كتابُ الفقه الأكبَر للإمامِ أبي حنيفةَ رضيَ اللهُ عنْهُ
كتابُ الفقه الأكبَر للإمامِ أبي حنيفةَ رضيَ اللهُ عنْهُ
4 يونيو 2019
أسرار الشفاء بالقرآن الكريم
أسرار الشفاء بالقرآن الكريم
16 يونيو 2019
كتابُ الفقه الأكبَر للإمامِ أبي حنيفةَ رضيَ اللهُ عنْهُ
كتابُ الفقه الأكبَر للإمامِ أبي حنيفةَ رضيَ اللهُ عنْهُ
4 يونيو 2019
أسرار الشفاء بالقرآن الكريم
أسرار الشفاء بالقرآن الكريم
16 يونيو 2019

حفظ الدِّين

حفظ الدِّين

حفظ الدِّين

ألَّفَ الكثير من فقهاء المذاهب الأربعة في باب تحذير المسلمين من الشرك والكفر بالله هو أشد الشرور والعياذ بالله، يقولُ الحافظُ الزبيديُّ في شرح الإحياء ما نصُّه (وقد ألَّفَ فيها (أي الرِّدةِ) غيرُ واحدٍ مِن الأئمةِ مِن المذاهبِ الأربعةِ رسائلَ وأكثروا في أحكامِها). اهـ

فمن الحنفية حذَّرَ منها الشيخ عبد الغني النابلسي (المتوفى سنة 1143 هـ) وابن عابدين الحنفي (المتوفى سنة 1252 هـ) وغيرهم، ومن المالكية القاضي عياض اليحصبي (المتوفى سنة 544 هـ) وفقيه المغرب العلامة الكبير محمد بن سحنون (1) (المتوفى سنة 256 هـ) وغيرهم، ومن الشافعية الحافظ النووي (المتوفى سنة 676 هـ) والإمام تقي الدين الحصني (المتوفى سنة 829 هـ) وغيرهم، ومن الحنابلة ابن قدامة المقدسي (المتوفى سنة 626 هـ) والبهوتي الحنبلي (المتوفى سنة 1051 هـ) وغيرهم.

وقال الإمامُ المجتهدُ محمدُ بنُ جريرٍ الطبريُّ في تفسيره جامع البيان في تأويل آي القرآن (إنَّ من المسلمينَ من يخرجُ مِنَ الإسلامِ مِنْ غيرِ أنْ يقصِدَ الخروجَ منه). اهـ

وقالَ الحافظُ الكبيرُ أبو عَوانَةَ الذي عَمِل مستخرجًا على مُسلمٍ (وفيه أنَّ مِنَ المسلمينَ مَنْ يخرجُ مِنَ الدينِ مِنْ غيرِ أنْ يقصِدَ الخروجَ منه ومِن غيرِ أنْ يختارَ دينًا على دينِ الإسلامِ). اهـ

وقد ألَّف أحد علماء الحنفية من علماء القرن التاسع كتابا سمَّاه (مَنْ يَكْفُرُ وَلَا يَشْعُرُ) وهو مطبوع موجود بين المسلمين، وقد أكثر العلماء كما رأينا التأليفَ والتحذير من هذا الفساد من باب إنكار المنكر ومن باب قولهم (إعرف الشر حتى لا تقع فيه).
والعلاج من الوقوع في هذا الفساد كله هو العلم بقواعد العلماء في هذا الباب حتى لا تقع فيها، فقد قال السيدُ البكريُّ الدِّمياطيُّ صاحب كتاب إعانة الطالبين وهو من فقهاء الشافعية (واعلمْ أنَّه يجري على ألسنةِ العامَّةِ جملةٌ مِن أنواعِ الكفرِ من غيرِ أنْ يعلموا أنها كذلك، فيجبُ على أهلِ العلمِ أن يُبيِّنوا لهم ذلك لعلهم يجتنبونَه إذا علموه لئلا تحبَطَ أعمالُهم ويخلُدونَ في أعظمِ العذابِ وأشدِّ العقابِ ومعرفةُ ذلك أمرٌ مهمٌّ جدًا وذلك لأن من لم يعرفِ الشرَّ يقَعْ فيه وهو لا يدري وكلُّ شرٍّ سببُه الجهلُ وكلُّ خيرٍ سببُه العلمُ، فهو النورُ المبين والجهلُ بئسَ القرينُ). اهـ

(1) ابن سحنون الإمام ابن الإمام، فقيه المغرب محمد أبو عبد الله ابن فقيه المغرب عبد السلام سحنون بن سعيد التنوخي القيرواني شيخ المالكية، تفقه بأبيه وكان إماما فقيها عالما بالآثار حافظا نظارا علامة كبير القدر خبيرا بمذهب مالك، مفتي القيروان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *