الرد على من حرم قيام رمضان بأكثر من إحدى عشر ركعة
الرد على من حرم قيام رمضان بأكثر من إحدى عشر ركعة
8 نوفمبر 2016
أُبَيُّ بنُ كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْدٍ الأَنْصَاريُّ
أُبَيُّ بنُ كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْدٍ الأَنْصَاريُّ
9 نوفمبر 2016
الرد على من حرم قيام رمضان بأكثر من إحدى عشر ركعة
الرد على من حرم قيام رمضان بأكثر من إحدى عشر ركعة
8 نوفمبر 2016
أُبَيُّ بنُ كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْدٍ الأَنْصَاريُّ
أُبَيُّ بنُ كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْدٍ الأَنْصَاريُّ
9 نوفمبر 2016

التحذير من قول الله في كلّ مكان

التحذير من قول الله في كلّ مكان

التحذير من قول الله في كلّ مكان

اعلم أن المسلمين اتفقوا على أن الله تعالى لا يحلُّ في مكان ولا يحويه مكان ولا يسكن السماء ولا يسكن العرش لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان ويستحيل على الله التغيّر من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودًا في الأزل بلا مكان، وبعد أن خلق المكان لا يزال موجودًا بلا مكان، الله تعالى غني عن العالمين أي مستغن عن كل ماسواه أزلًا وأبدًا فلا يحتاج إلى مكان يقوم به أو شئ يحل به أو إلى جهة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان الله ولم يكن شئ غيره) رواه البخاري والحاكم وابن الجارود.

أتى أناسٌ من أهل اليمنِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين فأنبئنا عن بَدء هذا الأمر ما كان، فقال (كان اللهُ ولم يكن شىء غيرُه، وكان عرشُهُ على الماء وكتب في الذكر كلَّ شىء، ثم خلقَ السموات والأرض) معناه الله تعالى كان في الأزل أي فيما لا ابتداء له وحده ولم يكن مكان ولا ظلام ولا نور ولا عرش ولا كرسي ولا فراغ كان موجودا في الأزل بلا مكان ولا جهة ولم يكن العالم كله فلا يقال إنه كان في داخل العالم ولا في خارجه ولا يقال كان متصلا بالعالم ولا منفصلا عنه والله لا يتغير بعد أن خلق العالم ما زال موجودا بلا جهة ولامكان.

وقد قال الإمام أبو منصور البغدادي (توفّي 429 هـ) في الفرق بين الفرق صفحة 333 (وأجمعوا (أهل السنة) على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان).
وقال الإمام علي رضي الله عنه (كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان) أي بلا مكان، وقال (إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته) فكما صح وجود الله تعالى بلا مكان وجهة قبل الأماكن والجهات فكذلك يصح وجوده بعد خلق الأماكن بلا جهة ولا مكان وهذا لا يكون نفيًا لوجوده تعالى، وحكم من يقول إن الله تعالى في كل مكان أو في جميع الأماكن أنه ارتد عن الإسلام إذا كان يفهم من هذه العبارة أن الله تعالى بذاته منبث أو حال في الأماكن أما إذا كان يفهم من هذه العبارة أنه تعالى مسيطر على كل شئ وعالم بكل شئ فلا يحكم عليه بالردة، لكن يجب النهي عنهما في كل حال.

