من مواعظ ابن السّمّاك
من مواعظ ابن السّمّاك
2 نوفمبر 2016
من شروط المفسر للقرآن الكريم
من شروط المفسر للقرآن الكريم
2 نوفمبر 2016
من مواعظ ابن السّمّاك
من مواعظ ابن السّمّاك
2 نوفمبر 2016
من شروط المفسر للقرآن الكريم
من شروط المفسر للقرآن الكريم
2 نوفمبر 2016

ليس من شيم الصالحين أن يقعدوا من غير عمل

ليس من شيم الصالحين أن يقعدوا من غير عمل

ليس من شيم الصالحين أن يقعدوا من غير عمل

ليس من شيم الصالحين أن يقعدوا من غير عمل بل المعروف عنهم العمل ليكفوا أنفسهم وأهلهم ،فقد كان نبي الله إدريس خياطا وكان زكريا نجارا، وعمل سيدنا محمد بالتجارة، وكان عثمان وغيره من أكابر الصحابة يعملون بالتجارة، وكان إمام الصوفية الجنيد البغدادي له دكان يقعد فيه للعمل، وكان الرواس يبيع رؤوس الغنم.

وكل نبي من أنبياء الله رعى الغنم من غير أن يتخذوا ذلك مهنة لهم لما فيه من تدريب على إدارة شئون الناس والصبر والسياسة فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَ رَعَى الْغَنَمَ) فقال أصحابه وأنت فقال (نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ).

قال الحافظ ابن بطال في شرح صحيح البخارى (بَاب رَعْىِ الْغَنَمِ عَلَى قَرَارِيطَ) فيه أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِىِّ عليه السَّلام (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَ رَعَى الْغَنَمَ) فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ؟ قَالَ (نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ).
معنى قوله عليه السلام (ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم) والله أعلم أن ذلك توطئة وتقدمةً فى تعريفه سياسة العباد، واعتبارًا بأحوال رعاة الغنم، وما يجب على راعيها من اختيار الكلأ لها، وإيرادها أفضل مواردها، واختيار المسرح والمراح لها، وجبر كسيرها، والرفق بضعيفها، ومعرفة أعيانها وحسن تعهدها، فإذا وقف على هذه الأمور كانت مثالاً لرعاية العباد، وهذه حكمة بالغة، وأجمع العلماء أنه جائز أن يستأجر الراعى شهورًا معلومة بأجرة معلومة، قال مالك وليس على الراعى ضمان، وهو مصدق فيما هلك أو سرق لأنه أمين كالوكيل، إلا أن يفرط أو يتعدى) انتهى كلام الحافظ.

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (قال العلماء الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم من الحلم والشفقة لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ونقلها من مسرح إلى مسرح ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها فجبروا كسرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة) انتهى كلام الحافظ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *