المرء على دين خليله
المرء على دين خليله
3 نوفمبر 2016
العربيه أفضل لغات البشر
العربيه أفضل لغات البشر
3 نوفمبر 2016
المرء على دين خليله
المرء على دين خليله
3 نوفمبر 2016
العربيه أفضل لغات البشر
العربيه أفضل لغات البشر
3 نوفمبر 2016

التّجويد ومراتبه وأنواع اللّحن-1

التّجويد ومراتبه وأنواع اللّحن-1

والأخذ بالتّجويد حتمٌ لازمُ *** من لمْ يصحّحِ الْقُران ءاثمُ
لأَنِّه به الإلٰه أنزلا *** وهكذا منه إلينا وصلآ
‏وهُو ‏أيضاً حِلية التّلاوةِ *** وزينةُ الأداءِ والقراءةِ
‏وهو إعطاءُ الحُروفِ حقّها *** من كلّ صفةٍ ومُستحقّهآ
وردُّ كلّ واحدٍ لأصلهِ *** واللّفظُ في نٓظيرهِ كٓمثلهِ

الشّرح:

والأخذُ بالتّجويد حتمٌ أي (لازمٌ) للقارئ فحينئذ (من لم يجوّد) وفي نُسخة [يصحّح] (القُرٓان) بأن يقرأه قراءة تخلُّ بالمعنى أو بالإعراب فهو (ءاثمُ لأَنِّه) أي القرانُ (به) أي بالتّجويد (الإلٰه أنزلا وهكذا مِنْهُ إلينا وصلآ).

قال الله تعالى [ورتِّل القُرءانٓ ترتيلاً] ءاية ٤ [سورة المزمّل] أي ائت به على تُؤدةٍ بتبيين الحروف والحركات.

وأكّد الأمر بالتّرتيل بالمصدر ِ تعظيما لشأنه وترغيبًا في ثوابه، والقارئ بتركه لذلك من الدّاخلين في خبٓر (ربّ قارئ للقرءان والقرءانُ يلعنهُ).

وعُلم بذلكٓ طلب التحرّز من اللّحن وهو هنا الخطأُ والميلُ عن الصّواب وهو جليٌّ وخفي.

فالجليُّ خطأٌ يعرِضُ للفظٍ ويُخلُّ بالمعنىٓ أوالإعراب كرفعِ المجرورِ ونصبه.

والخفيّ خطأٌ يعرضُ للفظٍ ولا يُخلّ بالمعنى ولا بالإعرابِ كتركِ الإخفاء والإقلابِ والغُنّة (وَهُو) بضمّ الهاء أي التّجويد (أيضاً حِليةُ التلاوة) أي زينتها (وزينة الأداءِ والقراءةِ) والفرق بين الثّلاثة أنّ التّلاوةٓ وقراءة القرءانِ متتابعاً كالأورادِ والأسباعِ والدّراسة، والأداء عن المشايخ ، والقراءةُ تُطلق عليهما فهي أعمّ منهما.

ومراتب التّجويد ثلاثةٌ ترتيلٌ وتدويرٌ وحدْرٌ.

والأوّل أتمُّ ثمّ الثّاني، فالتّرتيل التُّؤدة، وهو مذهب ورْش وعاصم وحمزة.

والحدْرُ الإسراعُ وهو مذهبُ ابن كثيرٍ وأبي عمرو وقالون.

والتّدويرُ التوسّطُ بينهما وهو مذهب ابن عامر والكسائي.

وهذا هو الغالب على قرائتهم وإلاّ كلّ منهم يجيزُ الثّلاثة.

(وَهُو) بضمّ الهاء أي التّجويد (إعطاءُ الحروفِ حقّها من كلِّ صفةٍ) لازمة (لٓها) من همس وجهرٍ وشدّة ورِخاوة ونحوها ممّا مرّ (و) إعطاؤُها (مُستحقّها) ممّا ينشأ عن الصِّفات المذكورة كترقيق المسْتفل وتفخيم المستعلي، ونحوهما.

وعطف على إعطاء الحروف قوله (وردُّ كلّ واحد وَاحِد) من الحروف (لأصله) أي حيّزهُ من مخرجه، وقولهُ (واللّفظُ في نظيره) أي نظير ذلك الحرف (كٓمثلهِ) بزيادة الكَافِ أي وأن تلفُظٓ بنظيره بعد لفظك به مثل بِهِ أوّلا إن كان الأوّلُ مرقّقاً فنظيرهُ كذلك، أو مفخّما فنظيرهُ كذلك، أو غيرهُ فغيرهُ لتكون القراءة على نسبةٍ واحدة.

من الدّقائق المحكمة في شرح المقدّمة الجزريّة في التّجويد للشيّخ زَكَرِيَّا الأنصارى الشّافعي المتوفّى سنة ٩٢٥ هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *