مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَنَطَقَ بِالشَّهَادَةِ وَلَوْ مَرَّةً فِي الْعُمُرِ وَرَضِيَ بِذَلِكَ اعْتِقَادًا فَهُوَ مُسْلِمٌ مُؤْمِنٌ
مَنْ عَرَفَ وَاعْتَقَدَ أَنَّهُ لا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَادِقٌ فِي كُلِّ مَا جَاءَ بِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ، أَمَّا مَنْ أَتَى بِمَا يُنَافِي ذَلِكَ وَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَهَذَا اعْتِقَادُهُ يُخَالِفُ الشَّهَادَتَيْنِ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ عِنْدَ اللَّهِ وَلَوْ نَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ بِلِسَانِهِ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ (مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ) أَيْ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَنْ يُخَلَّدَ وَيُؤَبَّدَ فِي النَّارِ، فَإِنْ دَخَلَ النَّارَ بِذُنُوبِهِ فَلا بُدَّ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا ثُمَّ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
وَمَنْ عَرَفَ وَنَطَقَ وَلَمْ يَعْتَقِدْ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ وَلا بِمُؤْمِنٍ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَمَّا عِنْدَنَا فَهُوَ مُسْلِمٌ لِخَفَاءِ بَاطِنِهِ عَلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ يَتَظَاهَرُ بِالإِسْلامِ وَيَكْرَهُ الإِسْلامَ بَاطِنًا أَوْ يَتَرَدَّدُ فِي قَلْبِهِ هَلِ الإِسْلامُ صَحِيحٌ أَمْ لا فَهُوَ مُنَافِقٌ كَافِرٌ وَهُوَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ سُورَةَ النِّسَاء 145، فَهُوَ وَالْكَافِرُ الْمُعْلِنُ خَالِدَانِ فِي النَّارِ خُلُودًا أَبَدِيًّا.
نَحْنُ إِذَا أَظْهَرَ لَنَا إِنْسَانٌ أَنَّهُ مُسْلِمٌ وَتَشَهَّدَ وَصَلَّى وَلَمْ نَعْلَمْ مِنْهُ كُفْرًا نُجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامَ الإِسْلامِ، ثُمَّ نَقُولُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِبَاطِنِهِ، وَأَمَّا الَّذِي يُظْهِرُ الإِسْلامَ وَيُخْفِي الْكُفْرَ فِي قَلْبِهِ كَأَن يَكُونَ عِنْدَهُ شَكٌّ بِصِحَّةِ الإِسْلامِ فَهَذَا مُنَافِقٌ وَهُوَ دَاخِلٌ تَحْتَ قَوْلِ اللَّهِ ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾.