مُقَارَنَةٌ عِلْمِيَّةٌ فيهَا بَيَانُ أَنَّ أَدْعِيَاءَ السَّلَفِيَّةِ نُفَاةَ التَّوَسُّلِ انْتِسَابُهُمْ لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ زُورٌ وَبُهْتَانٌ (3)
27 ديسمبر 2019مُقَارَنَةٌ عِلْمِيَّةٌ فيهَا بَيَانُ أَنَّ أَدْعِيَاءَ السَّلَفِيَّةِ نُفَاةَ التَّوَسُّلِ انْتِسَابُهُمْ لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ زُورٌ وَبُهْتَانٌ (5)
30 ديسمبر 2019مُقَارَنَةٌ عِلْمِيَّةٌ فيهَا بَيَانُ أَنَّ أَدْعِيَاءَ السَّلَفِيَّةِ نُفَاةَ التَّوَسُّلِ انْتِسَابُهُمْ لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ زُورٌ وَبُهْتَانٌ (4)
مُقَارَنَةٌ عِلْمِيَّةٌ فيهَا بَيَانُ أَنَّ أَدْعِيَاءَ السَّلَفِيَّةِ نُفَاةَ التَّوَسُّلِ انْتِسَابُهُمْ لِمَذْهَبِ أَحْمَدَ زُورٌ وَبُهْتَانٌ (4)
11- أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لا يُحَرِّمُ شَدَّ الرِّحَالِ إِلى قَبْرِ النَّبِيِّ بَلْ يَعْتَبِرُهُ أَمْرًا مُسْتحَبًّا خِلافًا لِلْمُجَسِّمَةِ أَدْعِيَاءِ السَّلَفِيَّةِ الَّذِينَ يَعْتَبِرُونَهُ مَعْصِيَةً بَلْ وَشِرْكًا إِنْ كَانَ لِلتَّبَرُّكِ اتِّبَاعًا لِشَيْخِهِمُ ابن تَيْمِيَةَ في هَذَا، فَقَدْ أَجْمَعَ فُقَهَاءُ الْحَنَابِلَةِ قَاطبَةً عَلَى أَنَّ مَنْ فرَغَ مِنَ الْحَجِّ اسْتُحِبَّ لَهُ زِيَارَةُ قَبْرِ الْحَبيْبِ عَلَيْهِ أفْضَلُ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيم، أَيْ يَشُدُّ رِحَالَهُ مِنْ مَكَّةَ إِلى الْمَدِيْنةِ وَهِيَ مَسَافةُ قَصْرٍ قَاصِدًا زيَارةَ قبْرِ الْحَبيبِ محمّد.
قَالَ ابْنُ قُدَامةَ في الْمُقْنِعِ (ص 35) (فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَجِّ اسْتُحِبَّ لَهُ زِيَارَةُ قَبْرِ النَّبيِّ وَقَبْرِ صَاحِبَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا). اهـ قَالَ الإمَامُ الْمَرْدَاويُّ مُعَلِّقًا عَلَى هَذِهِ العِبَارَةِ كَمَا في لإنْصَافِ (4 – 53) (هَذَا الْمَذْهَبُ وَعَلَيْهِ الأَصْحَابُ قَاطِبَةً مُتَقَدِّمُهُمْ ومُتَأَخِّرُهُمْ). اهـ
وَقَالَ في الكافي (1 – 499) (وَيُسْتَحَبُّ زِيَارَةُ قَبْرِ النَّبيِ وَصَاحِبَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لِمَا رُوِيَ أَنَّ النَّبيَّ عليه السّلام قَالَ (مَنْ زَارَني أَوْ زَارَ قَبْرِي كُنْتُ لَهُ شَفيْعًا أَوْ شَهيْدًا) رواه أبوداودَ الطَّيالسيُّ). اهـ
بَعْدَ هَذِهِ النُّقُولِ مِنْ مَشَاهِيرِ الْمَذْهَبِ الْحَنْبَلِيِّ مَاذَا يَقُولُ الْمُجَسِّمَةُ أدْعِياءُ السَّلَفِيَّةِ في تَحْرِيْمِهِمْ لِمَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ بِإجْمَاعِ الْحَنَابِلَةِ بَلْ وَبِإجْمَاعِ الْمُسْلِمين.
12- الإِمَامُ أَحْمَدُ لا يَعْتَبِرُ الطَّوافَ بِالقبُورِ شِرْكًا إِنَّمَا يَعْتَبِرَهُ مَعْصِيَةً فَقَطْ، فَقَدْ قَالَ الإمَامُ البُهُوتِيُّ في شَرْحِ الْمُنتَهَى (2 – 581) (وَيَحْرُمُ الطَّوَافُ بها (أيِ الحُجْرةِ النبويّةِ) بل وَبِغَيْرِ البَيْتِ العَتِيقِ اتِّفَاقًا). اهـ أَمَّا الْمُجَسِّمَةُ أَدْعِيَاءُ السَّلَفِيَّةِ فَإِنَّهُمْ يُعْتَبرُونَهُ كُفْرًا مُخْرِجًا مِنَ الْمِلَّةِ.
فَيُقَالُ لِلْمُجَسِّمَةِ أدْعِيَاءِ السَّلَفِيَّةِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كان منزّها لله ويعتقد أنّ الله منزّه عن المكان والجهة والنّزول والصعود الحقيقيّين ونقل عنه صاحب الخصال من الحنابلة تكفير المجسّمة، وكان يَرَى الطَّلاقَ الثّلاثَ بِقَوْلٍ وَاحِدٍ ثَلاثًا، ويُقرُّ بِكِتَابَةِ الْحُرُوزِ وَتَعْلِيقِهَا بَلْ وَكَانَ يَكْتُبُهَا بِنَفْسِهِ، وَيُثْبِتُ الإجْمَاعَ، وَيُجِيزُ التَّوَسُّلَ وَيَحُثُّ عَلَى التَّبَرُّكِ، ويؤَوِّلُ مَا تَشَابَهَ مِنَ الآيَاتِ، ويُنَزِّهُ اللهَ تعالى عَنِ الْجِسْمِ وَصِفَاتِ الْجِسْمِ، أَمَّا أَنتُم يَا أَدْعِيَاءَ السَّلَفِيَّةِ وَيَا مُجَسِّمَةَ الْعَصْرِ تَعْتَبِرُونَ هَذَا كُلَّهُ ضَلالاً، فكيفَ تَنْتَسِبُونَ إِلَيْهِ وأنتُم تُضَلِّلونَ مَنِ اعْتَقَدَ عَقِيدَتَهُ في التَّنْزِيهِ وتُكَفِّرُونَ مَنْ عَمِلَ بِقَوْلِهِ في التَّأوِيلِ وَتَسْتَحِلُّونَ دَمَهُ لِقَوْلِ زَعِيمِكُمْ في كِتَابِهِ فَتْحُ الْمَجيدِ (مَنْ دَخَلَ في دَعْوَتِنَا فَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ في دَعْوَتِنَا فَهَوَ كَافِرٌ حَلالُ الدَّمِ). اهـ فَإِذًا مَا انْتِسَابُكُم لأَحْمَدَ إِلاّ كَانْتِسَابِ النَّصَارَى لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ.
والله أعلم وأحكم…..