قولُ الله تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
4 نوفمبر 2016قولُ الله تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
4 نوفمبر 2016معنى البسملة ومتى تشرع ومتى لا تشرع
معنى البسملة ومتى تشرع ومتى لا تشرع
اعلم أخي المسلم أن البسملة أي قولُ بسم الله الرحمن الرحيم كلمةٌ شريفةٌ ومعناها عظيم، ومعنى (بسم الله) أي أبتدئ باسم الله، ولفظ الجلالة (الله) علم للذات المقدس المستحقِّ لنهاية التعظيم وغايةِ الخضوع، ومعناهُ من له الإلهية وهي القدرةُ على الاختراع أي إبرازِ المعدومِ إلى الوجودِ، واسم الله علم غير مشتق، قال الخليل بن أحمدَ الفراهيديُّ (اسم الذات المقدس الله ليس مشتقًا بل مرتجل، وحُكي عن سيبويه، هذا الذي اختاره الأكابر من اللغويين).
والرحمٰنِ معناه الكثيرِ الرحمة بالمؤمنين والكافرين في الدنيا وبالمؤمنين في الآخرة، أما الرحيم فمعناه الكثيرِ الرحمة بالمؤمنين.
ويُشرع البدءُ بالبسملة عند كل أمر ذي بال أي ذي شأنٍ وشرف، فقد روي في الحديث الشريف (كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع) أي ناقص، رواه الحافظ عبد القادر الرهاوي في كتاب الأربعين، والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وتشرع عند وضوء، وغُسل وسواءٌ كان الغسل واجبًا أم مستحبًا، وتيممٍ، وذكاةٍ، وابتداء طواف، وتلاوةِ قرآن ولو من أثناء سورةٍ، وتأليفٍ، وسواكٍ، ونومٍ، واكتحالٍ، وأكلٍ، وشربٍ، ووطءٍ مباحٍ، وصعودِ خطيبٍ منبرًا، وركوبِ دابةٍ وسفينةٍ، ودخول مسجد ومنزل وخروجٍ منهما، ودخول الخلاء، ولُبسِ ثوب ونزعه، وغلق باب، وإطفاء مصباح، وتغميض ميت، ووضعه بلحده، ونحوِ ذلك.
والبسمَلَة هِيَ مِنَ القُرءَانِ إجمَاعًا، فهِي بَعضُ ََءَايةٍ مِنْ سُورةِ النملِ إجمَاعًا، ذُكِرَتْ فِي سُورةِ النمل، قال الله تعالى (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾) سورة النّمل، فَهِي بَعضُ ءَايَةٍ مِن سُورَةِ النمل.
والْبَسْمَلَةُ كتبت في المصاحف في أوائل السور ما عدا سورةِ براءة، وَهِيَ ءَايَةٌ مِنَ الْفَاتِحَةِ عِنْدَ الإِمَامِ الشَّافِعِىِّ وَلا تَصِحُّ الصَّلاةُ بِدُونِهَا وَعِنْدَ مَالِكٍ وَأَبِى حَنِيفَةَ لَيْسَتْ ءَايَةً مِنَ الْفَاتِحَةِ.
وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ عَلَى تَصْدِيرِ مَكَاتِيبِهِمْ بِالْبَسْمَلَةِ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ فِى مُؤَلَّفَاتِهِمْ حَيْثُ إِنَّهَا فِى أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ سِوَى بَرَاءَةَ، وَالِابْتِدَاءُ بِهَا سُنَّةٌ غَيْرُ وَاجِبَةٍ فِى كُلِّ أَمْرٍ لَهُ شَرَفٌ شَرْعًا سِوَى مَا لَمْ يَرِدْ بِهِ ذَلِكَ بَلْ وَرَدَ فِيهِ غَيْرُهَا كَالصَّلاةِ فَإِنَّهَا تُبْدَأُ بِالتَّكْبِيرِ وَالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ يُبْدَأُ بِالْحَمْدَلَةِ.
قُرَّاءُ الْمَدِينَة ِوَالْبَصْرَةِ وَالشَّامِ عَلَى أَنَّ البَسمَلةَ لَيْسَتْ بِآيَةٍ مِنَ الْفَاتِحَةِ، وَلَا مِنْ غَيْرِهَا مِنْ أوائلِ السُّورِ، وَإِنَّمَا كُتِبَتْ لِلْفَصْلِ وَالتَّبَرُّكِ لِلِابْتِدَاءِ بِهَا، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ وَمِنْ تَابَعَهُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ، وَقُرَّاءُ مَكَّةَ وَالْكُوفَةِ عَلَى أَنَّهَا آيَةٌ مِنَ الْفَاتِحَةِ وَمِنْ أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ سِوى سُورَةِ التوبَة، وَعَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ وَأَصْحَابُهُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَقَالُوا قَدْ أَثْبَتَهَا السَّلَفُ فِي الْمُصْحَفِ مَعَ الْأَمْرِ بِتَجْرِيدِ الْقُرْآنِ (عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ).
ولا يشرعُ الابتداء بـها في حجٍ وعمرةٍ وأذانٍ وصلاة ودعاء وذكرٍ ونحو ذلك، ويكره الابتداءُ بها في المكروهِ، ويـحرم في الـمُحَرَّمِ، ويكفر من يسمي الشيطانَ بـ (بسم الله الرحمٰن الرحيم) لأنه جعلَ هذه الكلمةَ الشريفةَ عبارةً عنِ الشيطان، وأما إن ذكر البسملة بنية التعوذ بالله من شره (أي من شر الشيطان) فلا يكفر.