حديث (مَنْ قالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَهُوَ ثانٍ رِجْلَيهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ…)
22 مايو 2023ما هو حكم صيام ستّة أيام من شوال؟ وهل تصام متتالية أم متفرّقة؟
20 يونيو 2023تصحيح المفاهيم في الإستغاثة والتوسل
تصحيح المفاهيم في الإستغاثة والتوسل
قالَ الإِمامُ العَلَّامَةُ الفقِيهُ حَسَن العِدَوِيُّ الحَمْزَاويُّ المالكيُّ الأَزْهَرِيُّ (ت 1303 هـ) (وما يقعُ مِن بعضِ العَوامِ مِن قَولِهم (يا سيِّدي فلان مثلًا إِن قَضَيْتَ لِي كذا أو شَفَيْتَ لِي مَريضِي فَلَكَ عَلَيَّ كذا) فهوَ مِن الجهلِ بالسُّنَّةِ بكيفيَّةِ الطَّلَبِ، ولكن لَا يُعَدُّ ذلك كُفْراً، لِأنَّهُم لَا يَقصِدُونَ بذلكَ الإيجاد مِنَ الوَلِيِّ، وإنَّما يجعلونَهُ في نِيَّاتِهِم وَسيلة إلى مَولاهُم حيثُ كانَ المُتَوَسَّل بهِ في اِعتقادِهِم مِن أَهلِ القُرْبِ والمَحبَّةِ للخالِقِ، ألَا تَرَى أَنَّهُم يُكَرِّرُونَ في أثناءِ كلَامِهِم (يَا صاحبَ النَّفْسِ الطَّاهِر عِندَ رَبِّكَ، أُطْلُبُ لِي مِن مَّوْلَاكَ يَفعَلُ بِي كذا) فإنَّ ذلكَ دليلٌ مِنهُم على انفِرَادِ الله بِالفِعْلِ، وَأنَّه لَا شَيء لِلْوَلِيِّ إلَّا مُجَرَّد التَّسَبُّبِ، وأنَّهُ لَا يَرُدُّ المُتَوَسِّل به لِأنَّ القَريب المَحبوب لا يُرَدُّ فيما طَلَبَ، فَهُوَ مِن بَابِ قولهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ (رُبَّ رَجُلٍ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ) وقد ذَكرَ بعضُ العارفِينَ أنَّ الوَلِيَّ بَعدَ مَوتِهِ أَشَدّ كَرامَة مِنهُ فِي حالِ حيَاتِهِ لِانقطاعِ تَعلُّقه بالمخلوقِ وتَجَرُّد روحه للخَالِقِ فيُكرِمه اللهُ بقضاءِ حاجَة المُتَوَسِّلينَ به، ثمَّ بعدَ كَتبي هذا رأيتهُ منصُوصًا بالمعنَى للعلَّامةِ ابنِ حَجَر، وَلفظَهُ الاِستغاثَة به صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ وبِغَيرِهِ مِنَ الصَّالِحِينَ ليسَ لهَا مَعنى في قُلوبِ المسلِمينَ إلَّا التَّوَسُّل إلى اللهِ تعالى بهذَا المتَوَسَّلِ بهِ لِعُلُوِّ قَدْرِهِ ومَكانَتِهِ وَجاهِهِ وكرامَتِهِ على مَولاهُ، وأَنَّه لَا يُخيِّبُ السَّائِل بهِ والمُتَوَسِّل بجاهِهِ، فَهُوَ تعالى مُستَغاثٌ بهِ في الحقيقةِ، والغَوْثُ منهُ خَلقًا وَإيجاداً، والمُتوَسَّل بهِ أيضًا تَسَبُّباً وكَسْباً، وقد يكونُ معنى التَّوَسُّل طَلَب الدُّعاء مِنهُ، وذلكَ بالنِّسبةِ للنَّبيِّ، إذ هُو حيٌّ يَعلَمُ سُؤَالَ سَأَلَهُ، قُلْتُ وَكذَلكَ الشُّهَداء والأوْلِياء قِياسًا على ما تقدَّم مِن حَياةِ الأُولياءِ والشُّهدَاءِ) مشارِقُ الأَنوار فِي فَوزِ أهلِ الاعتبار (ص 67) ط المطبعة الأزهَريَّة المِصرِيَّة 1328 هـ).