مَنْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ فإنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ

السّنا مكّي‎
السّنا مكّي‎
3 نوفمبر 2016
يا مُغيث المستغيثين أغثني
يا مُغيث المستغيثين أغثني
3 نوفمبر 2016
السّنا مكّي‎
السّنا مكّي‎
3 نوفمبر 2016
يا مُغيث المستغيثين أغثني
يا مُغيث المستغيثين أغثني
3 نوفمبر 2016

مَنْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ فإنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ

مَنْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ فإنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ

كَمْ هوَ عظيمٌ بِرُّ الوالدينِ وكَمْ هوَ عظيمٌ بِرُّ الأمّهاتِ وبِرُّ الآباء وكم هو عظيم عند الله ثواب بِرّهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى إخوانه من النبيينَ وءال كل والصالحين، أمّا بعد، يقولُ ربُّ العِزَّةِ في محْكَمِ كتابِهِ ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ سورة البقرة الآية 83، ويقولُ تعالى في كتابِهِ العظيمِ ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ سورة النساء الآية 36، ويقولُ سبحانه ﴿قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ سورة الأنعام الآية 151، ويقولُ تَعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ سورة الإسراء الآية 23، فَكَمْ هوَ عظيمٌ بِرُّ الوالدينِ، وكَمْ هوَ عظيمٌ بِرُّ الأمّهاتِ وبِرُّ الآباء، وكم هو عظيم عند الله ثواب بِرّهم.

حضَّ الإسلامُ الولَدَ على طاعةِ والديه فيمَا لا معصيةَ فيهِ، وجعلَ اللهُ تعالى للمسلمِ الذي يُطيعُ والدَيْهِ فيما لا معصيةَ فيهِ أجْرًا عظيمًا في الآخرةِ، بلْ منَ الناسِ منْ أكْرَمَهُمُ اللهُ بأشياءَ في دنياهُمْ قبلَ ءاخِرَتِهِمْ بِسَبَبِ بِرّهِمْ لأُمّهِمْ كبلالٍ الخَوَّاصِ رَضِيَ اللهُ عنهُ الذي كانَ منَ الصالحينَ المشهورينَ قالَ (كنتُ في تيهِ بني إسرائيلَ فوجدْتُ رجلاً يُماشِيني فأُلْهِمْتُ أنَّهُ الخَضِرُ (والخَضِرُ هوَ نبيٌّ على القوْلِ الرَّاجِحِ ولا زالَ حَيًا إلى الآنَ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعَالى) قالَ بلالُ الخَوَّاص رَضِيَ اللهُ عنهُ فسأَلْتُهُ عنْ مالِكِ بنِ أَنَسٍ فقالَ هوَ إمامُ الأئِمَّةِ، ثمَّ سَأَلْتُهُ عَنِ الشَّافِعِيّ فقالَ هوَ مِنَ الأوتادِ، ثمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ فقالَ هوَ صدّيقٌ، ثمَّ سَأَلْتُهُ عنْ بشرٍ الحافي فقالَ ذاك لَم يُخلف بعده مثلُهُ، ثمَّ قالَ لهُ أسأَلُكَ بِحَقّ الحَقّ مَنْ أنتَ؟ فقالَ أنا الخَضِرُ، قالَ فَقُلْتُ لهُ ما هيَ الوسيلةُ التي رَأَيْتُكَ بِها؟ قالَ بِرُّكَ بِأُمّكَ، أيِ الفضيلةُ التي جَعَلَتْكَ أَهْلاً لِرُؤْيَتِي هِيَ كَوْنُكَ بارًّا بِأُمّكَ.

وتذَكَّر أخيرًا أيُّها الابْنُ أنكَ لَنْ تُوَفّيَ حقَّ أُمّكَ ولا بِطَلْقَةٍ واحِدةٍ مِنْ ءالامِ الوِلادَةِ، فَمَنْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ، فإنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *