معاني اليد في كلام العرب (من كتاب الجامع لأحكام القرءان للإمام القرطبي)
27 يونيو 2018اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ
27 يونيو 2018تَعدَادُ الزّواج فيهِ حِكمَةٌ
تَعدَادُ الزّواج فيهِ حِكمَةٌ
تَعدَادُ الزّواج فيهِ حِكمَةٌ، أوّلا تَكثِيرُ أُمّةِ محَمّد وهذه فائدَةٌ، ثم إنْ جاءَه أولادٌ مِن هذه وهَذه وهذه وعاشَ بَعضٌ وماتَ بَعضُهم في الطّفُولَة يَشفَعُونَ لهُ يومَ القِيامَةِ يَشفَعُونَ للأب والأمّ، أمّا العَكسُ وهوَ تزَوّج امرأةٍ بأكثَرَ مِن واحِدٍ فهوَ ليسَ فيهِ خَيرٌ إلا الشّرّ وذلكَ لو تزَوّجت المرأة مِن رجلَين ثم جاءَ ولَدٌ فقَد يُنكِرُ كُلٌّ منهُما هذا الولدَ هذا يَقولُ هذا لَيسَ مِني والآخَر كذلكَ فيَكُون إضَاعة لهذا الولد، وإن كانَ مَرغُوبًا فيه كلٌّ منهما طَمِع فيه أحَبّ أن يكونَ إليه فيتَنازَعَان فيؤدي إلى خُصومات وجَرح وقَتل لذلكَ حَرّمَ اللهُ على النّسَاء أن يتَزوّجنَ أكثَرَ مِن واحِد.
ثم إنّ الرّجالَ أَوفَر عَمَلا وأقوَى جِسمًا، ولِتَدبِيرِ أمُورِ المعِيشَةِ هُم أَصْلَحُ مِنَ النّسَاء لذلكَ اللهُ مَا جَعَلَ نَبِيّةً في النّساء إنما خَصَّ النّبُوّةَ بالرّجَال، اللهُ خَّصَّ الرّجَالَ بقُوّةِ العَقلِ وقُوّةِ الجِسْم لذَلكَ الرّجُلُ صَارَ لهُ مَزِيّةٌ، لهذه الحِكَم صَارَ يَجُوز لهُ أن يَجمَع أكثَرَ مِن واحِدَةٍ.
ثمّ إبَاحَةُ تَعدَاد الزِّواج ليسَ شَيئًا خَاصّا بشَريعَةِ محَمّد، قَبلَ سَيّدِنا محمّدٍ بَعضُ الأنبياءِ اللهُ أجَازَ لهم تَعدادُ الزّواج، اللهُ عَلِمَ أنّ محَمّدًا هوَ أَفضَلُ الأنبياءِ وءاخِرُهم وأُمّتُه ءاخِرُ الأُمَم لا يَأتي بَعدَهُم أُمّةُ نَبيّ مِنَ الأنبياء، فبإباحَةِ تَعديدِ الزّواج صَارَ إظهَارُ كَثرةِ أُمّةِ محمّدٍ يومَ القِيامَةِ على كُلّ الأُمَم، يوم القِيامَة بعضُ الأنبياء لا يكونُ مَعه إلا نَحوُ ثَلاثةٍ أو أربعَةٍ مِن أَتبَاعِه وأمّا أُمّةُ سَيّدِنا محمّدٍ أَكثَرُ أهلِ الجَنّةِ ثَمانُونَ صَفّا مِن أهلِ الجنّةِ مِن أُمّةِ محَمّدٍ وأربَعُونَ صَفًّا مِن غَيرِ أُمّةِ محَمّد.
أُمَمُ الأنبياء أَربَعُونَ صَفًّا وأمّا المؤمنون مِن أهل الجنّةِ مِن أُمّةِ محمّدٍ ثَمانُونَ صَفًّا، فناسَبَ إباحَةُ تَعدادِ الزّواج لهم.