المسيح الدجال-1
3 نوفمبر 2016المسيح الدجال-3
3 نوفمبر 2016المسيح الدجال-2
المسيح الدجال-2
عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أُرَاهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ). رواه البخاري
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ ءادَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطِفُ أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً (ينطِف إذا قطر قليلاً قليلاً) قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ). رواه البخاري
قَوْله (فَإِذَا رَجُل ءادَم) بِالْمَدِّ، فِي رِوَايَة مَالِك (رَأَيْت رَجُلا ءادَم كَأَحْسَن مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْم الرِّجَال) بِضَمِّ الْهَمْزَة وَسُكُون الدَّال.
قَوْله (سَبِط الشَّعْر) بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَكَسْر الْمُوَحَّدَة وَسُكُونهَا أَيْضًا.
قَوْله (يَنْطِف) بِكَسْرِ الطَّاء الْمُهْمَلَة (أَوْ يُهْرَاق) كَذَا بِالشَّكِّ، وَلَمْ يَشُكّ فِي رِوَايَة شُعَيْب، وَزَادَ فِي رِوَايَة مَالِك [لَهُ لِمَّة] بِكَسْرِ اللام وَتَشْدِيد الْمِيم (واللِّمّة شعر الرأْس إذا كان يُجاوِز شحمة الأُذن) (كَأَحْسَن مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ اللِّمَم) وَفِي رِوَايَة مُوسَى بْن عُقْبَةَ عَنْ نَافِع (تَضْرِب بِهِ لِمَّته بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ رَجْل الشَّعْر أَي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما يَقْطُر رَأْسه مَاء).
قَوْله (قَدْ رَجَّلَهَا) بِتَشْدِيدِ الْجِيم (يَقْطُر مَاء) وَوَقَعَ فِي رِوَايَة شُعَيْب (بَيْن رَجُلَيْنِ).
وَفِي رِوَايَة مَالِك (مُتَّكِئًا عَلَى عَوَاتِق رَجُلَيْنِ يَطُوف بِالْبَيْتِ).
وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس (وَرَأَيْت عِيسَى بْن مَرْيَم مَرْبُوع الْخَلْق إِلَى الْحُمْرَة وَالْبَيَاض سَبْط الرَّأْس) زَادَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ (كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاس) يَعْنِي الْحَمَّام ، وَفِي رِوَايَة حَنْظَلَة عَنْ سَالِم عَنْ اِبْن عُمَر(يَسْكُب رَأْسه أَوْ يَقْطُر) وَفِي حَدِيث جَابِر عِنْد مُسْلِم (فَإِذَا أَقْرَب مَنْ رَأَيْت بِهِ شَبَهًا عُرْوَة بْن مَسْعُود).
قَوْله (قُلْت مَنْ هَذَا؟ قَالُوا اِبْن مَرْيَم) فِي رِوَايَة مَالِك (فَسَأَلْت مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ الْمَسِيح اِبْن مَرْيَم) وَفِي رِوَايَة حَنْظَلَة (فَقَالُوا عِيسَى اِبْن مَرْيَم).
قَوْله (ثُمَّ ذَهَبْت أَلْتَفِت فَإِذَا رَجُل جَسِيم أَحْمَر جَعْد الرَّأْس أَعْوَر الْعَيْن) .
زَادَ فِي رِوَايَة مَالِك (جَعْد قَطَط أَعْوَر) (الجعد من الشعرخلاف السبط والقَطَطُ الشديدُ الجعُودةِ) وَزَادَ شُعَيْب (أَعْوَر الْعَيْن الْيُمْنَى)، وَفِي رِوَايَة حَنْظَلَة (وَرَأَيْت وَرَاءَهُ رَجُلا أَحْمَر جَعْد الرَّأْس أَعْوَر الْعَيْن الْيُمْنَى) فَفِي هَذِهِ الطُّرُق أَنَّهُ أَحْمَر وَوَقَعَ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ أَنَّهُ ءادَم جَعْد، فَيُمْكِن أَنْ تَكُون أُدْمَته صَافِيَة، وَلا يُنَافِي أَنْ يُوصَف مَعَ ذَلِكَ بِالْحُمْرَةِ لأنَّ كَثِيرًا مِنْ الأدْم قَدْ تَحْمَرّ وَجْنَته قَوْله (كَأَنَّ عَيْنه عِنَبَة طَافِيَة ) بِيَاءٍ غَيْر مَهْمُوزَة أَيْ بَارِزَة، وَهُوَ الَّذِي صَحَّحَهُ الْجُمْهُور وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا نَاتِئَة نُتُوء حَبَّة الْعِنَب مِنْ بَيْن أَخَوَاتهَا، وَلِبَعْضِهِمْ بِالْهَمْزِ أَيْ ذَهَب ضَوْؤُهَا.
فَقَدْ جَاءَ فِي ءاخَر أَنَّهُ مَمْسُوح الْعَيْن مَطْمُوسَة وَلَيْسَتْ جَحْرَاءَ وَلا نَاتِئَة.
وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل (مَمْسُوح الْعَيْن) وَفِي حَدِيث سَمُرَة مِثْله وَكِلاهُمَا عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَلَكِنْ فِي حَدِيثهمَا (أَعْوَر الْعَيْن الْيُسْرَى) وَمِثْله لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة.
وَوَقَعَ فِي حَدِيث سَمُرَة عِنْد الطَّبَرَانِيِّ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم (مَمْسُوح الْعَيْن الْيُسْرَى) َقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: تُصَحَّح الرِّوَايَتَانِ مَعًا بِأَنْ تَكُون الْمَطْمُوسَة وَالْمَمْسُوحَة هِيَ الْعَوْرَاء الطَّافِئَة بِالْهَمْزِ أَيْ الَّتِي ذَهَبَ ضَوْؤُهَا وَهِيَ الْعَيْن الْيُمْنَى كَمَا فِي حَدِيث اِبْن عُمَر، وَتَكُون الْجَاحِظَة الَّتِي كَأَنَّهَا كَوْكَب وَكَأَنَّهَا نُخَاعَة فِي حَائِط هِيَ الطَّافِيَة بِلا هَمْز وَهِيَ الْعَيْن الْيُسْرَى كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الأخْرَى، وَعَلَى هَذَا فَهُوَ أَعْوَر الْعَيْن الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى مَعًا فَكُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا عَوْرَاء أَيْ مَعِيبَة، فَإِنَّ الأعْوَر مِنْ كُلّ شَيْء الْمَعِيب، وَكِلا عَيْنَيْ الدَّجَّال مَعِيبَة فَإِحْدَاهُمَا مَعِيبَة بِذَهَابِ ضَوْئِهَا حَتَّى ذَهَبَ إِدْرَاكهَا، وَالأُخْرَى بِنُتُوئِهَا اِنْتَهَى.
قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ فِي نِهَايَة الْحُسْن.
وعِنْد أَبِي دَاوُدَ حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت وَلَفْظه (رَجُل قَصِير أَفْحَج) بِفَاءٍ سَاكِنَة ثُمَّ مُهْمَلَة مَفْتُوحَة ثُمَّ جِيم مِنْ الْفَحَج وَهُوَ تَبَاعُد مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ أَوْ الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ تَدَانِي صُدُور الْقَدَمَيْنِ مَعَ تَبَاعُد الْعَقِبَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي فِي رِجْله اِعْوِجَاج.
وَوَقَعَ فِي حَدِيث سَفِينَة عِنْدَ أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيِّ (أَعْوَر عَيْنه الْيُسْرَى بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظَفَرَة غَلِيظَة) وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ: الظَّفَرَة لَحْمَة تَنْبُت عِنْد الْمَاق، وَقِيلَ جِلْدَة تَخْرُج فِي الْعَيْن مِنْ الْجَانِب الَّذِي يَلِي الأَنْف، وَلا يَمْنَع أَنْ تَكُون فِي الْعَيْن السَّالِمَة بِحَيْثُ لا تُوَارِي الْحَدَقَة بِأَسْرِهَا بَلْ تَكُون عَلَى حِدَتِهَا.
قال الحافظ ابن حجر: وَأَمَّا الظَّفَرَة فَجَائِز أَنْ تَكُون فِي كِلا عَيْنَيْهِ لِأَنَّهُ لَا يُضَادّ الطَّمْس ولا النُّتُوء، وَتَكُون الَّتِي ذَهَب ضَوْؤُهَا هِيَ الْمَطْمُوسَة وَالْمَعِيبَة مَعَ بَقَاء ضَوْئِهَا هِيَ الْبَارِزَة.
عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الدَّجَّالِ (إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ وَمَاؤُهُ نَارٌ فَلا تَهْلِكُوا).
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه البخاري ومسلم.
وَفِي رِوَايَة أَبِي مَالِك الأشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَة قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لأنَا أَعْلَم بِمَا مَعَ الدَّجَّال مِنْهُ مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدهمَا رَأْي الْعَيْن مَاء أَبْيَض وَالآخَر رَأْي الْعَيْن نَار تَأَجَّج).
