قصّة إسلام نحو أربعين ألفًا من المغول
8 سبتمبر 2018الرَّدُّ العِلمي عَلَى ضَلَالَاتِ محمد راتب النابلسي-8
9 سبتمبر 2018الملائكة الذين حول العرش أكثر من الملائكة الذين في السموات والجنة وفي جهنم وفي الأرض
الملائكة الذين حول العرش أكثر من الملائكة الذين في السموات والجنة وفي جهنم وفي الأرض، أولئك الملائكة أكثر، والذين يحملونه أربعة في الدنيا، والعرش شىء مربع له قوائم مثل السرير، له قوائم، هذه القائمة على كتف ملك وهذه على كتف ملك، ثم الله تبارك وتعالى هو خلق هذا العرش ما كان العرش موجودًا في الأزل ثم خلق هؤلاء الملائكة، فأمرهم بأن يحملوه إظهارًا لقدرته ليس لأنه قريب من العرش بذاته قربًا يجعله بعيدًا من الأرض السفلى، الأرض السفلى والعرش بالنسبة لذات الله على حد سواء، لا يجوز اعتقاد أن الله قريب من العرش وبعيد من الأرض السابعة، ولا يجوز أن يقال قريب من شىء بذاته بعيد من شىء ولا يقال بعيد من شىء بذاته.
الله ليس متحيزًا في جهة ولا مكان، خلقه هذا متحيز في جهة فوق وهذا متحيز في جهة السُفل وهذا متحيز في بقية الجهات فهو ليس متحيزًا لذلك قال اهل الاسلام الإمام أحمد بن حنبل وذو النون المصري (مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك) معناه إن تخيل لك ان الله فوق في جهة العرش فوق بمسافة قريبة أو بعيدة في الفراغ فالله ليس كذلك وإن تصورت ببالك أنه في الجنة فليس كذلك وإن تصورت انه في الارض فليس كذلك وإن تصورته حجمًا صغيرًا يأخذ من الفراغ مقدارًا قليلاً فهو ليس كذلك وان تصورته جسمًا بقدر العرش مربعًا لأن العرش مربع له أربع قوائم فليس الله كذلك لا يمكن تصوير الله بالقلب إنما يُؤمَن ويُعتقد انه موجود من غير أن يكون له حيز من غير أن يكون له مقدار لأن المقدار للمخلوق، قال الله تعالى (وكل شىء عنده بمقدار) معناه الله خلق كل شىء بمقدار مخصوص، الذرّة لها حجم مقدار والإنسان له حجم أكبر من حجم الذرة والجبل والشجر أكبر من ذلك والسموات والكرسي والعرش أكبر من هذا كله، الله تبارك تعالى ليس جِرْمًا كبيرا ولا جرما صغيرا ولا متوسطًا إنما معنى الله أكبر أنه أقوى من كل شىء وأكبر من كل شىء قدرا وأعلم من كل عالم، فالله لا يتغير ولا يتطور، لا يتحول من حال إلى حال هو لم يزدد قدرة ولا علمًا ولا مشيئة بل هو ذاته ليس لوجوده ابتداء وصفاته قدرته وعلمه وسمعه وكلامه لا يزداد ولا ينقص.
كل شىء يتحول من الزيادة إلى النقصان أو من النقصان إلى الزيادة فهو مخلوق لا يجوز اعتقاده في الله بل يجب تنزيه الله عن ذلك، وما ورد في القرءان والحديث مما يوهم خلاف هذه الآية (ليس كمثله شىء) فليس على ظاهره فآية (الرحمن على العرش استوى) لو فُسرت على ظاهرها فهذا غير مرادٍ لله، الله تعالى ما أراد هذا المعنى إنما أراد معنى ليس فيه مشابهة لخلقه وهكذا (ءأمنتم من في السماء) ليس معناه أن الله متحيز في السماء بل معنى في السماء الملائكة، الملائكة لو أمرهم الله أن يخسفوا بمشركي مكة الذين ءاذوا رسول الله لخسفوا بهم الأرض قال الله تعالى (ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) معناه لو أمرتهم بأن يخسفوا بكم لو أمرت أهل السماء الملائكة بأن يخسفوا بكم الأرض لخسفوا بكم كذلك الآية التي بعدها قوله تعالى (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبًا) أي الريحَ الشديدة لو سلطتُ عليكم الملائكة بأمري بالريح الشديدة من يمنعكم من يحميكم من ذلك هذا معناه.
الملائكة هم موكلون بالمطر وبالنبات وبالريح، الريح يرسلونها بميزان بوزن والمطر بكيل هم يعلمونه، هذا معنى وكل شىء عنده بمقدار معناه أنا ليس لي كمية لا كمية صغيرة كأصغر جرم من الأجرام وهو الهباء ويوجد اصغر من الهباء أيضًا من شدة قلته وصغره لا تراه العيون فالله تعالى ليس كهذا الذي هو أصغر الأجرام ولا كالعرش الذي هو أكبر الأجرام، الآيات التي ظواهرها يوهم أن الله جسم أن الله له كمية ليس معانيها على حسب هذه الظواهر بل لها معان توافق معنى قوله تعالى (ليس كمثله شىء) ومن اعتقد ظواهرها يكون كافرًا.
رجل من هؤلاء الذين يعتقدون أن الله جسم يقال له بيان بن سمعان من بني تميم من قبيلة محمد بن عبد الوهاب زعيم الوهابية لكن قبل ابن عبد الوهاب بمئات من السنين هذا كان مثل الوهابية يعتقد ان الله له وجه بمعنى الجسم فقال في هذه الآية (كل شىء هالك إلا وجهه) قال العالم شىء يفنى كله ولا يبقى منه شىء يوم القيامة والله شىء أي موجود فإذاً هو أيضًا يفنى ويبقى منه هذا القدر، الوهابية مثل هذا الرجل لكن لا تقول انه يبقى منه هذا القدر ويفنى ما سواه، تقول الله تعالى له أجزاء له وجه وله يد وله عين بمعنى الجسد وله رجل بمعنى جسد وله لهات يتكلم بها بحرف وصوت، الذي يعتقد هذا الاعتقاد ما عرف الله إنما يعبدون شيئًا لا وجود له، لا يوجد فوق العرش جسم يملأ العرش حيّ سميع بصير مُدرك لا شىء قاعد على بعض العرش، ولا يوجد فوق العرش بمسافة بعيدة بفراغ بعيد ذات يقال له الله تعالى، كل الجهات لم تكن في الأزل، لم يكن في الأزل سواه ثم هو خلق النور والظلام والعرش والماء والجهات الست، والجهاتُ الست والظلام والريح والأرواح لم تكن في الازل.