أهل القبور يفرحون إذا قرئ لهم القرءان
أهل القبور يفرحون إذا قرئ لهم القرءان
2 نوفمبر 2016
علموا أولادكم حبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
علموا أولادكم حبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
2 نوفمبر 2016
أهل القبور يفرحون إذا قرئ لهم القرءان
أهل القبور يفرحون إذا قرئ لهم القرءان
2 نوفمبر 2016
علموا أولادكم حبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
علموا أولادكم حبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
2 نوفمبر 2016

تعريف المكان والجهة

تعريف المكان والجهة

تعريف المكان والجهة

عَرَّف المكان جمعٌ من اللغويين وأهل العلم ونقتصر على ذكر البعض

فقد قال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (502 هـ) ما نصه (المكان عند أهل اللغة الموضع الحاوي للشىء). اهـ

وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ءابادي صاحب القاموس (817 هـ) ما نصه (المكان الموضع، ج أمكنة وأماكن). اهـ

وقال العلامة كمال الدين أحمد بن حسن البَياضي الحنفي (1098 هـ) ما نصه (المكان هو الفراغ الذي يشغله الجسم). اهـ

وقال الشيخ يوسف بن سعيد الصفتي المالكي (1193 هـ) ما نصه (قال أهل السُّنة المكان هو الفراغ الذي يحُلُّ فيه الجسم). اهـ

وقال الحافظ المحدّث الفقيه اللغوي الحنفي السيد مرتضى الزبيدي (1205 هـ) ما نصه (المكان الموضع الحاوي للشىء). اهـ

وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376 هـ) ما نصه (المكان هو الموضع الذي يكون فيه الجوهر على قدره، والجهة هي ذلك المكان). اهـ

وقال الشيخ المحدث اللغوي الفقيه العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهرري رحمه الله ما نصه (المكان هو ما يأخذه الحجم من الفراغ). اهـ

فهذا النقل عن اللغويين وأهل العلم لبيان معنى المكان دليلٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم كانوا يعتقدون أن الله تعالى موجودٌ بلا مكان، وأن الله لا يسكن العرش ولا يسكن السماء، لأن القرءان نزل بلغة العرب كما قال الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم (بلسان عربيّ مبين) (سورة الشعراء 195) والنبي أعلم الناس بلغة العرب، فبطل بذلك تمسك المشبهة المجسمة بظواهر بعض الآيات والأحاديث المتشابهة التي ظاهرها يوهم أن لله مكانًا، فمثل هذه النصوص لا تُحمل على الظاهر باتفاق علماء السلف والخلف لاعتقادهم بأن الله تبارك وتعالى يستحيل عليه المكان كما هو ثابت بالقرءان والحديث والإجماع وكلام اللغويين وغيرهم.

وبعد هذا البيان يتبيَّن لك أن الله تعالى ليس في مكان من الأماكن العلوية والسفلية وإلا لكان المكان حاويًا لله تعالى، ومن كان المكانُ حاويًا له كان ذا مقدار وحجم، وهذا من صفات الأجسام والمخلوقين، واتصاف الله تعالى بصفة من صفات البشر محال على الله، وما أدى إلى المحال فهو محال، فثبت صحة معتقد أهل السُّنة الذين ينـزّهون اللهَ عن المكان والجهة.

أما موضوع الجهة فإن مجسمة هذا العصر يعمدون إلى التمويه على الناس فيقولون (الله موجود في جهة ما وراء العالم)، فلبيان الحق من الباطل نبيّن معنى الجهة من أقوال العلماء من فقهاء ومحدثين ولغويين وغيرهم.

