سيّدنا الخضر عليه السلام أطولُ الناس عمرًا
30 يوليو 2017أَجْمَعَ الْفُقَهَاءُ الإِسْلامِيُّونَ عَلَى تَكْفِيرِ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الإِسْلامِ
1 أغسطس 2017رد شبهة كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رضي الله تعالى عنه
رد شبهة كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رضي الله تعالى عنه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم وبعد
اعلم أن الامام أبا الحسن الأشعري رحمه الله قد نصر عقيدة أهل السنة والجماعة من السلف والخلف ولخص عقيدة الرسول والصحابة وقام بالرد على أهل البدع كالمعتزلة والجهمية وغيرهم.
ولم ينتقل الامام أبو الحسن الأشعري إلى مرحلة ثالثة وهي عقيدة التشبيه والتجسيم التي ينتهجها المشبهة الوهابية إنما بقي على عقيدة السلف والخلف في نصرة عقيدة الرسول والصحابة وهي تنزيه الله عن الجسم والحد والمكان والجهة كما لا يخفى من كتبه.
وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رضي الله عنه ما نصه (تبيين كذب المفتري (ص/ 150)):
(كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه). اهـ أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي. نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني.
وقال أيضا ما نصه (أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45)):
فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فاصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد، وكذلك الاجتماع والافتراق، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه (لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76) في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله. اهـ
وأما كتاب (الإبانة) وهو من تأليف أبي الحسن الأشعري، فأكثر نسخه سقيمة وكل النسخ التي تنقل منها المجسمة القدماء منهم والمحدثون غير صحيحة لأنها لم تكن مقابلة بيد ثقة على نسخة قابلها ثقة وهكذا إلى أصل المؤلف الذي كتبه بخطه أو كتبه ثقة بإملاء المؤلف فقابله على المؤلف. وقد ذكر في احدى هذه النسخ عبارة يزعمون فيها أن المسلمين يقولون في دعائهم (اللهم يا ساكن السماء) والعياذ بالله وهذا كفر مناقض لعقيدة الامام أبو الحسن الأشعري وعقيدة السلف والرسول والصحابة وهي تنزيه الله عن الحد والمكان. فيجب الحذر من تلك العبارات ومن كل الدسائس التي أدخلت الى كتب العلماء وهي معروفة لذوي العلم والفهم.
وابن عساكر لم يسرد الإبانة كلها وإنما ذكر بعضا ليس فيه ما هو صريح في التجسيم والتشبيه ، بل يوجد في النسخ المطبوعة من الإبانة ما لا يخفى على جميع المسلمين أنه مفترى ولا يُصدّق على المبتدىء من طلاب العلم. وفي هذه النسخ السقيمة مما أدخلته الحشوية من الجمل التي لا يقول بها أدنى مسلم فكيف بالإمام الأشعري ؟!!! ومما يدل على تبرئة الأشعري من ذلك ما نقله عنه الشيخ ابن فورك رحمه الله فقد جمع كلامه في مؤلَّف وفيه من الكلام ما يدل على أن ما في الإبانة من التجسيم هو مفترى على أبي الحسن رحمه الله .
ثم إن الإبانة ليست مؤلف أبي الحسن الوحيد ، وليست ءاخر مؤلفاته على الإطلاق بل مذهب الإمام من الأئمة ما أطبق عليه أصحابه الثقات على نسبته إليه ، ومسألة تنزيه الله عن التحيز في العرش والسماء وغيرهما من الأماكن مما عرف أنه طريق الأشعري بالتواتر على القطع والجزم فلا وجه للمرائي في ذلك .
وبعد فإن ما ذكره علماء أهل الحق من معاصري الإمام الأشعري ومن جاء بعدهم في مدح طريقته وصحة اعتقاده ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة الجماعة وأن ما يدعيه المجسمة والمشبهة ونفاة التوسل بشأنه ما هو إلا محض افتراء يرمون من وراءه إلى نشر عقائدهم الفاسدة وهي التشبيه والتجسيم.
ومن رام مزيد الاطلاع على سيرة إمامنا أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه فنحيله إلى حيث أحال الإمام تاج الدين السبكي في (طبقات الشافعية) المستزيدين من أخبار الأشعري ، ونعني بذلك كتاب (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) للإمام ابن عساكر الدمشقي.
هذا ، وبالله التوفيق.