وفي طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي سئل عبد العزيز بن عبد الله الماجشون (توفّي 164 هـ) عما جحدت الجهمية فقال (وإنما أمروا بالنظر والتفكر فيما خلق بالتقدير وإنما يقال كيف لمن لم يكن مرة ثم كان، فأما الذي لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل فإنه لا يعلم كيف (1) هو إلا هو…..) إلى آخر كلامه رحمه الله.
وقال القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي أحد أكابر المالكية وهو من أصحاب الوجوه المتوفى سنة 422 هجرية في شرحه على عقيدة مالك الصغير ص 28 ما نصه (ولا يجوز أن يثبت له كيفية لأن الشرع لم يرد بذلك ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشْيء ولا سألته الصحابة عنه ولأن ذلك إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن وذلك يؤول إلى التجسيم وإلى قدم الأجسام وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام). انتهى
وقال المفتي المالكي العلامة الفقيه أحمد بن محمد بن عبد الله المُكنِي الطرابلسي (2) (ت 1101 ھ) مفتي طرابلس الغرب ليبيا ووالده وجده كذلك، في مقدمة كتابه وهو مخطوط شُكر المنّه في نصر السُّنّة ذَكر عقيدة أهل السنة وبدأها بقوله عقيدة أهل السنة على سبيل الاختصار من كلام العلماء الأخيار، قال فيها في تنزيه الله تعالى ما نصه (لا يحُده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرض ولا السماوات، وقال أيضًا تعالى أن يحويه مكان، وتقدس أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق المكان والزمان) وبعد أن سرد هذه العقيدة قال ما نصه (فمن اعتقد جميع هذا كان من أهل الحق والسُنة وخالف أهل الضلال والبدعة).
وقال قاضي الصحراء أبو بكر (3) محمد بن الحسن المُرادي الحضرمي القيرواني ثم الموريتاني (ت 489 ھ) في عقيدته ما نصه (اعلم أنه لا يُسأل (عنه) سبحانه بكيف (لأنه لا مثل له) ولا بما (لأنه لا جنس له) ولا بمتى (لأنه لا زمان له) ولا بأين (لأنه لا مكان له).
وقال الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي (4) المالكي البجائي الجزائري (المتوفى سنة 768 هـ) في مقدمته (المقدمة الوغليسية) قال في تنزيه الله تعالى ما نصه (ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، منزه عن التركيبات والتحديدات والتقديرات وعن صفات المتحيزات ولواحق المحدثات، وهو خالق الموجودات وما يجري عليها من التبديلات والتغييرات، واحد لا شريك له (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
وقد قال الإمام السبكي في طبقات الشافعية (وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة، كان ولا مكان، كوَّن المكان، ودبَّرَ الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، هذا مذهب أهل السنة، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم). اهـ
وما يقوله الحافظ البيهقي رحمه الله (وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى (ليس كمثله شىء) وقال (ولم يكن له كفواً أحد) وقال (هل تعلم له سمياً). انتهى من كتابه الإعتقاد والهداية.
(1) قَدْ تُطْلَقُ الْكَيْفِيَّةُ بِمَعْنَى الْحَقِيقَةِ كَمَا فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ:
كَيْفِيَّةُ الْمَرْءِ لَيْسَ الْمَرْءُ يُدْرِكُهَا *** فَكَيْفَ كَيْفِيَّةُ الْجَبَّارِ فِي الْقِدَمِ
وَمُرَادُ هَذَا الْقَائِلِ الْحَقِيقَةُ وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ الزَّرْكَشِيُّ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمَا، وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا كَانَ لا يُحِيطُ عِلْمًا بِكُلِّ مَا فِيهِ وَكَذَا حَقِيقَتُهُ لا يُحِيطُ بِهَا عِلْمًا، فَكَيْفَ يُحِيطُ عِلْمًا بِحَقِيقَةِ الْجَبَّارِ الأَزَلِيِّ الَّذِي لا يُشْبِهُ الْعَالَمَ؟ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لا يُحِيطُ عِلْمًا بِاللَّهِ لِأَنَّهُ لا يَعْرِفُ اللَّهَ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِلَّا اللَّهُ.
(2) المكنى أحْمَد بن مُحَمَّد الطرابلسي المغربي الْمُفْتى المالكى الزَّاهِد يعرف بالمكنى ولد سنة 1042 وَتوفى فِي حُدُود سنة 1100 مائَة وألف صنف شكر المنة فِي نصر السّنة.
(3) في القرن الخامس الهجري ولد القاضي المُرادي في القيروان وتلقى تعليمه الأولي فيها ثم دخل بلاد الأندلس وانتقل في زمن دولة المرابطين إلى آزوكي في صحراء موريتانيا حيث تولى القضاء وعُرف بقاضي الصحراء كان رجلا نبيها عالما وإماما في أصول الدين وكانت وفاته في هذه المدينة سنة 489 ھ، وقبره فيها يزار إلى الآن.
(4) اعتنى أهل العلم بكتاب المقدمة الوغليسية فتجلى ذلك في ما سجَّلته كتب التراجم والفهارس من شروح عليها حيث تهافت العلماء لشرحها مما ساعد على شهرتها وانتشارها وكانت وفاة الشيخ أبي زيد الوغليسي في سنة 786 هـ وقد تم دفنه في بجاية في الجزائر ومن تلاميذه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي صاحب الجواهر الحسان في تفسير القرآن رحمهما الله ونفعنا ببركاتهم ءامين.
أماتنا الله على عقيدة الأنبياء وحشرنا معهم وجمعنا مع سيّد الأوّلين والآخرين في جنّات النّعيم.

1 Comment

  1. يقول AdminMK:

    قال القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي أحد أكابر المالكية وهو من أصحاب الوجوه المتوفى سنة 422 هجرية في شرحه على عقيدة مالك الصغير ص 28 ما نصه (ولا يجوز أن يثبت له كيفية لأن الشرع لم يرد بذلك ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشْيء ولا سألته الصحابة عنه ولأن ذلك إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن وذلك يؤول إلى التجسيم وإلى قدم الأجسام وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام). انتهى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *