تأمَّل يا عبد الله كيف فهم كبار علماء السَّادة المالكيَّة حديث النزول وفق أصول إمام مذهبهم سيّدنا مالك بن أنس
2 يوليو 2023الرد على خرافة التيمية حول عقيدة علماء الغرب الإسلامي
24 يوليو 2023المذهب الأشعري كان مذهبا معتمدا عند المرابطين ومما يدل على ذلك فتاوى ابن رشد الجد
بين المرابطين والموحدين
كان المرابطون قبل زمن ابن تومرت على عقيدة أهل السنة والجماعة الأشاعرة، ومن أعلام هؤلاء نذكر أبو بكر محمد بن الحسن المرادي القيرواني المتوفى سنة 489 هـجري، وأبو الحجاج الضرير المتوفى سنة 520 هـجري والقاضي عياض اليحصبي صاحب الشفا والمدارك، وأبو طلحة اليابري المتوفى سنة 523 هجري صاحب المختصر في الأصول، وأبو عبد الله محمد بن مسلم المازري شارح الإرشاد لإمام الحرمين المتوفى سنة 530هـجري وغيرهم.
وتعود أقدم المؤلفات العقدية للمرابطين إلى زمن أبي بكر اللمتوني.
ومِن هؤلاء الأعلام مَنْ اتصل بملوك المرابطين ونال الحظوة والرفعة في بلاطهم بـمراكش، منهم أبو الحجاج الضرير السرقسطي المتقِدم ذِكرُه آنفا، بل إن زارع بذرة الدولة المرابطية هو أحد كبار أئمة الأشاعرة بالقيروان، وهو شيخ المالكية في عصره الإمام أبو عمران الفاسي المتوفى سنة 430 هـجري، وهو الذي أرشد الزعيم الصنهاجي يحيى بن إبراهيم الجدالي إلى أحد تلامذته ببلاد السوس، وهو وجاج بن زلو اللمطي الذي انتدب تلميذه عبد الله بن ياسين الجزولي للخروج معهم إلى بلادهم في صحراء صنهاجة.
فالمذهب الأشعري كان مذهبا معتمدا عند المرابطين، وما يدل على ذلك فتاوى ابن رشد الجد عندما سئله يوسف بن تاشفين عن طريقة الأشعري وعلماء المذهب كالباقلاني وابن فورك و الباجي وغيرهم وما قوله في أناس اتهمومهم بالزندقة والكفر فكان جواب ابن رشد واضحاً في أن هؤلاء الأئمة ائمة رشد وهدى وأنهم أنصار الشريعة والمدافعين عنها والذين أبطل شبهات الزائغين والمارقين و الملاحدة وحكم بوجوب تأديب من يرميهم بالفسوق.
والظاهر أن بعض رعاع المرابطين قد تأثروا بعقائد الحشوية فصاروا يرمون الموحدين الأشاعرة بالزندقة والكفر، وروجوا لكثير من الافتراءات حول ابن تومرت، وقد قام ابن القطان المراكشي في نظم الجمان بدفع تلك الأكاذيب والرد عليها، ونقل اجماع الأمة على نفي الاتصال والانفصال والهيئة والشكل والحدود والجهات والتحيز عن الله تعالى.
ابن القطان صاحب نظم الجمان:
ابن القطان المراكشي مؤلف كتاب نظم الجمان ليس هو الحافظ علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الحميري الفاسي، المعروف بأبي الحسن بن القطان المجتهد المتوفى سنة 628 هجري، وصاحب كتاب إِحْكَامُ النَّظَرِ فِي أَحْكَامِ النَّظَرِ بِحَاسَّةِ البَصَرِ ، وكتاب الإقناع في مسائل الإجماع.
والأقرب أنه ابن الحافظ أبي الحسن بن القطان.
وينبغي التنبيه أيضا أن ابن القطان كثيرا ما ينقل أخبارا تالفة عن اليسع وهو رجل له أوهام كما نبه لذلك الحافظ ابن حجر، من ذلك الخبر الذي فيه أن ابن تومرت أمر أن ينادي في الجيش بدعوة الناس كافة، وندب أبا محمد البشير لتمييز الناس، فكان يخرج قوماً عن يمينه ويسميهم أهل الجنة، ويخرج آخرين عن يساره ويسميهم أهل النار، وهم الذين يشك في ولائهم.
رابط ذو علاقة:
رد الافتراءات عن ابن تومرت