قول مُفْتِي الْـمَالِكِيَّةِ فِي الْـمَدِينَةِ الْـمُنَوَّرَةِ الإِمَامُ مُحَمَّد الْخِضْر الْجَكْنِي الْشَّنْقِيطِي (وَلَـمْ تَزَلْ الْـمُسْلِمُونَ مِنْ لَدُنْ عَصْرِ الْصَّحَابَةِ إِلَى الآنَ يَتَبَرَّكُونَ بِآثَارِ الْصَّالِحِينَ لَـمْ يُخَالِف فِي ذَلِكَ إِلاَّ الْخَوَارِج دَمَّرَهُم اللهُ)
28 يوليو 2023حديث (قُولُوا اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَظِيمِ)
2 أغسطس 2023الرّد عَلَى هرطقات التَّيميَّة أدعياء السَّلفيَّة والوَهَّابيَّة فِي قَوْلِهِم لم يكن النَّووي على عقيدة الأشاعرة بل تأثَّر بهم فقط
سؤال:
لم يكن النَّووي على عقيدة الأشاعرة بل (تأثَّر!!!) بهم فقط؟ هذا حاصل هرطقات التَّيميَّة أدعياء السَّلفيَّة والوَهَّابيَّة على غرار الوَهَّابي بكر أبو زيد والرَّاجحي وابن عثيمين ومَن نحا نحوَهم ونسج على منوالهم!!!…
والجواب كما يلي:
أوَّلا: يقال لهؤلاء ماذا تعنون بقولكم (تأثَّر)؟!
(1) فإن كان المقصود أنَّ الإمام النَّووي تأثَّر بعقيدة أهل السُّنَّة السَّادة الأشاعرة بعد اجتهادٍ وبحثٍ وتقصٍّ واستفراغ للجُهد في طلب الحقِّ فهذا هو ثمرة الاجتهاد، ولا عجب في هذا فإنَّ مثل هذا الإمام الهُمام لا يجوز في حقِّه التَّقليد في الأصول كما تقرَّر.
فهي إذن عقيدته التي أقرَّها لنفسه مِن بين كلِّ العقايد الأخرى، فلم تقنعه عقيدة الجلوس والاستقرار والقعود البَربهاريَّة، ولا عقيدة الشَّاب الأمرَد الوَثنيَّة، ولا عقيدة الجِهة والمكان والنُّزول والصُّعود والأعضاء والأدوات والحدود والأركان والجوانب اليَهوديَّة، ولا عقيدة قِدَم العالَم بالنَّوع وقِيام الحوادث بالذَّات العَليَّة التَّيميَّة الفلسفيَّة، بل استقرَّ بحثه على عقيدة التَّنزيه الأشعريَّة بالذَّات لا غير، فلا شكَّ أنَّه أراد أن يلقى الله بها فمات عليها.
إذن قولكم (تأثَّر…الخ) كلام فارغ لا يصدر إلَّا مِن جَحود كَنود يحاول إخفاء فِيلٍ وراء خيط من بيت العنكبوت!!!.
(2) وإن قصدتم أنَّ الإمامَ تأثَّر بالبيئة الأشعريَّة السَّائدة بمعنى أنَّه قلَّد تَقليداً أعمى!!!.
فهذا الكلام بالإضافة إلى أنَّه مجرَّد تخرُّص ودعوى عارية من أيِّ دليل فهو عند التَّحقيق لا يصدر إلا من معتوه لا يعي ما يخرج من رأسه! لأنَّ ترجمة هذا الهراء ليس لها من معنى إلَّا أن إمامًا كالنَّووي أجمع كبار أيمَّة الإسلام على أنَّه من كبار مُحقِّقي المَذهب الشَّافعي بل وغيره هو عندكم ليس إلَّا مُجرَّد (إمَّعَة!!!)، لا يملك مقاليد عقله لِيَميزَ الخبيث مِن الطَّيِّب!!! وأين؟!!! في الأصول التي لا يجوز فيها التَّقليد!!!، يعني قِيدَ فانقادَ!!! هذا مآل تقريركم لو تعلمون، ثمَّ بالمقابل نراكم عن بكرة أبيكم مجرَّد عالة على تحقيقات الرَّجل وتواليفه، وأنتم مقرُّون بذلك!!!، فما هذا التَّناقض؟!!! أم تراه الهوى غلَّاب!!! أم هي عقليَّة عَلِّمني وأنا سيدك!!!.
ثانيًا: قال الإمام النَّووي في ترجمة عُبيد الله العنبري (ومِن غرائبه أنَّهُ يُجَوِّزُ التَّقليدَ في العَقائِدِ والعَقليَّاتِ، وخالَفَ في ذلك العُلماءَ كافَّةً) تهذيب الأسماء واللغات (311/1) رقم (377)، ط. دار الكتب العلمية.
فهذا التَّقرير من الإمام نفسه، ينسف دعواكم الشَّاذة نسفًا في حقِّه، فيذرها قاعاً صفصفاً.
ثالثًا: أنَّنا نقلب عليكم هذا الهراء هكذا:
ابن تيميَّة تأثَّر بمجسِّمة حرَّان!!!، وبالبربهاريَّة في عقيدة قعود الرَّب على العرش!!!، وأخذ من الكرَّاميَّة بدعة قيام الحوادث بالذَّات العليَّة!!!، ومزجها ببدعة الفلاسفة في قِدم العالَم، وأنتجَ لكم خرافته المعروفة في قِدم العالَم بالنَّوع وحدوث أفراده!!!..الخ العقايد الوَثنيَّة التي نصرها واستلَّ أصولها من شتَّى المذاهب الضَّالة، وعدَّل فيها وألبَسها كذبا وزورا لباس السَّلفية!!!، ومع كلِّ ذلك فأنتم أتبع له فيها مِن ظِلِّه!!!.
رابعًا: أوَليس مذهبكم قائم على تكفير وتبديع وتجهيم و..الخ كل مَن ينفي عن ربِّكم الجِهة الحِسِّيَّة ومعاني الجِسميَّة كالبَينونة بالحَيِّز أي على معنى المسافة..الخ كائنا مَن كان معتقد ذلك؟! فها هو الإمام النَّووي مقرِّر لكلِّ ذلك وأكثر، بل وقد حكمَ بإكفار كلّ مَن يعتقد الاتِّصال [المُماسَّة] أو الانفصال [بالمسافة] في حقِّ ربِّه، وهو الأصل في عقايدكم أنتم بالذَّات، فلماذا قفَّ الحِمار عند هذه العَتبة؟!!! أم أنَّ سندكم في العلم مقطوع مبتور ولا غنى لكم عن تواليف الرَّجل ولا تواليف غيره من أيمَّة الأشاعرة كالحافظ ابن حجر؟!!! أم أنَّكم تتظاهرون فقط بنوع من الدِّبلوماسيَّة! أو بالأحرى قل التَّقيَّة! خشية أن ينفضح أمركم بإكفار أو تبديع إمام أجمع أهل السُّنَّة على ولايته وقَدره وعِلمه فينفضح شذوذكم للقاصي والدَّاني، المُعتقد والمُنتقد؟!!!.
والله الموفِّق.