الرد على من أحل أكل اللحم المشكوك فيه أي الذي شك فيه هل ذبح على الطريقة الإسلامية أم لا أو شك هل ذبحه من تؤكل ذبيحته أم لا وعلى من قال سموا الله وكلوا
12 نوفمبر 2016حديث (المَدِينَةُ تَنفِي خَبَثها)
12 نوفمبر 2016تفنيد قصة فيها أن أعرابيا قال للرسول (إن حاسبني الله لأحاسبنه)
سؤال:
كثيرا ما نقرأ في المنتديات هذا الحديث المنسوب إلى الرسول الكريم ، فنرجو بيان صحة هذا الحديث من عدمه ، وفيه يقولون : بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً يقول: يا كريم فقال النبي خلفه: يا كريم فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم فقال النبي خلفه : يا كريم فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد , اتهزأ بي لكوني اعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟ قال الاعرابي : لا قال النبي : فما ايمانك به؟ قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فقال النبي: مه يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد. السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام, ويقول لك : قل للاعرابي, لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال : نعم يحاسبك إن شاء فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه, وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه فبكى النبي حتى إبتلت لحيته فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد, السلام يقرئك السلام , ويقول لك : يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة. اهـ
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه ومن والاه ، أما بعد
ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار.
وفيهما أيضا عن المغيرة بن شعبة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن كذبا علي ليس ككذب على غيري ، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
وفيهما أيضا : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
وفي صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار. اهـ
وعن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال : قلت للزبير : ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث عنه أصحابه، فقال : أما والله لقد كان لي منه وجه ومنـزلة ، ولكني سمعته يقول : (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). رواه أبو داود
وبناء على ذلك نقول :
هذه القصة لا أساس لها من الصحة . فالحديث المذكور تظهر فيه علامات الوضع والكذب ، وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ، وسمج الأوصاف ، ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية أنه ليس حديثا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ولم نجده في كتب الحديث.
ولسنا بحاجة إليه فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله تعالى وعظيم عفوه عز وجل، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحًا ثم اهتدى) [ طه:82].
وقال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) [الشورى:25].
وقال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شىء) [ الأعراف : 156].
وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي).
والله أعلم.