمَّار بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى، وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ شُغْلًا) رَواهُ البيهقيُّ في شعب الإيمان، مَنْ لمْ يتَّعِظْ بالموتِ بِمَ يتَّعِظ؟! الموتُ يعُمُّنا والقبرُ يضُمُّنا وإلى اللهِ مرْجِعُنا.
فهنيئًا لِمَنْ خرجَ مِنْ هذه الدُّنيا واللهُ راضٍ عنه، فكَمْ مِنْ مُعَمَّرٍ قدْ مات، أينَ فرعوْن عاشَ أربعمائة سنة لمْ يُصِبْهُ صُداعٌ في رأسِهِ، أينَ هو الآن؟ ماتَ غرَقًا ثُمَّ أظَهرَهُ اللهُ لِيَعْتَبِرَ مَنْ يَتْبَعُهُ.
وشدَّادُ بنُ عاد عاشَ سبعمائة سنة وقدْ حاولَ خلالَها أنْ يَبْنِيَ بِزَعْمِهِ مدينةً تشبِهُ الجنّة، بناها منَ الذّهبِ، لمّا أرادَ دخولَها ثلاثَمائةِ سنة وهو يَبْنِيها، اللهُ تعالى أهلَكَهُ ومَنْ معهُ.
وقارون كانَ يحْمِلُ مفاتيحَ خزائن مالِهِ على البِغال لكنَّ اللهَ خسفَ الأرضَ بهِ وبِمالِهِ.
فهذا فرعوْن، وهذا شدّاد، وهذا قارون، أينَ هم؟ هؤلاءِ ملوك ملَّكهُمُ اللهُ عمَّروا وماتوا، وكذلكَ ملوكٌ منَ المسلمينَ، أيْ مَنْ ملَكَ في هذه الدُّنيا كذِي القَرْنَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاهُ حكَمَ الأرضَ، عاشَ ألْفَيْ سنة، أينَ هو الآن؟
آدمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيُّ اللهِ عاشَ ألفَ سنة أينَ هو الآن؟ تحتَ التّرابِ.
اللهُ تعالى قالَ في القرآنِ الكريم (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، هذهِ الحياة ابْتِلاءٌ منَ اللهِ امتحانٌ لِيَظْهَرَ للنّاسِ مَنِ الذي يصْبِر على طاعةِ اللهِ ومَنِ الذي لا يُطيعُ اللهُ تبارَكَ وتعالى.
ثبَّتَنا اللهُ على الإيمانِ وأحسَنَ خِتامَنا.