ءادم عليه السلام كان في جنة الخلد
سائل يسأل في مسألة أن الشيطان وسوس لآدم إن بعض العلماء قالوا ليس المراد بالجنة جنة الخلود لأنه لو كان ءادم في جنة الخلود لم يخرج منها ولو كان الشيطان دخل جنّة الخلود لم يخرج منها فإذًا هذه جنة في الأرض، لو كانت جنة الخلود فكيف يكون الشّيطان قد وسوس لآدم وهو قد خرج منها؟
الجواب:
الحقيقة أن تلك الجنة التي كان فيها تَكَوُّنُ هيكل ءادم هي الجنة التي وَعَدَ اللّه المؤمنين بها في الآخرة، ليس بستاناً من بساتين الأرض، في ذلك الوقت ما كان بستان لأنه أول البشر.
ما أحدٌ عمل بستاناً على هذه الأرض لأنه لم يكن عليها بشرٌ إنما تلكَ الجنةُ هي جنّةُ الخُلدِ ثم إبليس كان مسلماً مؤمناً يعبدُ اللّه مع الملائكة ثم لمّا أمرَ اللّه الملائكة بأن يسجدوا لآدم تكبَّر اعتَرض على اللّه فصار من الكافرين فأُمِر بالخروج ما خرج في الحال، لو أراد الله تعالى أن يُخرِجَه قَهراً في اللحظة لأخرجه لكن ما شاء ذلك إنّما أمره بالخروج، العبد إن كان بشَرًا وإن كان جنيًا قد يؤمر بالشىء من قِبل اللّه تعالى ثم لا ينفِـّذُه فوراً بل يتأخّر في تنفيذه، كذلك إبليس ما نفَّذ الأمرَ بالخروج فَوراً بل تأخّر إلى الوقت الذي سبق في علم اللّه أنه يخرج من الجنة، ما وسوس إليه وهو خارجَ الجنة، أو كان خارجَ الجنة ثم دخل الجنة حتّى وسوسَ لآدم، لا، قبل أن يخرج وسوَسَ.