وقال اللغوي الشيخ محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور، كان عارفًا بالنحو واللغة والأدب (711 هـ) ما نصه (والجِهةُ والوِجْهةُ جميعًا الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده). اهـ

وقال الشيخ مصطفى بن محمد الرومي الحنفي المعروف بالكستلي (901 هـ) ما نصه (قد يطلق الجهة ويراد بها منتهى الإشارات الحِسيّة أو الحركات المستقيمة فيكون عبارة عن نهاية البُعد الذي هو المكان، ومعنى كون الجسم في جهة أنه متمكّن في مكان يلي تلك الجهة، وقد يُسمى المكان الذي يلي جهة ما باسمها كما يقال فوق الأرض وتحتها، فيكون الجهة عبارة عن نفس المكان باعتبار إضافة ما). اهـ

وقال اللغويُّ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزءابادي (817 هـ) ما نصه (والجهة الناحية، ج جهات). انتهى باختصار

وقال العلاّمة كمال الدين أحمد بن حسن المعروف بالبياضي، وكان وَلِيَ قضاء حلب (1098 هـ) ما نصه (والجهة اسم لمنتهى مأخذ الإشارة ومقصد المتحرك فلا يكونان إلا للجسم والجسمانيّ، وكل ذلك مستحيل (أي على الله)). اهـ

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي (1143 هـ) ما نصه (والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه). اهـ

وقال الشيخ سلامة القضاعي الشافعي (1376 هـ) ما نصه (واعلم أن بين المقدرات من الجواهر التي هي الأجسام فما دونها وبين المكان والجهة لزومًا بَيّنًا، وهو ما لا يحتاج عند العقلاء إلى دليل، فإن المكان هو الموضع الذي يكون فيه الجوهر على قدره، والجهة هي ذلك المكان لكن بقيد نسبته إلى جزء خاص من شىء ءاخر). اهـ

وقال الشيخ العلامة المحدّث الفقيه عبد الله الهرري الشافعي الأشعري ما نصه (وإذا لم يكن (الله) في مكان لم يكن في جهة، لا عُلْوٍ ولا سُفلٍ ولا غيرهما لأنها إما حدود وأطراف للأمكنة أو نفس الأمكنة باعتبار عروض الإضافة إلى شىء). اهـ

وقال قاضي الصحراء أبو بكر (1) محمد بن الحسن المُرادي الحضرمي القيرواني ثم الموريتاني (ت 489 ھ) في عقيدته ما نصه (اعلم أنه لا يُسأل (عنه) سبحانه بكيف (لأنه لا مثل له) ولا بما (لأنه لا جنس له) ولا بمتى (لأنه لا زمان له) ولا بأين (لأنه لا مكان له).
وقال الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي (2) المالكي البجائي الجزائري (المتوفى سنة 768 هـ) في مقدمته (المقدمة الوغليسية) قال في تنزيه الله تعالى ما نصه (ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، منزه عن التركيبات والتحديدات والتقديرات وعن صفات المتحيزات ولواحق المحدثات، وهو خالق الموجودات وما يجري عليها من التبديلات والتغييرات، واحد لا شريك له (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).

(1) في القرن الخامس الهجري ولد القاضي المُرادي في القيروان وتلقى تعليمه الأولي فيها ثم دخل بلاد الأندلس وانتقل في زمن دولة المرابطين إلى آزوكي في صحراء موريتانيا حيث تولى القضاء وعُرف بقاضي الصحراء كان رجلا نبيها عالما وإماما في أصول الدين وكانت وفاته في هذه المدينة سنة 489 ھ، وقبره فيها يزار إلى الآن.

(2) اعتنى أهل العلم بكتاب المقدمة الوغليسية فتجلى ذلك في ما سجَّلته كتب التراجم والفهارس من شروح عليها حيث تهافت العلماء لشرحها مما ساعد على شهرتها وانتشارها وكانت وفاة الشيخ أبي زيد الوغليسي في سنة 786 هـ وقد تم دفنه في بجاية في الجزائر ومن تلاميذه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي صاحب الجواهر الحسان في تفسير القرآن رحمهما الله ونفعنا ببركاتهم ءامين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *