حديث (الشِّتاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ)
24 نوفمبر 2021سُورَةُ الْبَيِّنَةِ وَهِىَ سُورَةُ ﴿لَمْ يَكُنْ﴾ وَهِىَ مَدَنِيَّةٌ فِى قَوْلِ الْجُمْهُورِ وَقِيلَ مَكِّيَّةٌ وَهِىَ ثَمَانِ ءَايَات
26 نوفمبر 2021أَفضَلُ الأُمَم بَعدَ الأنبياء أُمّةُ سَيّدِنا محمّد، ثم هَذه الأُمّةُ أَفضَلُهم الذينَ كَانوا في المائةِ الأُولى ثم المائةِ الثّانية ثم المائةِ الثّالثَة
الحمدُ للهِ رَبّ العالمين والصّلاةُ والسّلامُ على سَيّد المرسَلِين وعلى ءالِه الطّيّبين الطّاهِرين أمّا بَعدُ فقد قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (أوصِيكُم بأصحَابي ثم الذينَ يَلُونَهم ثم الذينَ يَلُونَهم ثم يَفشُو الكَذِب ألا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأةٍ إلا كانَ ثَالِثَهُما الشّيطَان فعَلَيكُم بالجَماعَة وإيّاكُم والفُرقَة فإنّ الشّيطَانَ معَ الواحِدِ وهوَ منَ الاثنَين أَبْعَد، فمَن أرادَ بُحبُوحَةَ الجَنّةِ فَلْيَلزَم الجَماعَة) رواه أحمد والترمذي وصَحّحَه.
أَفضَلُ الأُمَم بَعدَ الأنبياء أُمّةُ سَيّدِنا محمّد، ثم هَذه الأُمّةُ أَفضَلُهم الذينَ كَانوا في المائةِ الأُولى ثم المائةِ الثّانية ثم المائةِ الثّالثَة، هؤلاء أفضَلُ أُمّةِ محمّد لأنّ الكَذِبَ مَا كانَ فَشَى كَثِيرا إلا بعدَ هذه القُرون الثّلاثةِ، كانَ أُنَاسٌ انحَرفوا عمّا كانَ عليهِ الصّحَابَةُ لكن مَا كانُوا كَثُروا في ذلكَ الوقتِ إلى حَدّ كَبِير إنما كَثُروا بَعدَ الثّلاثِمائة، اثنَتَين وسَبعِينَ فِرقَة بلَغَ عدَدُهم لكن كُلُّهم شَراذِم، الجمهورُ بَقُوا على عقيدةِ الصّحَابةِ السّوادُ الأعظَم، ولا يَزالُ جمهورُ الأُمّةِ على ذلك، على مَا كانَ علَيهِ الصّحابَةُ والتّابعُون وأتباعُ التّابعِين في العَقيدة، مِن حَيثُ حُسنُ العَملِ فَرقٌ كَبِيرٌ بينَ الصّحَابةِ والذين بَعدَهم، أولئكَ كانَ يُواسِي بَعضُهم بَعضُا، الصّحابَةُ كانوا يؤثِرُونَ، كانوا يتَعامَلُونَ بالإيثار، يؤثِرُ أخَاه المسلمَ على نَفسِه بالنّسبَةِ لأمرِ الدُّنيا، حتى إنّهم في بَعضِ المعَارك مع الكفّار بعضُ الصّحَابة صُرِعُوا يَعني ارتَموا على الأرض يَنتَظِرُونَ الموتَ عِطَاشًا ثم أحَدُهم نَاولَه شَخصٌ الماءَ فرأَى أخَاه الذي هو مِثلُه مَصرُوعٌ يَنْظُرُ إلى هذا الماءِ فأَعطَاهُ لهُ ثم ذاكَ ءاثرَ ءاخَر ثم ذاكَ ءاثَر ءاخَر على نَفسِه حتى ماتُوا كُلُّهم ولم يَشرَبُوا مِن هذا الماء. الصّحَابَةُ كانوا يتَحَابُّونَ ويتَعاطَفُونَ ثم بَعدَهُم الذينَ كانوا في القَرنِ الثّاني كانَ فيهم خِصَالٌ حَميدَةٌ، اللهُ تَعالى مَدحَهُم في القرءان مَدَحَ الذينَ يُؤثِرُونَ على أَنفُسِهم مِنَ الصّحابة (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) لو كانُوا هُم بحَالَةٍ شَدِيدَةٍ يؤثِرُونَ إخْوانَهم، لولا هذا الصّحَابَةُ مَا نَشَروا الإسلامَ، في ظَرْف خَمس وعِشرينَ سَنة وصَلُوا إلى الصّين والمغرب هَذه كُلُّها كانَت تَحتَ عمر بنِ الخَطّاب لأنّ هِمَمَهُم كانَت قَويّةً في نَشر الإسلام لَيسُوا مِثلَنا يَكرَهُونَ الموت، نَحنُ نَكرَهُ الموتَ لذلكَ لا نَهتَمُّ بالجِهَاد، ثم نَحنُ في هذا الزّمَن المسلِمُون لهم عُذرٌ بتَرك الجِهاد لأنّ الكُفّار كَثُروا صَارُوا مُحِيطِينَ بِنا مِن جميع النّواحِي، لكن بَقِيَ مَا نَستَطِيعُ فِعلَه وهوَ التّحَابُّ والتّناصُح والتّزاوُر هذا بَقِي، في هَذا نَستَطِيعُ أن نَقتَدِيَ بهم، لا نَصِلُ إلى الحدّ الذي وصَلُوا إليه، لذلكَ الرّسولُ عليهِ السّلام قال (أُوصِيكُم بأصْحَابِي ثم الذينَ يَلُونَهُم ثم الذينَ يَلُونَهم) ثم أَوصَى باتّباع الجمَاعَةِ، وتَركِ الفُرقَة، قال (وإيّاكُم والفُرقَةَ) مَعناهُ ابقَوا على عَقِيدَةِ أهلِ السُّنّة التي كانَ عليها الرّسولُ ثم الصّحَابةُ، قال عليهِ السّلام (فمَن أرادَ بُحبُوحَةَ الجنّة فَلْيَلزَم الجمَاعَة) الذي يُرِيدُ المكَانَ الأحسَنَ في الجنّةِ فَلْيَلزَم الجمَاعَةَ أي لا يَخرُج عن عقيدَةِ أَهلِ السُّنّة، الجنّةُ لَيسَت كُلَّها مُتسَاويَة وَسَطُها أَفضَلُ مِن أَطْرافِها بَعضُ المسلمِينَ يَنزلُونَ في أطْرافِها وبَعضٌ في وسَطِها وهذا الوَسَطُ أيضًا لهُ أَعلَى، فالذي يَخرُج عن عقيدَةِ أهلِ السّنّة فقَد عَرّضَ نَفسَه لنَارِ جَهنّم.
1 Comment
قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (أوصِيكُم بأصحَابي ثم الذينَ يَلُونَهم ثم الذينَ يَلُونَهم ثم يَفشُو الكَذِب ألا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأةٍ إلا كانَ ثَالِثَهُما الشّيطَان فعَلَيكُم بالجَماعَة وإيّاكُم والفُرقَة فإنّ الشّيطَانَ معَ الواحِدِ وهوَ منَ الاثنَين أَبْعَد، فمَن أرادَ بُحبُوحَةَ الجَنّةِ فَلْيَلزَم الجَماعَة) رواه أحمد والترمذي وصَحّحَه.