الحمد لله الذي لم يجعل للخلق سبيلا إلى معرفته إلاّ بالعجز عن معرفته
2 نوفمبر 2016مَا الْحِكْمَةُ مِنْ خَلْقِ الْعَرْشِ؟
2 نوفمبر 2016الفرق بين إبليس والملائكة
الفرق بين إبليس والملائكة
إبليسُ لمّا كان مُسلمًا يعبدُ اللهَ معَ المَلائِكةِ كان اسْمُهُ عَزازِيل، ثُمَّ لما كفَرَ وَلُعِنَ سُمِّيَ إِبليس لأنّ معنى إبليس مُبْعَدٌ منَ الخير، كلمةُ إبليس لها اشْتقاقٌ، مَعنى إبليسَ في اللغةِ العربيةِ أُبْعِدَ، وإبليسُ ليسَ منَ الملائكةِ كَما دلَّ على ذلكَ قولُ الله تعالى (وَإِذْ قُلْنا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وإبليسُ خُلِقَ مِن نارٍ أمّا الملائكةُ مِن نورٍ.
فعن عائشةَ رضي الله عنها قالَت قالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (خُلِقَتِ الملائكةُ مِن نُور وَخُلِقَ الجَانُّ مِن مارِجٍ مِن نار وخُلِقَ آدمُ مِمّا وُصِفَ لَكُم) رواه البخاري ومسلم، مِن مارجٍ مِن نار أيْ مِن لَهَبِ النّارِ الصّافي الّذي لا دخانَ فِيه.
قال ابن كثير في تفسيره قال الحسن البصري (ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين وإنه لأصل الجن كما أن آدم عليه السلام أصل البشر) رواه الطبري بإسناد صحيح ج 3 / 89.
وقال شهرُ بنُ حَوْشب (كانَ منَ الجنِ).
فيَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ بَلْ هُوَ أَبُو الْجِنِّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ وَقَدْ جَاءَتِ الآيَاتُ صَرِيحَةً فِى بَيَانِ أَنَّ إِبْلِيسَ اعْتَرَضَ عَلَى اللَّهِ فَكَفَرَ بِهِ قَالَ تَعَالَى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ وَأَمَّا الْمَلائِكَةُ فَلا يَعْصُونَ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ بَلْ هُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ ﴿وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ فَلَوْ كَانَ إِبْلِيسُ مَلَكًا لَكَانَ كُلُّ مَا يَعْمَلُهُ بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَكَانَ اعْتِرَاضُهُ عَلَى اللَّهِ مِنْ جُمْلَةِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَذَلِكَ بَاطِلٌ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَأْمُرُ بِالْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ فَلا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِأَنَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَوْ أَنَّهُ كَانَ طَاوُوسَ الْمَلائِكَةِ أَوْ رَئِيسَهُمْ بَلْ هُوَ أَكْفَرُ خَلْقِ اللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ عَذَابًا فِى الآخِرَةِ.