مَالِكٌ أَسَانِيدُ الحَدِيثِ تَدُورُ عَلَيهِ
الإمَامُ مَالِكٌ كانَ بَحْرًا فِي الحَدِيثِ ومَا أَوْرَدَ إلَّا أَرْبَعَمِائَةَ حَدِيثٍ فِي المُوَطَّأِ، لَو أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ كُلَّ مَا يَحْفَظُهُ لكَانَ أَوْسَعَ مِن مُسْنَدِ أَحْمَدَ، الأحَادِيثُ التِي تُوْهِمُ الجِسْمِيَّةَ للهِ تَرَكَهَا مَا ذَكَرَها.
(أحاديث مسند أحمد كما قال السيوطي في -تدريب الراوي- هي أربعون ألفًا ومِنها حوالي عشرة ءالاف مكرَّرة).
الإمامُ مَالِكٌ والإمامُ أَبُو حَنِيفَةَ والإمَامُ الشَّافِعِيُّ كانَ هَمُّهُم الاسْتِنْبَاطَ، لِذَلِكَ مَا تَوَسَّعُوا فِي الرِّوَايَةِ مِثْلَمَا تَوَسَّعَ أَحْمَدُ.
مَالِكٌ لَو أَرَادَ أنْ يَذْكُرَ كُلَّ مَا يَحْفَظُ لَأَلَّفَ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا مِن كَثْرَةِ مَا يَحْفَظُ لَكِنَّهُ اقْتَصَرَ فِي المُوَطَّأِ علَى نَحْوِ أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ، اقْتَصَرَ علَى غَيْرِ ما يُوْهِمُ التَّجْسِيمَ إلا حَدِيثَ النُّزُولِ فَإِنَّه أَوْرَدَه لِكَثْرَةِ طُرُقِهِ وَصِحَّتِها وَهُو حَدِيثٌ مُتَوَاتِرٌ. مَالِكٌ أَسَانِيدُ الحَدِيثِ تَدُورُ عَلَيهِ.
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.