أَبُو مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْوَاعِظ الْمُذكر الزَّاهِد الْقرشِي التّونسِيّ
30 أكتوبر 2022عالم إفريقية وحافظ مذهب مالك أبو العباس عبد الله بن أحمد المعروف بالإبياني
31 أكتوبر 2022اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ لأَبِي مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْوَاعِظ الزَّاهِد الْقرشِي التّونسِيّ
اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ لأَبِي مُحَمَّد الْمرْجَانِي
بسم الله الرحمن الرحيم
اعْلَمُوا وَفَّقَنَا الـلَّهُ وَإِيَّاكُمْ لِتَوْحِيدِهِ وَأَعَانَنَا عَلَى لُزُومِ تَـمْجِيدِهِ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ بَالِغٍ عَاقِلٍ أَنْ يَعْلَمَ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا الـلَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَنَّهُ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ قَدِيمٌ لَا أَوَّلَ لَهُ دَائِمٌ لَا آخِرَ لَهُ لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ، وَلَا نَظِيرٌ، وَلَا مُعِينٌ، وَلَا وَزِيرٌ، وَلَا تُـمَاثِلُهُ الـمَوْجُودَاتُ، وَلَا يُمَاثِلُهَا، وَلَا تَـحْوِيهِ الأَزْمَانُ، وَلَا الجِهَاتُ، وَلَا يَحُلُّ فِيهَا وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مَكَانٍ، وَلَا يَفْتَقِرُ إِلَى زَمَانٍ هُوَ الـلَّهُ سُبْحَانَهُ الآنَ مِنَ التَّنْزِيهِ وَالتَّمْجِيدِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّعْظِيمِ عَلَى مَا كَانَ مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِهِ الأَزَلِيَّةِ، وَنُعُوتِهِ الجَلِيلَةِ الأَبَدِيَّةِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ حَيٌّ عَالِـمٌ بِجَمِيعِ الـمَعْلُومَاتِ، قَادِرٌ عَلَى جَمِيعِ الـمُمْكِنَاتِ، مُرِيدٌ لِـجَمِيعِ الكَائِنَاتِ، سَمِيعٌ لِـجَمِيعِ الـمَسْمُوعَاتِ مُبْصِرٌ لِـجَمِيعِ الـمَرْئِيَّاتِ مُدْرِكٌ لِـجَمِيعِ الـمُدْرَكَاتِ مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ أَزَلِيٍّ، لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلَا أَصْوَاتٍ، لَا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إِلَّا بِإِرَادَتِهِ وَلَا يَكُونُ مَوْجُودٌ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، فَلَا يَقَعُ فِي مُلْكِهِ إِلَّا مَا أَرَادَ، وَلَا يَجْرِي فِي خَلْقِهِ إِلَّا مَا قَدَّرَ، لَا يَشُذُّ عَنْ قُدْرَتِهِ مَقْدُورٌ وَلَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ خَفِيَّاتُ الأُمُورِ، لَا تُحْصَى مَقْدُورَاتُهُ، وَلَا تَتَنَاهَى مَعْلُومَاتُهُ وَلَا مُرَادَاتُهُ، أَنْشَأَ الـمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا، وَخَلَقَ أَفْعَالَـهَا بِأَسْرِهَا، وَقَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ وَآجَالَـهُمْ بِجُمْلَتِهَا، فَلَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ وَلَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا، وَهِيَ جَارِيَةٌ عَلَى مَا رَتَّبَهَا وَقَدَّرَهَا فِي سَابِقِ عِلْمِهِ وَوَفْقَ إِرَادَتِهِ، مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِ الخَلْقِ، مُبَرَّأٌ عَنْ سِمَاتِ الحُدُوثِ وَالنَّقْصِ، فَلَا تُشْبِهُ صِفَاتُهُ العَلِيَّةُ صِفَاتِهِمْ، كَمَا لَا تُشْبِهُ ذَاتُهُ القُدُسِيَّةُ ذَوَاتِهِمْ، فَلَا يَتَجَدَّدُ عَلَيْهِ عِلْمُ مَعْلُومٍ، وَلَا تَحْدُثُ لَهُ إِرَادَةٌ لَـمْ تَكُنْ، وَلَا يَعْتَرِيهِ عَجْزٌ وَلَا قُصُورٌ، وَلَا يَلْحَقُهُ سَهْوٌ وَلَا فُتُورٌ، وَلَا يَغْفُلُ سُبْحَانَهُ عَنْ أَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ، وَلَا يَفْعَلُ بِآلَةٍ، وَلَا يَسْتَعِينُ بِجَارِحَةٍ، وَلَا يَسْمَعُ بِأُذُنٍ، وَلَا يُبْصِرُ بِحَدَقَةٍ وَجَفْنٍ، وَلَا يَبْطِشُ بِيَدٍ، وَلَا يُوصَفُ بِلَوْنٍ، وَلَا يَعْلَمُ بِقَلْبٍ، وَلَا يُدَبِّرُ بِفِكْرٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ، وَلَا هُوَ عَرَضٌ وَلَا جَوْهَرٌ وَلَا جُثْمَانٌ، سُبْحَانَهُ العَظِيمُ الشَّأْنِ، فَلَهُ الصِّفَاتُ العُلَى وَالأَسْمَاءُ الحُسْنَى، أَرْسَلَ الرُّسُلَ بِالبَيِّنَاتِ وَأَيَّدَهُمْ وَقَوَّاهُمْ بِالـمُعْجِزَاتِ وَجَعَلَ آخِرَهُمْ وَخَاتِـمَهُمْ خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ الـلَّهِ بَنُ عَبْدِ الـمُطَّلِبِ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ العَرَبِيُّ القُرَشِيُّ الـمَكِّيُّ الـمَدَنِيُّ، صَلَّى الـلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ، أَرْسَلَهُ بَشِيراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى الـلَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً، إِلَى جَمِيعِ الخَلْقِ كَافَّةً، أَسْوَدِهِمْ وَأَحْمَرِهِمْ، عَرَبِيِّهِمْ وَعَجْمِيِّهِمْ، إِنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى صَلَّى الـلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَمَانَةَ وَنَصَبَ الأَدِلَّةَ عَلَى صِدْقِهِ وَالبَرَاهِينَ السَّاطِعَةَ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ، فَكُلُّ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنِ الـلَّهِ حَقٌّ، وَجِمِيعُ مَا قَالَهُ فَهُوَ لَا مَحَالَةَ صِدْقٌ فَمِمَّا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى الـلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الـمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الآخِرَةِ بِأَبْصَارِهِمْ وَأَنَّهُ يَبْعَثُهُمْ وَجَمِيعَ الخَلْقِ بَعْدَ الـمَوْتِ، وَيَحْشُرُهُمْ لِلْحِسَابِ وَالثَّوَابِ أَوِ العِقَابِ وَأَنَّ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَالحَوْضَ وَالـمِيزَانَ وَالصِّرَاطَ وَالشَّفَاعَةَ وَسُؤَالَ الـمَلَكَيْنِ الـمُلَقَّبَيْنِ بِـمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ الـمَيِّتَ فِي قَبْرِهِ عَنْ مَعْبُودِهِ وَنَبِيِّهِ وَذِمَّتِهِ كُلَّ هَذَا حَقٌّ صَحِيحٌ ثَابِتٌ، جَاءَتْ بِهِ الآثَارُ وَالصَّحِيحُ مِنَ الأَخْبَارِ، كُلُّ هَذَا حَقٌّ صَحِيحٌ ثَابِتٌ هَذَا اعْتِقَادُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَعُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَالحَمْدُ لِـلَّهِ رَبِّ العَالَـمِينَ.
قال في سلم الوصول إلى طبقات الفحول (الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد المَرْجَاني القُرشي البَكْرِي الواعظ المتوفى بتونس سنة تسع وتسعين وستمائة كان من أجلاء مشايخ المغرب وله المصنَّفات الغريبة في علم الحروف والأسماء منها كتاب بهجة الآفاق في علم الأوفاق).