وَفِي رِوَايَة شُعَيْب بْن صَفْوَان (فَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاس مَاء فَنَار تُحْرِق، وَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاس نَارًا فَمَاء بَارِد) الْحَدِيث، وَفِي حَدِيث سَفِينَة عِنْدَ أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيِّ (مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدهمَا جَنَّة وَالآخَر نَار فَنَاره جَنَّة وَجَنَّته نَار). وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ عِنْدَ اِبْن مَاجَهْ (وَإِنَّ مِنْ فِتْنَته أَنَّ مَعَهُ جَنَّة وَنَارًا فَنَاره جَنَّة وَجَنَّته نَار، فَمَنْ اُبْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاَللَّهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِح الْكَهْف فَتَكُون عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا).
وَفِي رِوَايَة أَبِي مَالِك (فَإِنْ أَدْرَكَهُ أَحَد فَلْيَأْتِ النَّهْر الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلِيُغْمِض ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسه فَيَشْرَب) وَفِي رِوَايَة شُعَيْب اِبْن صَفْوَان (فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَاهُ نَارًا فَإِنَّهُ مَاء عَذْب طَيِّب) وَكَذَا فِي رِوَايَة أَبِي عَوَانَة وَفِي حَدِيث أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة (وَإِنَّهُ يَجِيء مَعَهُ مِثْل الْجَنَّة وَالنَّار، فَاَلَّتِي يَقُول إِنَّهَا الْجَنَّة هِيَ النَّار) أَخْرَجَهُ أَحْمَد، وَهَذَا كُلّه يَرْجِع إِلَى اِخْتِلاف الْمَرْئِيّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الرَّائِي، فَإِمَّا أَنْ يَكُون الدَّجَّال سَاحِرًا فَيُخَيِّل الشَّيْء بِصُورَةِ عَكْسه، وَإِمَّا أَنْ يَجْعَل اللَّه بَاطِن الْجَنَّة الَّتِي يُسَخِّرهَا الدَّجَّال نَارًا وَبَاطِن النَّار جَنَّة، وَهَذَا الرَّاجِح. وَإِمَّا أَنْ يَكُون ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ النِّعْمَة وَالرَّحْمَة بِالْجَنَّةِ وَعَنْ الْمِحْنَة وَالنِّقْمَة بِالنَّارِ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِجَنَّتِهِ يَئُولُ أَمْره إِلَى دُخُول نَار الآخِرَة وَبِالْعَكْسِ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ مِنْ جُمْلَة الْمِحْنَة وَالْفِتْنَة فَيَرَى النَّاظِر إِلَى ذَلِكَ مِنْ دَهْشَته النَّار فَيَظُنّهَا جَنَّة وَبِالْعَكْسِ.
وَفِي لَفْظ لِلطَّبَرَانِيِّ (ضَخْم فَيْلَمَانِيّ [بِفَتْحِ الْفَاء وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَفَتْح اللام وَبَعْدَ الألِف نُون] أَيْ عَظِيم الْجُثَّة كَأَنَّ رَأْسه أَغْصَان شَجَرَة) يُرِيد أَنَّ شَعْر رَأْسه كَثِير مُتَفَرِّق قَائِم.
وفي صحيح مسلم:
فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاهُ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لإنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ (لَخْم حيٌّ من اليمن وجُذامُ قبيلة من اليَمن) فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ثُمَّ أَرْفَئُوا (أَرْفَأْتُ السَّفِينةَ إذا قَرَّبْتها من الشَّطِّ) إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبْ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ (والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ) كَثِيرُ الشَّعَرِ لا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ فَقَالُوا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قَالُوا وَمَا الْجَسَّاسَةُ قَالَتْ أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأشْوَاقِ قَالَ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلا فَرِقْنَا (فزعنا) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً قَالَ فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ قُلْنَا وَيْلَكَ مَا أَنْتَ قَالَ قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (هاجَ) فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ فَقُلْنَا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قُلْنَا وَمَا الْجَسَّاسَةُ قَالَتْ اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأشْوَاقِ فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ (بَيْسانُ موضع بنواحي الشام) قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ قَالُوا هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ قَالَ أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ (زُغَرُ عين بالشام من أَرض البلقاء) قَالُوا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأمِّيِّينَ مَا فَعَلَ قَالُوا قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ قَالَ أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا (مُجَرَّداً) يَصُدُّنِي عَنْهَا وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ يَعْنِي الْمَدِينَةَ أَلا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّاسُ نَعَمْ فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنْ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ أَلا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ قَالَتْ فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يتبع…..في الجزء الثالث