ابن تيمية المجسّم يخالف الرسول ويقول لم أجد أحدا من الصحابة أنه تأوّل شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات والعياذ بالله تعالى
5 مايو 2017فوائد تتعلّق بالصّيام والتحذير من دعاء اعتاد بعض النَّاس عليه في ليلة النّصف من شعبان
5 مايو 2017الحث على التسامح والعفو وترك الحقد والعداوة والبغضاء خاصة قبل النصف من شعبان
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ.
وَالْمُشَاحِنُ مَعْنَاهُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُسْلِمٍ آخَرَ عَدَاوَةٌ وَحِقْدٌ وَبَغْضَاءُ، أَمَّا مَنْ سِوَى هَذَيْنِ فَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ، يُغْفَرُ لِبَعْضٍ جَمِيعُ ذُنُوبِهِمْ وَلِبَعْضٍ بعض ذنوبهم.
ومن جملة وصايا أَسيادنا أَهل العلم:
نُوصِيْكُم بالحِلْمِ والعَفْوِ، وأنْ يُعامِلَ أحَدُكُم أخاهُ بما يُحِبُّ أن يُعامِلَه به أخوهُ منَ الصّفْحِ والعَفْوِ ومقابلَةِ الإساءةِ بالإحسان، وهذا شرطُ الإيمانِ الكاملِ الذي يكونُ بهِ الإنسانُ منَ الذينَ لا خوف عليهِمْ ولا همْ يحزنُونَ.
وصحَّ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال (إيّاكُم والظنَّ فإنَّ الظّنَّ أكْذَبُ الحديثِ ولا تَحَسّسُوا ولا تَجَسَّسُوا ولا تنافَسُوا ولا تحَاسَدُوا ولا تباغَضُوا ولا تدَابرُوا وكونُوا عبادَ اللهِ إخْوانًا) رواه مسلم والبيهقي والطبراني وغيرهم.
والتَّحَسُّسُ هوَ التّفتِيشُ عن عيُوبِ النّاسِ بالعَينِ.
ووردَ مَرفُوعًا (تصَافَحُوا يَذهَبِ الغِلُّ وتهَادَوا تحَابُّوا وتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ) رواه مالك في الموطأ ورواه ابن عساكر بلفظ (تهادَوا تحابُّوا وتصافحوا يذهب الغِلُّ عنكم)، قال الباجي في المنتقى شرح الموطأ قولُه يذهبِ الغِلّ يريد والله أعلم العداوة.
معناه أن الله تعالى يخصص ليلة النصف من شعبان بهذه الميزة أنه يطَّلِعُ إلى خلقه، أي يرحمهم فيها برحمة خاصة وإلا فالله مُطَّلِعٌ على خلقه لا تخفى عليه منهم خافية، فيغفر لجميع خلقه إلا من استثنى أي يغفر لبعض المسلمين بعض ذنوبهم ولبعض كل ذنوبهم وأما الكافر فلا يغفر له وكذا المشاحن الذي بينه وبين مسلم ءاخر عداوة وحقد وبغضاء لأمر الدنيا، فليصلح كلٌّ منّا ما بينه وبين أخيه المسلم وليعف وليصفح وليخرج ما في قلبه من غلّ قبل تلك الليلة لعلَّ اللهَ يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا.