ءادم عليه السلام كان في جنة الخلد
2 نوفمبر 2016الله تعالى أراد أن يعلّم عبادَه التأني في الأمور لذلك لم يخلق في لحظة واحدة السمواتِ والأرض بل خلقهما في ستة أيام
2 نوفمبر 2016خالفت المجسمة فاعتقدوا أن الله تعالى فوق السموات وهو إعتقاد اليهود
قال الشيخ علي بن محمد التميمي المؤخر (1) الصفاقسي التونسي المالكي وهو تلميذ الولي الصالح سيدي علي النوري المالكي الصفاقسي في كتابه المسمى تقريب البعيد صحيفة 88 ما نصه (وخالفت المجسمة فاعتقدوا أن الله تعالى فوق السموات وهو إعتقاد اليهود….تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، الله غني عن كل ما سواه حتى الأزمنة والأمكنة) أما علو الشرف والقدر فهذا يجوز في حقه.
وعقيدتنا ما قرره أهل السنة والجماعة علماء جمهور الأمة الاسلامية، أتباع المذاهب الأربعة المعتبرة، علماء الزيتونة والقرويين وعلماء الأزهر الشريف وقد قال الإمام السبكي في طبقات الشافعية حيث قال (وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة، كان ولا مكان، كوَّن المكان، ودبَّرَ الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، هذا مذهب أهل السنة، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم) وما يقوله الحافظ البيهقي رحمه الله (وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال تعالى (ليس كمثله شىء) وقال (ولم يكن له كفواً أحد) وقال (هل تعلم له سمياً) من كتابه الاعتقاد والهداية.
وقال الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي المالكي (2) (توفي 656 هـ) في سياق ردِّه على المُجسمة المُمثِّلة، وهم يشاركون التَّيمية في إثبات الحجمية لربهم، قال (اعتقدوا في الله تعالى أنَّه جسم يشبه أجسامنا، ذو وجه وعينين، وجَنب ويد ورِجل وهكذا، وهذا ارتكاب جهالة خالفوا بها العقول وأدلة الشرع المنقول، وما كان سلف هذه الأمَّة عليه من التَّنزيه عن المُماثلة والتَّشبيه، وكيف يستقِرُّ هذا المذهب الفاسد في قلب من له أدنى فكرة، ومن العقل أقل مسكة، فإنَّ الأجسام من حيث هي كذلك مُتساوِيَة في الأحكام العقليَّة، وما ثَبت للشيء ثَبت لمثله، وقد ثبت لهذه الأجسام الحُدوث، فيلزم عليه أن يكون الله تعالى حادثا، وهو مُحال باتِّفاق العُقلاء والشرائع، ثمَّ انظر غفلتهم وجهلهم بكلام الله تعالى وبمعانيه، فكأنَّهم لم يسمعوا قوله تعالى (لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى 11) ويلزم على قولهم أن يكون كل واحدٍ منَّا مِثلًا له تعالى من جِهة الجِسميَّة، والحيوانيَّة، والجوارح…وكل ذلك جهالات وضلالات، ولله سرٌّ في إبعاد بعض العباد (وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ) (الزمر 36) المُفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (194/7)، ألفه أبو العباس القرطبي على كتابه الآخر تلخيص صحيح مسلم يبين ويوضح بعض ما قد يشكل على الناس في صحيح مسلم.
(1) المؤخر (كان حيا سنة 1118 هـ) وهو علي بن محمد بن محمد المقدم الملقب بالمؤخر التميمي الصفاقسي، المقرئ المتكلم النحوي الفلكي أخذ عن الشيخ علي النوري علوم اللسان، والشريعة، والميقات، والحساب، وهو أكبر تلامذته سنا، ومدفون بتربة شيخه مع بقية زملائه تلامذة الشيخ علي النوري، وقرأ ببلده أيضا على الشيخ عبد العزيز الفراتي ولا نعلم له رحلة إلى تونس، تولّى الإمامة وتدريس التجويد بضريح الشيخ أبي الحسن اللخمي، وكان ساكنا بصحن المقام مع عياله زاره الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي عند توجهه إلى جربة للقراءة على الشيخ إبراهيم الجمني.
(2) أبو العباس القرطبي صاحب زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري وهو شيخ القرطبي المفسّر صاحب الجامع لأحكام القرآن وكلاهما من المالكية.