الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة
27 يوليو 2017
أخوك…: مرءاةٌ أم مراءاة؟
أخوك…: مرءاةٌ أم مراءاة؟
27 يوليو 2017
الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة
27 يوليو 2017
أخوك…: مرءاةٌ أم مراءاة؟
أخوك…: مرءاةٌ أم مراءاة؟
27 يوليو 2017

التمدح والكمال بقلة الغذاء والنوم

التمدح والكمال بقلة الغذاء والنوم

التمدح والكمال بقلة الغذاء والنوم

قال القاضي عياض في الشفا ج1/83:

فأما ما التمدح والكمال بقلته اتفاقا، وعلى كل حال، عادة وشريعة، كالغذاء والنوم، ولم تزل العرب والحكماء تتمادح ‏بقلتهما، وتذم بكثرتهما، لأن كثرة الأكل والشرب دليل على النهم والحرص والشره، وغلبة الشهوة مسبب لمضار الدنيا و‏الآخرة، جالب لأدواء الجسد وخُثارة النفس، وامتلاء الدماغ، وقلته دليل على القناعة، وملك النفس، وقمع الشهوة مسبب ‏للصحة، وصفاء الخاطر، وحدة الذهن، كما أن كثرة النوم دليل على الفسولة والضعف، وعدم الذكاء والفطنة، مسبب ‏للكسل، وعادة العجز، وتضييع العمر في غير نفع، وقساوة القلب وغفلته وموته.

والشاهد على هذا ما يعلم ضرورة، ويوجد مشاهدة، وينقل متواترًا من كلام الأمم المتقدمة، والحكماء السالفين، وأشعار ‏العرب وأخبارها، وصحيح الحديث، وآثار من سلف وخلف، مما لا يحتاج إلى الاستشهاد عليه. وإنما تركنا ذكره هنا اختصارًا واقتصارًا على اشتهار ‏العلم به.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ من هذين الفنَّين بالأقل، هذا ما لا يدفع من سيرته وهو الذي أمر به، وحض عليه، لاسيما بارتباط أحدهما بالآخر.

حدثنا أبو علي الصدفي الحافظ بقراءتي عليه، حدثنا أبو الفضل الأصبهاني، حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا ‏أبو بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح أن يحيى بن جابر حدثه عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم قال (ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه).

ولأن كثرة النوم من كثرة الأكل والشرب.

قال سفيان الثوري: بقلة الطعام يملك سهر الليل.

وقال بعض السلف: لا تأكلوا كثيرًا فتشربوا كثيرًا، فترقدوا كثيرًا، فتخسروا كثيرًا.

وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف، أي كثرة الأيدي.

وعن عائشة رضي الله ‏عنها [لم يمتلىء جوف النبي صلى الله عليه وسلم شبعًا قط، وأنه كان في أهله لا يسألهم طعامًا ولا يتشهاه، إن أطعموه أكل، و‏ما أطعموه قبل، وما سقوه شرب].

…وفي حكمه لقمان [يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة].

وقال سحنون [لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع]. اهـ

من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي العلامة الحافظ عياض بن موسى اليحصبي السبتي المغربي المالكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *