قصة نبي الله أيوب عليه السلام
قصة نبي الله أيوب عليه السلام
1 فبراير 2023
حديث (إذَا أَوَى الرَّجُلُ إلى فِراشِهِ ابتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فقال المَلَكُ اختِمْ بخَيرٍ، وقال الشّيطَانُ اختِمْ بشَرٍّ...)
حديث (إذَا أَوَى الرَّجُلُ إلى فِراشِهِ ابتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فقال المَلَكُ اختِمْ بخَيرٍ، وقال الشّيطَانُ اختِمْ بشَرٍّ…)
1 فبراير 2023
قصة نبي الله أيوب عليه السلام
قصة نبي الله أيوب عليه السلام
1 فبراير 2023
حديث (إذَا أَوَى الرَّجُلُ إلى فِراشِهِ ابتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فقال المَلَكُ اختِمْ بخَيرٍ، وقال الشّيطَانُ اختِمْ بشَرٍّ...)
حديث (إذَا أَوَى الرَّجُلُ إلى فِراشِهِ ابتَدَرَهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فقال المَلَكُ اختِمْ بخَيرٍ، وقال الشّيطَانُ اختِمْ بشَرٍّ…)
1 فبراير 2023

عصمة الأنبياء من الكذب والجبن وسبق اللسان والجنون والأمراض المنفرة

عصمة الأنبياء من الكذب والجبن وسبق اللسان والجنون والأمراض المنفرة

عصمة الأنبياء من الكذب والجبن وسبق اللسان والجنون والأمراض المنفّرة

حَديثُ (كَذَبَ إبراهيمُ ثَلاثَ كَذَباتٍ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فقَد اعتَرضَ علَيهِ بَعضُ العلَماءِ كالرّازيِّ في تفسيرِه (22/ 185) وأوَّلَه بَعضُهُم على نَحوِ مَا ذكَرْنا:

قالَ في الفَتح (6/ 391) في شرح بابِ قولِ اللهِ تعَالى (واتَّخَذَ اللهُ إبراهيمَ خَلِيلًا) (سورة النساء/125]) وأمّا إطلاقُه الكَذِبَ على الأمُورِ الثّلاثَةِ فلِكَونِه قَال قَولًا يَعتَقِدُه السّامِعُ كذِبًا لكنّه إذَا حَقَّقَ لم يَكُن كَذِبًا لأنّه مِن بابِ الْمَعَارِيضِ المحَتمِلَةِ للأمرَين. اهـ

وقالَ الرّازيُّ في عِصمَةِ الأنبياء (ص/71) فإنْ قُلتَ رُوِيَ عن رسولِ الله صلى الله عليهِ وسلّمَ أنّه قال مَا كَذَبَ إبراهيمُ إلا ثَلاثَ كَذَبَاتٍ قَولُه (إنّه سَقِيمٌ) وقولُه (بل فَعلَهُ كَبِيرُهُم هَذا) وقَولُه لِسَارَة (إنّها أُختي) قلتُ هَذا مِن أَخبَارِ الآحَادِ فَلا يُعَارِضُ الدّليلَ القَطعِيَّ الذي ذَكرنَاه، ثم إنْ صَحّ حُمِلَ على مَا يَكُونُ ظَاهِرُه الكَذِب. اهـ

وَلْيُعْلَمْ أَنَّ كُلَّ الأَنْبِيَاءِ فُصَحَاءُ فَلَيْسَ فِيهِمْ أَرَتُّ وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ فِي لِسَانِهِ عُقْدَةٌ وَحَبْسَةٌ وَيَعْجَلُ فِي كَلامِهِ فَلا يُطَاوِعُهُ لِسَانُهُ، وَلا تَأْتَاءُ (1) وَلا أَلْثَغُ، وَأَمَّا الأَلْثَغُ فَهُوَ الَّذِي يُصَيِّرُ الرَّاءَ غَيْنًا أَوْ لامًا وَالسِّينَ ثَاءً وَأَنَّهُ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ سَبْقُ اللِّسَانِ فِي الشَّرْعِيَّاتِ وَالْعَادِيَّاتِ، لِأَنَّهُ لَوْ جَازَ عَلَيْهِمْ لَارْتَفَعَتِ الثِّقَةُ فِي صِحَّةِ مَا يَقُولُونَهُ وَلَقَالَ قَائِلٌ لَمَّا يَبْلُغُهُ كَلامٌ عَنِ النَّبِيِّ مَا يُدْرِينَا أَنَّهُ يَكُونُ قَالَهُ عَلَى وَجْهِ سَبْقِ اللِّسَانِ، فَلا يَحْصُلُ مِنَ النَّبِيِّ أَنْ يَصْدُرَ مِنْهُ كَلامٌ غَيْرُ الَّذِي أَرَادَ قَوْلَهُ، أَوْ أَنْ يَصْدُرَ مِنْهُ كَلامٌ مَا أَرَادَ قَوْلَهُ بِالْمَرَّةِ كَمَا يَحْصُلُ لِمَنْ يَتَكَلَّمُ وَهُوَ نَائِمٌ، وَأَمَّا النِّسْيَانُ الْجَائِزُ عَلَيْهِمْ فَهُوَ كَالسَّلامِ مِنْ رَكْعَتَيْنِ كَمَا حَصَلَ مَعَ الرَّسُولِ مِمَّا وَرَدَ مِنْ أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ (أَقُصِرَتِ الصَّلاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ نُسِّيتَ، قَالَ (كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ) ثُمَّ سَأَلَ أَصْحَابَهُ أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ (2) فَقَالُوا نَعَمْ، فَقَامَ فَأَتَى بِالرَّكْعَتَيْنِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَمِمَّا يَسْتَحِيلُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ أَيْضًا الْجُنُونُ، وَأَمَّا الإِغْمَاءُ فَيَجُوزُ عَلَيْهِمْ، فَقَدْ كَانَ يُغْمَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ شِدَّةِ الأَلَمِ فِي مَرَضِ وَفَاتِهِ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَيُفِيقُ. وَمِمَّا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ تَأْثِيرُ السِّحْرِ فِي عُقُولِهِمْ فَلا يَجُوزُ أَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ الرَّسُولَ أَثَّرَ السِّحْرُ فِي عَقْلِهِ وَإِنْ كَانَ قَالَهُ مَنْ قَالَهُ، وَأَمَّا تَأْثِيرُ السِّحْرِ عَلَى جَسَدِ النَّبِيِّ فَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّهُ جَائِزٌ فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ يَهُودِيًّا عَمِلَ السِّحْرَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَتَأَلَّمَ الرَّسُولُ مِنْ أَثَرِ ذَلِكَ.
وَكَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ الْجُبْنُ أَمَّا الْخَوْفُ الطَّبِيعِيُّ فَلا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ، الْخَوْفُ الطَّبِيعِيُّ مَوْجُودٌ فِيهِمْ وَذَلِكَ مِثْلُ النُّفُورِ مِنَ الْحَيَّةِ فَإِنَّ طَبِيعَةَ الإِنْسَانِ تَقْتَضِي الْهَرَبَ مِنَ الْحَيَّةِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِثْلُ التَّخَوُّفِ مِنْ تَكَالُبِ الْكُفَّارِ عَلَيْهِ حَتَّى يَقْتُلُوهُ فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ لا يُقَالُ عَنِ النَّبِيِّ هَرَبَ على وجْهٍ يُشْعِرُ بِالْجُبْنِ أَمَّا إِذَا قِيلَ هَاجَرَ فِرَارًا مِنَ الْكُفَّارِ أَيْ مِنْ أَذَى الْكُفَّارِ فَلا يُشْعِرُ بِالْجُبْنِ بَلْ ذَلِكَ جَائِزٌ مَا فِيهِ نَقْصٌ.

وَكَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَرَضٍ مُنَفِّرٍ، فَمَنْ نَسَبَ إِلَيْهِمُ الْكَذِبَ أَوِ الْخِيَانَةَ أَوِ الرَّذَالَةَ أَوِ السَّفَاهَةَ أَوِ الْجُبْنَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ وَإِنَّ نَبِيَّكُمْ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا وَأَحْسَنُهُمْ صَوْتًا) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، معناه الأنبياءُ كُلُّ فَردٍ مِنهُم مِن آدمَ إلى محمَّدٍ كلُّهُم كانوا حِسَانَ الوُجُوه حِسَانَ الصّوت ما فيهم إنسانٌ دَمِيمُ الوَجه ما فيهم إنسانٌ قبِيحُ الصّوت.
فَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ كَانُوا ذَوِي حُسْنٍ وَجَمَالٍ فَلا يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الْمَرَضُ الَّذِي يُنَفِّرُ النَّاسَ مِنْهُمْ، اللَّهُ تَعَالَى لا يُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الأَمْرَاضَ، أَمَّا الْمَرَضُ الْمُؤْلِمُ الشَّدِيدُ حَتَّى لَوْ كَانَ يَحْصُلُ مِنْهُ الإِغْمَاءُ أَيِ الْغَشْيُ يَجُوزُ عَلَيْهِمْ، وَأَمَّا الأَمْرَاضُ الْمُنَفِّرَةُ فَلا تَجُوزُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ، هَذَا أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي ابْتَلاهُ اللَّهُ بَلاءً شَدِيدًا اسْتَمَرَّ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَامًا وَفَقَدَ مَالَهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ عَافَاهُ اللَّهُ وَأَغْنَاهُ وَرَزَقَهُ الْكَثِيرَ مِنَ الأَوْلادِ، بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّالِ يَفْتَرُونَ عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ إِنَّ الدُّودَ أَكَلَ جِسْمَهُ فَكَانَ الدُّودُ يَتَسَاقَطُ ثُمَّ يَأْخُذُ الدُّودَةَ وَيُعِيدُهَا إِلَى مَكَانِهَا مِنْ جِسْمِهِ وَيَقُولُ يَا مَخْلُوقَةَ رَبِّي كُلِي مِنْ رِزْقِكِ الَّذِي رَزَقَكِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ هَذَا ضَلالٌ مُبِينٌ.
وَأَمَّا نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي تَأَثَّرَ لِسَانُهُ بِالْجَمْرَةِ الَّتِي تَنَاوَلَهَا وَوَضَعَهَا فِي فَمِهِ حِينَ كَانَ طِفْلًا أَمَامَ فِرْعَوْنَ لِحِكْمَةٍ، مَا تَرَكَتْ تِلْكَ الْجَمْرَةُ فِي لِسَانِهِ أَنْ يَكُونَ كَلامُهُ غَيْرَ مُفْهِمٍ لِلنَّاسِ إِنَّمَا كَانَتْ عُقْدَةً خَفِيفَةً بَلْ كَانَ كَلامُهُ مُفْهِمًا لا يُبْدِلُ حَرْفًا بِحَرْفٍ بَلْ يَتَكَلَّمُ عَلَى الصَّوَابِ لَكِنْ كَانَ فِيهِ عُقْدَةٌ خَفِيفَةٌ أَيْ بُطْءٌ مِنْ أَثَرِ تِلْكَ الْجَمْرَةِ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ قَالَ (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّنْ لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) (سُورَةَ طَه) فَأَذْهَبَهَا اللَّهُ عَنْهُ.

(1) يتَرَدَّدُ في التّاءِ إذَا تَكَلَّمَ.
(2) وَهُوَ السَّائِلُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *